حينما تؤرقني الفكرة أنشغل بها وأتوق لتسجيلها علي الورق , مستقبل مصر غامض بالنسبة لي رغم نجاح ثورتنا العظيمة في الخامس والعشرين من يناير ॥فلول النظام تحاول أن تتجمع لتعلن التحدي , فالبقايا تمتلك المال والهيمنة , لا تعجبني نغمة الحساب التي تسيطر علي كلماتهم وكأنهم ينتظرون يوما للانتقام , انتقام من من من ,؟
انتقام الشعب المقهور الذي تواري خجلا من فقره ؟أم الشعب المقهور الذي تفرق شتاته في أنحاء العالم باحثا عن لقمة العيش بعد أن سرقها من فمه النظام الفاسد والأتباع والمحاسيب يعايره الآخرون بأنه لا يجد القوت في بلده ففر مهاجرا شريدا وأحيانا طريدا من العدالة يفضل الغرق علي العودة للوطن
ثورة الشعب الذي باعوه بالمزاد قطعة قطعة بلا رحمة أو هوادة بعد أن كان من أغني الشعوب , وبعد ان حقق الانجازات في ثورة يوليو المجيدة يقذفون بها للأغراب عن الوطن بتراب الفلوس ليعاود الأثرياء بيعها مرة أخري رابحين الملايين
من يخجل ويتواري عارا وهو يري الشعب يقدم علي الانتحار بعد أن جف ريقه ملحا وشظفا ؟و لقد رحل الخوف بعيدا ولن نعيش إلا وامتلكنا الخبز والحرية مرة أخري , ماذا يبقي لنا ؟إذا ضاعت هذه الحرية بين ذيول النظام بعد أن ذقنا حلاوتها
قد أكون مثل الكثيرين غيري بفضل الإعلام المضلل لا أدري حقيقة ما فعل الثوار في ميدان التحرير ربما لانشغالي في معركة الفساد داخل مكتبة الزعيم المخلوع واعتبارها وسية لمن يديرونها , ربما اعتبرتها إحدي الحركات اليومية الذي ضج بها الشعب بلا فائدة , ربما فقدنا الأمل كمصريين في الخلاص ونتقلب يوميا علي جمر النار <والسلطة لا يعنيها أمر الشعب الذي فاض به الكيل وتردي في ردهات اليأس والمستحيل لعله يجد نافذة أمل أو بريق فجر جديد .
فهل يعاود أعداء الوطن من جديد ليسرقوا الحلم من الصدور والأمل من الأفئدة التي اهتدت بنور الثورة..
يأيها الوطن الحبيب لن يقتلوك ثانية برصاص حقدهم المدمر , فالشعاع الذي أضاء بداخلنا لن يطفأ مهما فعلوا .
لقد مللناهم وسئمنا تكبرهم وتجبرهم ونبرات أصوات المال والسلطة والجاه حينما أشعرونا بأننا من فئة وهم من فئة أخري فبتنا نسأل أنفسنا هل يأكلون مثلنا , هل لهم مشاعر مثلنا , وفي كل مرة تكون الإجابة دائما بسيطة وسهلة بالطبع لا..., فالفقير لا يشعر به إلا الفقير الذي يقف في طابور العيش بالساعات ليأتي لأولاده بجنيه عيش يأكلون منه والفائض يضعه في الثلاجة ليسخنه عندما يجوع لا يعرف الشاليهات ولا الفيللات ولا مارينا ., الفقير هو الذي يشرب ماء ملوثا ويأكل طعاما ملوثا ويبيع أعضائه ليكسبوا هم المليارات ونرقد نحن في المستشفيات مصابين بكافة أنواع العلل..ولكن بعد كل ماسبق مبرك علي مصر الثورة
0 التعليقات