في كلمته بالجلسة الختامية لمؤتمر "دستور لكل المصريين" الذي عقدته جريدة المصري اليوم، انتقد الكاتب الكبير محمد سلماوي
رئيس اتحاد الكتاب، خلو مسودة الدستور من أي إشارة إلى الثقافة التي هي قوة مصر الناعمة، تلك التي أعطت، وتعطي، مصر مكانتها الإقليمية والدولية، لذلك، فإن التراجع الثقافي المتزايد في العقود الأخيرة هو الذي أدى لتراجع مكانة مصر على الساحة العربية والدولية، لذا فواجب الدولة رعاية الثقافة باعتبارها متصلة اتصالاً مباشرًا بالأمن القومي المصري، لكن مسودة الدستور جاءت خالية تماماً من أي ذكر للقوى المصرية الناعمة ولمسؤولية الدولة حيالها، وهو خلل قد يقبل في دستور أي دولة أخرى إلا مصر.
وأشار محمد سلماوي إلى أن الثقافة هي أهم ما يميز المجتمع المصري منذ القدم، حيث تمتلك مصر كتابًا وأدباء ومثقفين مشهود لهم على المستوى العالمي، وقد حصل أحد كتابها، وهو الكاتب الكبير الراحل نجيب محفوظ، على جائزة نوبل في الآداب عام 1988، كما تمتلك كنزًا أثريًّا هائلاً يقدر بثلث آثار العالم.
وقال سلماوي إن الأزمة الراهنة في مصر أزمة ثقافية في الأساس، إذ إن الثورة المصرية العظيمة التي فجرها الشعب المصري في 25 يناير 2011 لن تؤتي ثمارها إلا إذا تغير سلوك المواطن، وأعاد رسم علاقته بالوطن وبفكرة المواطنة نفسها، وهو الدور الذي لا يستطيع القيام به إلا المثقفين، ومن هنا تأتي أهمية الاهتمام بالثقافة، وهو الأمر الذي تخلو منه مسودة الدستور تمامًا.
يذكر أن مؤتمر "دستور لكل المصريين" أقامته "جريدة المصري" اليوم يوم الأحد 4 نوفمبر الحالي، ورأسه محمد سلماوي رئيس مجلس أمناء الجريدة، وحضره لفيف من السياسيين والمفكرين ورموز الأحزاب والقوى السياسية، وألقى الكلمة الافتتاحية المستشار أحمد مكى، وزير العدل، تلتها كلمة لعمرو موسى، المرشح الرئاسى السابق، رئيس حزب المؤتمر المصرى
المشاركات
0 التعليقات