قرأت رسالة ابنتي الحبيبة رويدا وهي بالتأكيد لسان حال أختيها فركبت أول سيارةإليهن كي أعتذر لأني فضلت في لحظة أنانية عملي الزائف علي مشاعرهن الجميلة , وأقسمت أني لن أعود للعمل في هذه المكتبة العقيمة الفاسدة التي أعطيتها من وقتي الكثير مطبقة المثل والمباديء التي تعلمتها من أستاذي ومعلمي الأول والدي فضيلة الشيخ سيد فلا أن الله يحب أن يتقن كل منا عمله وبالتأكيد لم يكن يقصد العمل الإعلامي , لقد أخبرتني البنات أن تسليط ضوء الكاميرا علي قادة الفساد وإبرازهم ونشر أخبار عنهم حرام وهذا ما جعلني أنقطع عن مناسبات كثيرة أهمها الحزب الوطني وإذا كان الشباب يريد معرفة من أبلغ عن شباب الثورة فسأعلن ذلك في حينه لأني قطعت صلتي بالمكان الفاسد الذي اقترب موعد محاسبته , وأعود وأقر وأعترف أن هؤلاء الشباب منعوا من مقابلتي بتفكير شيطاني لأني لوقابلتهم لكانت تكشفت الحقيقة كاملة وياريت يقابلوا الأدباء الحقيقيين الذين عرفوني عن قرب , لقد تنازلت قبل ذلك من أجل بناتي عن منصب لا يحلم به إنسان وهو مسئولة الأنشطة الثقافية في محافظة الجيزة وكنت أسكن في برج الفرقان بفيصل وتأتيني كل البرامج الفضائية لكن من أجل مستقبل بناتي تركت كل شئ واسألوا مديرة المكتبة التي ربطتني بها صداقة عشرين سنه .. يعني لست بحاجة لمنصب لأني ورثت عن الشيخ التواضع والبساطة وأنا أتيقن بأن كل شئ لحكمة لا يعلمها إلا الله , مرة ثانية أعود لبناتي غير باكية علي أي وضع .
سألتني صديقة وأنا أقول لها ياريت تنهي اجراءات النقل دون حضوري , فقالت هل أنت خائفة ؟ ضحكت وقلت لها أقسم بالله لو أردتها حربا أهلية لصارت فأنا مطراوية والدم الحر يجري في عروقي ولوأخبرت أحد من عائلتي هناك لأحرقوا المكان بمن فيه لكني أكره المكان فهو يذكرني بالحرب الشرسة من أجل ندوات لا تعني أحد وقالها الشاعر الكبير ابراهيم رضوان صدقوني الناس لا في دماغها شعر ولا نثر ياريت نبني مصر أحسن .
0 التعليقات