روز الزهراء اليوم

مجلة الكترونية شاملة متنوعة متجددة

WordPress plugin

ميرفت العزوني... هل استطيع أن أجمع حروفها المبعثرة؟
مازلت أبحث في السطور في طقطقة حبات المطر في رنين ضحكتي المستفزة أحيانا، في سرحان بنت تحتضن الكتب بين ذراعيها..يبدو أنني أقرأ أديبة تمتلك أدواتها كقاصة في رومانسية حالمة، وقصتها أو مجموعتها القصصية (حروف مبعثرة) جميعها تندرج تحت بند الأقصوصات القصيرة وعناوينها كالآتي ..الجبل – شريط فيديو – نقوش – علبة طباشير – معادلة صعبة – مكسبات طعم – لوحة رخامية.
قلبت بين القصص وحاولت أن أعيش فيها كقارئة عادية وليست بعيني الناقدة  فكانت النتيجة مذهلة وقلت سأكتب بلا مسودة ولا طباشيرة وبلا مكسبات طعم ولأسرد للقارئ بعضها.. هل سيحب هذه القصص؟ هل ستجذبه؟ هل ستنام في خياله قد تكون الإجابة نعم وقد تكون لا.. فلنرى النتيجة في (وقت  لاحق )– قصة ضمتها المجموعة، ومن الواضح أن العنوان دلالته حديثة فهذه الجملة تعرفنا عليها من امرأة لها صوت مميز، ترد حينما تطلب محمولا ويكون صاحبه قد مل من رناته فأغلقه واستراح.., وها هي ميرفت بالفعل تبدأ قصتها بجملة.. كف المحمول عن الصراخ أحيانا تنتظر بلهفة رنة قصيرة من صديق أو صديقة لتقنع نفسها بأن هناك من يهتم بها، وكثيرا ما تقلب النغمات نغمة ، نغمة فتدغدغ الموسيقى حواسها وتلهب مشاعرها.
والرواية هنا ليست البطلة ولكنها تعايشها لحظة بلحظة قد تكون هي، لكنها تخاف من ألسنة الناس فهي زوجة هجرها زوجها الثالث وقد يكون على وشك الضياع، وربما كان هذا العنوان محاولة إرسال رسالة للقارئ بأن الحبيب لن يعود، رغم الجو العاطفي المسيطر على أجواء القصة، الرنات والأغنيات، أنت عمري، سواح، أسمر يا اسمرني، إلا أن العبارة دائماً تحبطها فتعود قبل أن تحل الضلمة،   وفي الضلمة تحدث أشياء وحشة وتحسد  البنات اللاتي لازلن في عمر البراءة يعلقن عقود الفل , وتبحث  في ملامحهن عما تفتقده، وبرغم حزنها يجيء صوت الوسيط  بلا اكتراث دليل علي استحالة العودة .
إذن أنا هنا أمام كاتبة عاطفية تتخذ من ذاتها راوية تدور من حولها الأفلاك تجري من نفسها ذاتا / أنا أخرى تخاطبها وتبثها مكنونات الروح.
نقرأ قصة أخرى بعنوان "مصيدة" والتي تبدأها.. صرخت في أرجاء الغرفة فار..فار..لم ينتبه لصراخها كان مشغول البال بمجدافه المتراخي منذ ثلاث ليال.
هزته بقوة.. فار..فار، أشارت إلى الشباك، لمحه بذيله الطويل متشبثا بعامود الستارة، خلع شماعة الدولاب , وجرى وراء الفار.
صرخت ورا  الأباجورة
ضربه بالعصا، طقطقت الأباجورة
تمتمت.. الأباجورة هديتك في عيد زواجنا الأول
ربت علي كتفها، اللحم العاري المرتعش، أشعل رغبته بالإبحار والتجديف من جديد
مال عليها فزعت (الحق الفار) راقد مكانك ع السرير وثب عليه تملص الفأر , اختفي خلف الدولاب مد العصا في الفراغ بين الجدار وظهر الدولاب .. هرب الفأر.. جلس على طرف السرير يلتقط أنفاسه، أشفقت لحاله.
سيبه بكره نشتري مصيدة أو سم.
وتوهجت عيناه، نفرت عروقه أمرها بمغادرة الحجرة، تحاشي نظراتها المستفسرة عن أشياء كثيرة. أغلق الباب في غيظ....., وماذا بعد؟ هل الجنس يشغل حيزا في عقل الأنثي إن تغافل  الرجل ؟، ودائما هي المرأة في كتاباتها، ومناوشاتها للرجل ثم فهمه ووضعه في أتون ذكائها المتقد ولأنه يفهم كل اشارة منها، وهي أيضا تدرك المعاني المجهولة بين سطوره فإنهما دائما على خلاف، فهذه القصة فيها شقاوة، شقاوة من المرأة التي تحاول أن تلفت نظر الرجل إن هو غفل عن إطراء مشاعرها فهي تجعله يتربص بالفأر وبها أيضا لعلها تفوز بقبلة أو لقاء..لكن هيهات.
وتكمل هذه القصة بأخرى بعنوان..( مسودة عشق) وافتتاحيتها تقول ..للكون وجهان..رجل وامرأة.. من بين أصابعهما تتفجر الأنهار، وتنشق البحار فتنبت أشجار وارفة الخضرة، على أغصانها تحط العصافير..
لوحة تشكيلية رائعة لأصابع رجل وامرأة فقط دون ذكر التفاصيل وخلفها أنهار تنساب وحديقة من الأشجار الخضراء في الربيع والعصافير تزقزق.
نحن هنا أمام بداية مشرقة للحب، وما أجمل الحب في حياة المرأة  .. تتابع مرفت.,. تقلب المسودة يفاجئها: أحب القهوة ، كامرأة حلوة جدا، ودافئة، تندهش كيف يتقابل الضدان، لينتهي بهما المطاف إلى سكة سفر، وباب موارب، ينتظر وراءه فارس يمتطي حصانا أبيضا... في المسودة.. امرأة ارتعش قلبها قبل الأوان
قالت: أتبعك على أن  أتعلمني مفاتيح العشق
حوار..رائع مستكين، في مذكرات اطلقت عليها الراوية مسودات، لانها ملك لها ليس من حق أي إنسان أن يطلع عليها سواها, وكم كنت أتمنى أن تطلق عليها حوار بين رجل وامرأة لا يسمعه إلا هما دون ثالث.
 انتقل إلى مجموعتها الثانية "مربع أحمر" وجميعها أيضا يحمل عناوينا نسائية منها..الذبيحة.. أم القطط ، هذا ما كان من أمر السرير .. حجرة بيضاء بأظافر ليست مقلمة.. علبة قطيفة .. صينية هدية .. ثلاث ضفائر,.. ومن يقرأ العناوين يتيقن بأن الكاتبة امرأة في قصة ثلاث ضفائر تطلب المغسلة من البطلة أن تقف على غسل الأم، والبنت ترفض ثم تشارك ,وترى مراسم غسل أمها.. ينزعون الخاتم من اصبع الميته , وقد أوصت به للإبنة بعد موتها... لازالت تحكي تفاصيل الغسل – تغسل أوراق شعر الفيكس – تسقي الزرع – تدعى بعض الأدعية.
يجعل في قلبك جوهرة – وفي بقك سكرة، هكذا عثرت أمي على الحل لمشاكل القلب واللسان (الجوهرة والسكرة).
تنهمر دموعها وهي ترى المغسلات يضفرن شعر الأم ثلاث ضفائر، كان لها ثلاث بنات وكانت تسرحهن وتعمل لكل واحدة ضفيرة وعمرها ما تعبت – ثم تختتم مجموعتها بأنها رأت أمها تبتسم بعد أن لفوها بالكفن.
 كما قلت مرفت تكتب مشاعر رقيقة وعلاقة سامية بين أمها بعد أن تموت وتتذكر أشياء صغيرة كانت تراها..هي إذن تمتلك القدرة على السرد، كما تمتلك القدرة على رد الفعل المفاجئ في الحوار – أختم قصص ميرفت بقصتها علبة قطيفة – فالعلبة القطيفة تعطيك إيحاء بأنها أي الزوجة تضع
بداخلها ذهب أو إكسسوار لكن العلبة لم تكن إلا علبة يمتلكها الزوج ليضع فيها سيجارة واحدة حتى بعد أن فقدت هذه السيجارة تظل الرائحة شاهداً على أنها كانت بها سيجارة وتختتم القصة، ترك العلبة على حالها، فرائحتها خير شاهد على أنه اشتراها مرتين، الأولى بصحبة رفقائها في علبة مرسوم عليها رأس كليوباترا، الثانية بمفردها.
من هنا نلاحظ أن الأدب النسائي كلما توفرت له أسباب الانطلاق والتحرر ثار عما كان يكبله مباشرة , وعلي المجتمع ألا يستهن بثورة المرأة علي قيودها المختلفة , فقد تتجاوز ذلك إلي الخروج علي المألوف في بحثها  الدائم عن حرية التعبير , ومرفت في إبداعها تحاول كسر المألوف من إبداع هادئ إلي إبداغ مشاغب , يطالب بحقه بلا خجل , فهل نري مرفت تتجاوز المألوف في إبداعات قادمة ....ربما   

