لكل ثورة اعداؤها .. هذا امر لايختلف عليه اثنان .. فالثورة تعني تحركا شعبيا لتغيير النظام السياسي القائم ..لشعور العناصر المشاركة فيها ان حقوقها مهضومة ومصالحها مهملة ومستقبلها حالك السواد بينما تنعم الفئة المؤيدة للنظام بكل خيرات البلاد دون عدل او انصاف .وتنفجر الثورات عادة عندما تشعر ابعض لفئات انه لاحل للحصول علي حقوقها سوي التحرك الجماعي او المسلح في حالة الانقلابات لتغيير الوضع القائم ويكون الشعار المرفوع عادة هو الرغبة في اعلاء قيم العدل الاجتماعي ورفع الظلم عن الاغلبية الفقيرة وتختلف الوسائل التي يستخدمها المشاركون في الثورات من بلد الي آخر لكن يبقي استخدام السلاح هو الابرز في تاريخ الثورات الكبري في العالم خلال القرن المنصرم بدءا من الثورة البلشفية عام 1917 مرورا بالثورة التركية عام 1925 والثورات العربية وان كنت اتحفظ علي اطلاق هذه التسمية عليها بعد ان وقعت انقي ثورات التاريخ في مصر المحروسة في 25 يناير 2011 وقبلها ثورة الاشقاء في تونس الخضراء . فما حدث قبل ذلك في مصر او العراق او اليمن او ليبيا ليست سوي انقلابات عسكرية علي الانظمة الملكية قادها مجموعات من الضباط . ايا كان كان ومهما كانت الاختلافات حول التسميات تظل لكل ثورة اعداؤها . والاعداء هم بالطبع من كانوا يتمتعون بمزايا كبيرة في ظل وجود التي قامت الثورات عليها ..فالثورة البلشفية ثورة شعبية غيرت مجري التاريخ قامت بها الجماهير الروسية الجائعة. وهو مصطلح يعبر عن سلسلة من الثورات في روسيا جرت في عام 1917، والتي أنهت الحكم القيصري وأدت إلى إنشاء الاتحاد السوفياتي.وتقدر المراجع التاريخية ضحايا هذه الثورة بكافة مراحلها خاصة مرحلة الحرب الاهلية التي استمرت سبع سنوات حوالي ستة ملايين شخص يمثلون قتلي الحرب اضافة الي اعدام ربع مليون شخص بلامحاكمة بدعوي انهم اعداء الشعب والثورة كما قتل ايضا قرابة مائة الف يهودي في اوكرانيا من قبل الجيش الابيض ولم تتوقف عمليات القتل والانتقام مما وصفوا بأعداء الثورة بل تم القبض علي القيصر نيكولاس الثاني وأولاده ولم يتورع الثوار البلاشفة عن قتل نيقولا الثاني وزوجته وابنه وبناته الأربع وطبيب العائلة وخادم القيصر وسيدة الإمبراطورة وأسرة الطباخ جميعا في غرفة واحدة على أيدي البلاشفة في ليلة 17 يوليو من سنة ليعلنوا انتهاء حكم عائلة رومانوف التي سيطرت علي روسيا حوالي قرنين من الزمان و انتهت حياة كل السياسين الروس ما قبل الثورة وبدأ البلاشفة في السيطرة الكاملة علي الحكم.كما اعلن الشيوعيون نهاية الرأسمالية الروسية واقطاع الاراضي الزراعية وتأميم كل ثروات روسيا لتقع تحت يد الحكومة الشيوعية في روسيا وتطبيق سياسة اقتصادية تظهر مزيد من العدالة الاجتماعية للمواطنين الروس ولكن المشكلة الاساسية التي واجهت الشيوعيين هي دمار الاقتصاد الروسي بالكامل و تخلص البلاشفة من أغلب اعدائهم من نصار النظام القيصري السابق ليخرج الي الوجود الاتحاد السوفيتي الذي مثل نقطة انطلاق للشيوعية العالمية الذي تفككت اواصره علي يد مخترع البروستوريكا ميخائيل جورباتشوف قبل عقدين . ولم تختلف الثورة الفرنسية قبل