1 Responses to فصل من كتاب مبدعات الدلتا ...بقلم فاطمة الزهراء...ميرفت العزوني وحروفها المبعثرة

  1. جهد رائع و عرض يشع بحب و تقدير حتى ليقع القارئ في حب الكاتبة صاحبة العمل و الأديبة التي تكتب عنها تنسجين الحرف بنبض ملموس دام إبداعك أستاذة فاطمة

     

إرسال تعليق

create your own banner at mybannermaker.com!

visitors

Slider

create your own banner at mybannermaker.com!

PHOTO GALLERY

bookmark
bookmark
bookmark
bookmark
bookmark

About Me

صورتي
الشاعرة
شاعرة مصرية / رئيس اتحاد كتاب مصر فرع الدقهلية ودمياط / عضو نادى أدب المنصورة / المسئول الإعلامى بأتيليه المنصورة /
عرض الملف الشخصي الكامل الخاص بي

Followers

1

create your own banner at mybannermaker.com!

Blog Archive

Search

Map

*ترحب روزالزهراء اليوم بإبداعاتكم ومشاركاتكم لنشرها بواحة الإبداع وذلك علىfatma_fal_2@yahoo.com ........ *أخيرا تم نقل مقر اتحاد كتاب الدقهلية إلى (18 ش المروة/المهندسين..مجمع المحاكم المنصورة) ..أهلا وسهلا بكم فى داركم ......
Blogger. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Popular Posts