ذلك باكثر من قرن - 1790- في التعامل مع اعدائها حيث قطعت رؤوس اكثر من نصف مليون شخص بلانب ولاجريرة اللهم الا تصور رجال الثورة انهم يتعاطفون مع النظام السابق وتفنن القتلة في طرق انهاء حياة الابرياء من استخدام الرصاص الحي الي الطعن والمقصلة والقاء الضحايا من الاطفال والنساء في النهر . وعندما فرغ الجمهوريون من لويس السادس ومن شكوا في التعاطف معه انقلبوا علي انفسهم حتي شاعت مقولة .. الثورة تأكل اولادها !! لقد دفعني الي استعراض اشهر ثورتين في التاريخ الحديث ما تردد بقوة في الاونة الاخيرة خاصة بعد تنحي الرئيس مبارك عن السلطة في 11 نوفمبر عن اعداد بعض الشباب قوائم بأعداء ثورة 25 يناير وشملت القوائم اسماء شهيرة في مجالات الفن والادب والصحافة والاعلام وقامت مجموعات بنشر القوائم علي الفيس بوك مع تقديم وصف لكل شخص ضمته القائمة مثل الكاتب فلان رئيس تحرير جريدة مبارك و والصحفي فلان صبي جمال مبارك وفلان الكاتب الملحد والمذيع فلان بوق نظام مبارك والمذيع فلان صاحب الخلقة اللي ترفع الضغط وفلان بتاع جورنال كذا وفلان مفبرك فبلم فتاة الثورة المزيفة التي ادعت انها تلقت تدريبات علي ايدي اسرائيليين والمذيع فلان منافق اسياده والكابتن فلان صاحب الشريط الجنسي والمذيعة فلانة التي طردتها زوجة سيدها والفنانة فلانة العجوزة المتصابية والفنانة فلانة بتاعة المخدرات والمطرب فلان صبي العالمة والفنانة فلانة بتاعة الدعارة والفنانة فلانة بتاعة المايوهات والفنان فلان الذي دعا الي مظاهرة تأييد مبارك وفلانة بتاعة الهانص وفلانة ذات الحجاب الهشك وفلان الذي وصف المتظاهرين بالكلاب والمطرب فلان الذي طالب الشباب بالرحيل والممثلة فلانة التي قالت اللي في التحرير عايزين الحرق والمطرب فلان اللي كان بيعيط علي بابا حسني والممثل فلان اللي قال ايه اللي عمله الريس علشان يتشتم والكباتن فلان وفلان وفلان اللي دافعوا عن الرئيس السابق وولديه....الخ الخ الخ قوائم كل يوم تتغير وتضم اسماء جديدة واصبح كل كاتب او فنان او اعلامي مطالب بنفي التهمة عن نفسه والتبرؤ من حسني مبارك ونظامه ومفيش مانع يقسم بأغلظ الايمان انه عمره ماحبهم ولاايدهم حتي لايجد اسمه ضمن القوائم السوداء علي الفيس بوك او معلقة بميدان التحرير ومن يدري ربما يتم طبعها وبيعها ضمن مخترعات الثورة التي تباع علي سبيل الذكري في الميدان ومنها استيكرز يتم لصقها علي زجاج السيارات الخلفي لقد كنت اول من انتقد ظاهرة المتلونين ونشرت مقالا في نفس المكان - مازال علي موقع الجريدة الالكتروني - بعنوان " المتحولون " انتقدت فيه تحول بعض الكتاب والاعلاميين والخبراء الذين يصدعوننا بتحليلاتهم علي الفضائيات بين يوم وليلة من تأييد نظام مبارك الي الانقلاب عليه وكتابة قصائد غزل في الثورة والثوار . ولم يكن انتقادي مقدمة لوصفهم بأعداء الثورة .. فرغم اعترافي بأن هناك أعداء للثورة الا انني لااعتقد ان كل هؤلاء يعتبرون اعداء للثورة .. ربما لمعرفتي الشخصية ببعضهم .. او ربما لان بعضهم تحرك بدافع عاطفي عملا بحكمة ارحموا عزيل قوم ذل فذرفوا الدمع علي الرئيس الذي ظل ثلاثين عاما قويا شامخا فاذا به يحز في نفسه اساءات بعض بني وطنه ويعرب في كلمات مؤثرة انه سوف يدفن في ارض مصر ..بينما يطالبه الثوار في ميدان التحرير بالرحيل .. كلمات تثير العواطف والشجون في قلوب البعض فمابالك اذا كان فنانا اوفنانة مرهفة الحس .. الامر لاعلاقة له بتأييد او عدم تأييد الثورة ..كما ان هناك زميلين لم يترددا بدافع السبق الاعلامي وبمهنية تحسب لهما في استضافة الصحفية التي ادعت انها تلقت تدريبات علي يد اسرائيليين في الولايات المتحدة علي تنظيم المظاهرات وقلب نظام الحكم .. فهل يستحقا ان يكونا من اعداء الثورة .اننا عندما نتصرف بهذا المنطق الاعمي نكون قد وقعنا في نفس اخطاء ثوار فونسا عام 1790 الذين تحولوا الي مصاصي دماء الابرياء من النساء والاطفال بقتلهم اكثر من نصف مليون فرنسي ثم انقلبوا علي بعضهم بعضا حتي انه يقال ان نابليون لجأ الي القيام بحملته علي مصر هربا من سيوف الثوار العمياء وكذا بلاشفة روسيا عام 1917 الذين كانوا يرون الثراء تهمة يستحق صاحبها القتل رغم قيامهم بتاميم كل الممتلكات الخاصة لكن هذا لم يشبع انتقامهم فكان الاشباع باراقة دماء الملايين من الابرياء انني هنا لاادافع عن كل ماتحمله القوائم السوداء من اسماء .. فلاشك ان بينها شخصيات تتمني ان تفشل الثورة ان يتم اجهاضها او الالتفاف علي اهدافها وربما تتمني عودة مبارك الي عرشه وزوجته وولديه الي اوضاعهم في قصر العروبة بل لاابالغ انهم يتمنون لو تحدث المعجزة ويتولي مبارك الابن مكان ابيه .. لكن مما يؤسف له ان عدد هؤلاء في القوائم التي تضم عشرات الاسماء لايتعدي اصابع اليدين .. والعجيب ان اعداء الثورة الحقيقيين لم تشملهم القوائم .. بل لم تصلهم يد النائب العام حتي الان .. ربما لانهم كانوا يخفون اي اثر لجرائمهم في حق الشعب والوطن .. اولم تقدم ضدهم اي بلاغات من اي شخص او جهة .. الم يسأل احد نفسه .. اين رجل الاعمال الذي اعلن عبر احدي المحظات الفضائية ليلة واقعة الجمال انه سيتم حشد مظاهرة مليونية في ميدان مصطفي محمود لتأييد مبارك واظهار ان متظاهري ميدان التحرير لايعبرون عن شعب مصر ؟ اين هو في قائمة الاعداء ؟ واين كوادر الحزب الوطني - مربع الفساد الفاجر - واعضائه الذين يقدرون وفق اعتراف امين انظيمهم المسجون حاليا احمد عز بالملايين ؟ الأعداء موجودون واخشي ماأخشاه ان يكونوا وراء مانشهده من ظواهر غامضة هذه الايام مثل تهجم البلطجية علي المدارس والمستشفيات وما يشاع عن خطف طالبات المدارس وماسبقها من حوادث وا لغاز خاصة يوم انسحاب الشرطة من الشارع المصري وماعشناه جميعا من رعب وفوضي مازلنا واطفالنا نعاني من اثارها حتي اليوم .التمس العذر لنفسي ولاخوتي واخواتي وابنائي وبناتي الثوار فما لاقيناه علي ايدي رجال النظام السابق من اهوال وما نقرأه ونسمعه من وقائع فساد حاليا يزيد خوفنا علي الثورة من اي هجوم مضاد .. لكن ماارجوه ان نفتح عيوننا جيدا حتي نعرف الاعداد من غيرهم .. وفي حالة نجاحنا في ذلك لايجب ان نتصرف كما تصرف الثوار الفرنسيون او الرفاق البلاشفة .. لأن ثورتنا انقي ثورة عرفها التاريخ .فالقانون كفيل بتطهير مصر من اعداء مصر الفاسدين .
لكل ثورة اعداؤها .. هذا امر لايختلف عليه اثنان .. فالثورة تعني تحركا شعبيا لتغيير النظام السياسي القائم ..لشعور العناصر المشاركة فيها ان حقوقها مهضومة ومصالحها مهملة ومستقبلها حالك السواد بينما تنعم الفئة المؤيدة للنظام بكل خيرات البلاد دون عدل او انصاف .وتنفجر الثورات عادة عندما تشعر ابعض لفئات انه لاحل للحصول علي حقوقها سوي التحرك الجماعي او المسلح في حالة الانقلابات لتغيير الوضع القائم ويكون الشعار المرفوع عادة هو الرغبة في اعلاء قيم العدل الاجتماعي ورفع الظلم عن الاغلبية الفقيرة وتختلف الوسائل التي يستخدمها المشاركون في الثورات من بلد الي آخر لكن يبقي استخدام السلاح هو الابرز في تاريخ الثورات الكبري في العالم خلال القرن المنصرم بدءا من الثورة البلشفية عام 1917 مرورا بالثورة التركية عام 1925 والثورات العربية وان كنت اتحفظ علي اطلاق هذه التسمية عليها بعد ان وقعت انقي ثورات التاريخ في مصر المحروسة في 25 يناير 2011 وقبلها ثورة الاشقاء في تونس الخضراء . فما حدث قبل ذلك في مصر او العراق او اليمن او ليبيا ليست سوي انقلابات عسكرية علي الانظمة الملكية قادها مجموعات من الضباط . ايا كان كان ومهما كانت الاختلافات حول التسميات تظل لكل ثورة اعداؤها . والاعداء هم بالطبع من كانوا يتمتعون بمزايا كبيرة في ظل وجود التي قامت الثورات عليها ..فالثورة البلشفية ثورة شعبية غيرت مجري التاريخ قامت بها الجماهير الروسية الجائعة. وهو مصطلح يعبر عن سلسلة من الثورات في روسيا جرت في عام 1917، والتي أنهت الحكم القيصري وأدت إلى إنشاء الاتحاد السوفياتي.وتقدر المراجع التاريخية ضحايا هذه الثورة بكافة مراحلها خاصة مرحلة الحرب الاهلية التي استمرت سبع سنوات حوالي ستة ملايين شخص يمثلون قتلي الحرب اضافة الي اعدام ربع مليون شخص بلامحاكمة بدعوي انهم اعداء الشعب والثورة كما قتل ايضا قرابة مائة الف يهودي في اوكرانيا من قبل الجيش الابيض ولم تتوقف عمليات القتل والانتقام مما وصفوا بأعداء الثورة بل تم القبض علي القيصر نيكولاس الثاني وأولاده ولم يتورع الثوار البلاشفة عن قتل نيقولا الثاني وزوجته وابنه وبناته الأربع وطبيب العائلة وخادم القيصر وسيدة الإمبراطورة وأسرة الطباخ جميعا في غرفة واحدة على أيدي البلاشفة في ليلة 17 يوليو من سنة ليعلنوا انتهاء حكم عائلة رومانوف التي سيطرت علي روسيا حوالي قرنين من الزمان و انتهت حياة كل السياسين الروس ما قبل الثورة وبدأ البلاشفة في السيطرة الكاملة علي الحكم.كما اعلن الشيوعيون نهاية الرأسمالية الروسية واقطاع الاراضي الزراعية وتأميم كل ثروات روسيا لتقع تحت يد الحكومة الشيوعية في روسيا وتطبيق سياسة اقتصادية تظهر مزيد من العدالة الاجتماعية للمواطنين الروس ولكن المشكلة الاساسية التي واجهت الشيوعيين هي دمار الاقتصاد الروسي بالكامل و تخلص البلاشفة من أغلب اعدائهم من نصار النظام القيصري السابق ليخرج الي الوجود الاتحاد السوفيتي الذي مثل نقطة انطلاق للشيوعية العالمية الذي تفككت اواصره علي يد مخترع البروستوريكا ميخائيل جورباتشوف قبل عقدين . ولم تختلف الثورة الفرنسية قبل ذلك باكثر من قرن - 1790- في التعامل مع اعدائها حيث قطعت رؤوس اكثر من نصف مليون شخص بلانب ولاجريرة اللهم الا تصور رجال الثورة انهم يتعاطفون مع النظام السابق وتفنن القتلة في طرق انهاء حياة الابرياء من استخدام الرصاص الحي الي الطعن والمقصلة والقاء الضحايا من الاطفال والنساء في النهر . وعندما فرغ الجمهوريون من لويس السادس ومن شكوا في التعاطف معه انقلبوا علي انفسهم حتي شاعت مقولة .. الثورة تأكل اولادها !!
لقد دفعني الي استعراض اشهر ثورتين في التاريخ الحديث ما تردد بقوة في الاونة الاخيرة خاصة بعد تنحي الرئيس مبارك عن السلطة في 11 نوفمبر عن اعداد بعض الشباب قوائم بأعداء ثورة 25 يناير وشملت القوائم اسماء شهيرة في مجالات الفن والادب والصحافة والاعلام وقامت مجموعات بنشر القوائم علي الفيس بوك مع تقديم وصف لكل شخص ضمته القائمة مثل الكاتب فلان رئيس تحرير جريدة مبارك و والصحفي فلان صبي جمال مبارك وفلان الكاتب الملحد والمذيع فلان بوق نظام مبارك والمذيع فلان صاحب الخلقة اللي ترفع الضغط وفلان بتاع جورنال كذا وفلان مفبرك فبلم فتاة الثورة المزيفة التي ادعت انها تلقت تدريبات علي ايدي اسرائيليين والمذيع فلان منافق اسياده والكابتن فلان صاحب الشريط الجنسي والمذيعة فلانة التي طردتها زوجة سيدها والفنانة فلانة العجوزة المتصابية والفنانة فلانة بتاعة المخدرات والمطرب فلان صبي العالمة والفنانة فلانة بتاعة الدعارة والفنانة فلانة بتاعة المايوهات والفنان فلان الذي دعا الي مظاهرة تأييد مبارك وفلانة بتاعة الهانص وفلانة ذات الحجاب الهشك وفلان الذي وصف المتظاهرين بالكلاب والمطرب فلان الذي طالب الشباب بالرحيل والممثلة فلانة التي قالت اللي في التحرير عايزين الحرق والمطرب فلان اللي كان بيعيط علي بابا حسني والممثل فلان اللي قال ايه اللي عمله الريس علشان يتشتم والكباتن فلان وفلان وفلان اللي دافعوا عن الرئيس السابق وولديه....الخ الخ الخ
قوائم كل يوم تتغير وتضم اسماء جديدة واصبح كل كاتب او فنان او اعلامي مطالب بنفي التهمة عن نفسه والتبرؤ من حسني مبارك ونظامه ومفيش مانع يقسم بأغلظ الايمان انه عمره ماحبهم ولاايدهم حتي لايجد اسمه ضمن القوائم السوداء علي الفيس بوك او معلقة بميدان التحرير ومن يدري ربما يتم طبعها وبيعها ضمن مخترعات الثورة التي تباع علي سبيل الذكري في الميدان ومنها استيكرز يتم لصقها علي زجاج السيارات الخلفي
لقد كنت اول من انتقد ظاهرة المتلونين ونشرت مقالا في نفس المكان - مازال علي موقع الجريدة الالكتروني - بعنوان " المتحولون " انتقدت فيه تحول بعض الكتاب والاعلاميين والخبراء الذين يصدعوننا بتحليلاتهم علي الفضائيات بين يوم وليلة من تأييد نظام مبارك الي الانقلاب عليه وكتابة قصائد غزل في الثورة والثوار . ولم يكن انتقادي مقدمة لوصفهم بأعداء الثورة .. فرغم اعترافي بأن هناك أعداء للثورة الا انني لااعتقد ان كل هؤلاء يعتبرون اعداء للثورة .. ربما لمعرفتي الشخصية ببعضهم .. او ربما لان بعضهم تحرك بدافع عاطفي عملا بحكمة ارحموا عزيل قوم ذل فذرفوا الدمع علي الرئيس الذي ظل ثلاثين عاما قويا شامخا فاذا به يحز في نفسه اساءات بعض بني وطنه ويعرب في كلمات مؤثرة انه سوف يدفن في ارض مصر ..بينما يطالبه الثوار في ميدان التحرير بالرحيل .. كلمات تثير العواطف والشجون في قلوب البعض فمابالك اذا كان فنانا اوفنانة مرهفة الحس .. الامر لاعلاقة له بتأييد او عدم تأييد الثورة ..كما ان هناك زميلين لم يترددا بدافع السبق الاعلامي وبمهنية تحسب لهما في استضافة الصحفية التي ادعت انها تلقت تدريبات علي يد اسرائيليين في الولايات المتحدة علي تنظيم المظاهرات وقلب نظام الحكم .. فهل يستحقا ان يكونا من اعداء الثورة .اننا عندما نتصرف بهذا المنطق الاعمي نكون قد وقعنا في نفس اخطاء ثوار فونسا عام 1790 الذين تحولوا الي مصاصي دماء الابرياء من النساء والاطفال بقتلهم اكثر من نصف مليون فرنسي ثم انقلبوا علي بعضهم بعضا حتي انه يقال ان نابليون لجأ الي القيام بحملته علي مصر هربا من سيوف الثوار العمياء وكذا بلاشفة روسيا عام 1917 الذين كانوا يرون الثراء تهمة يستحق صاحبها القتل رغم قيامهم بتاميم كل الممتلكات الخاصة لكن هذا لم يشبع انتقامهم فكان الاشباع باراقة دماء الملايين من الابرياء
انني هنا لاادافع عن كل ماتحمله القوائم السوداء من اسماء .. فلاشك ان بينها شخصيات تتمني ان تفشل الثورة ان يتم اجهاضها او الالتفاف علي اهدافها وربما تتمني عودة مبارك الي عرشه وزوجته وولديه الي اوضاعهم في قصر العروبة بل لاابالغ انهم يتمنون لو تحدث المعجزة ويتولي مبارك الابن مكان ابيه .. لكن مما يؤسف له ان عدد هؤلاء في القوائم التي تضم عشرات الاسماء لايتعدي اصابع اليدين .. والعجيب ان اعداء الثورة الحقيقيين لم تشملهم القوائم .. بل لم تصلهم يد النائب العام حتي الان .. ربما لانهم كانوا يخفون اي اثر لجرائمهم في حق الشعب والوطن .. اولم تقدم ضدهم اي بلاغات من اي شخص او جهة .. الم يسأل احد نفسه .. اين رجل الاعمال الذي اعلن عبر احدي المحظات الفضائية ليلة واقعة الجمال انه سيتم حشد مظاهرة مليونية في ميدان مصطفي محمود لتأييد مبارك واظهار ان متظاهري ميدان التحرير لايعبرون عن شعب مصر ؟ اين هو في قائمة الاعداء ؟ واين كوادر الحزب الوطني - مربع الفساد الفاجر - واعضائه الذين يقدرون وفق اعتراف امين انظيمهم المسجون حاليا احمد عز بالملايين ؟
الأعداء موجودون واخشي ماأخشاه ان يكونوا وراء مانشهده من ظواهر غامضة هذه الايام مثل تهجم البلطجية علي المدارس والمستشفيات وما يشاع عن خطف طالبات المدارس وماسبقها من حوادث وا لغاز خاصة يوم انسحاب الشرطة من الشارع المصري وماعشناه جميعا من رعب وفوضي مازلنا واطفالنا نعاني من اثارها حتي اليوم .التمس العذر لنفسي ولاخوتي واخواتي وابنائي وبناتي الثوار فما لاقيناه علي ايدي رجال النظام السابق من اهوال وما نقرأه ونسمعه من وقائع فساد حاليا يزيد خوفنا علي الثورة من اي هجوم مضاد .. لكن ماارجوه ان نفتح عيوننا جيدا حتي نعرف الاعداد من غيرهم .. وفي حالة نجاحنا في ذلك لايجب ان نتصرف كما تصرف الثوار الفرنسيون او الرفاق البلاشفة .. لأن ثورتنا انقي ثورة عرفها التاريخ .فالقانون كفيل بتطهير مصر من اعداء مصر الفاسدين .