روز الزهراء اليوم

مجلة الكترونية شاملة متنوعة متجددة

WordPress plugin

ماذا دار في أرروقة مؤتمر لجنة الفروع؟...تابعوني فاطمة الزهراء فلا

مرسلة بواسطة الشاعرة الثلاثاء، 12 يونيو 2012


بقلم: مصطفى عبدالله

ما جنيناه من تردٍ وتراجعٍ

كثيرة هي التحديات التي تواجه الكاتب المصري بعد أن تمكنت ثورة 25
يناير 2011 من الإطاحة بحاكم استهان بقيمة مصر، فكانت النتيجة ما جنيناه من تردٍ
وتراجعٍ عن المكتسبات التي تحققت لهذا الشعب بعد ثورة 23 يوليو 1952 التي حاولت أن
تساوي بين الطبقات، وتقضي على نظام الإقطاع المقيت، وتنشر التعليم، وتدعم البحث
العلمي، وتنهض بالصناعات الثقيلة، وتسهم في بناء جيش قوي.

فقد تراجع دور الكاتب، وتهمش تأثيره في مجتمعه بتراجع أرقام المطبوع من
كتبه، وانحسار أرقام توزيعها، على الرغم من المشروعات الاحتفالية التي تبنتها
الأسرة الحاكمة في عهد مبارك لكسب الكُتّاب، واغرائهم بزيادة رقعة انتشار الكتاب في
الكفور والنجوع، وتوصيله إلى المناطق الحدودية المحرومة، وكأنه حلم طوباوي، فكانت
المهرجانات التي تنفق فيها ملايين الجنيهات مع دخول كل صيف، ولا نعلم من جيب من
تخرج هذه الملايين، ولكننا نعلم في جيب من تصب.

والمؤكد أن المواطن المصري المعدم لم يكن هو المستفيد من كل هذا البزخ
والإنفاق غير المسئول والموائد الممتدة في المحافظات كافة، فقد كان القائمون على
مشروع "مكتبة الأسرة"، وعلى "مهرجان القراءة للجميع" يعرفون جيداً كيف يتحايلون على
الكُتّاب الحقيقيين، ومع من يتعاملون من أصحاب المطابع ودور النشر الذين يتقاسمون
معهم الرزق الحلال!

واتحدى من يثبت لي أن "القراءة للجميع" أسهم في خلق وعي لدى جموع
المصريين، أو تصدى لاجتياح التطرف للمجتمع المصري ومقاومة الفتنة الطائفية التي
عصفت به، ونجني ثمارها الآن.

فتأثير الكاتب ظل بالغ التواضع، وفي أضيق الدوائر المحيطة به،
فالكُتّاب الذين يبذلون من قوت يومهم لطبع كتبهم لا يقرأون حتى لبعضهم، فكيف لهم أن
يحققوا تأثيراً في مجتمعهم؟!

وعلى سبيل التندر يمكن أن استحضر ما سره لي الصديق الناقد الكبير
الراحل الدكتور عبدالقادر القط من أنه عندما كان يسأل رواد ندوته الأسبوعية من
أدباء وشعراء عن مقاله الذي كان ينشره في "الأهرام" ليعرف رأيهم فيه، يفاجأ بأنهم
لم يقرأوه! وببساطة يبررون له ذلك بانشغالهم بأعباء الحياة اليومية.

فكان الرجل يبتلع شعوره بالألم وهو يقول: لقد كنت أضيع وقتاً غير قصير
في قراءة ما يكتبون، ولكنهم لا يكترثون بقراءة ما أنشر!

وهذا ليس موقفاً خاصاً ولكنه تعبير عن ظاهرة تفشت في مصر مع قدوم
الانفتاح الاقتصادى الذي تبنته الدولة بعد حرب أكتوبر 1973 لسد الاحتياجات الضرورية
للبشر، ومنع ظاهرة "تاجر الشنطة" الذى كان يتردد، في الستينيات، على غزة ثم بيروت
ثم جدة، بعد اشتعال الحرب الأهلية اللبنانية، لجلب ما يحتاج إليه المصريون من سلع
غير متوفرة لديهم.

د. عبدالقادر القط

ولكن الانفتاح الذي بدأ ثقباً، ثم تحول إلى فوهة ضخمة تسبب في تحقير
التعليم، والحط من شأن الكتابة، أو بتعبير توفيق الحكيم كان "انفتاح للجيب وانغلاق
للعقل"، ومما ضاعف من هذه الكارثة تفاقم مشكلة البطالة، مما حدا بالكثير من فئات
المجتمع إلى تصور أن عصر الثقافة قد ولى، ليحل محله زمن "التهليب" و"التقليب"
وتحقيق الثراء بأى ثمن وبأية طريقة، خاصة وأن المثل الأعلى للناشئة هو المغني الذي
يركب أحدث السيارات، ويعيش أرفه حياة، ويجني ملايين الجنيهات على الرغم من أنه ردئ
الصوت، محدود الموهبة، معدوم الثقافة.. فكيف يقنتع الشباب بجدوى العلم والثقافة؟

وعلى الرغم من عدم وجود إحصائيات دقيقة نلاحظ أن الكتاب غير المقرر على
تلاميذ المدارس أو على طلاب الجامعات لم يعد يطبع منه أكثر من ألف نسخة مع أن
المصريين يوشك أن يصل عددهم إلى 90 مليوناً، بينما كان الأديب الناشئ فى الستينيات
من القرن المنصرم لا يطبع أقل من ثلاثة آلاف نسخة من كتابه حتى يطرح للتوزيع مع
الباعة.

وهذه نقطة جوهرية في قضية عدم جدوى التأليف، وتراجع تأثير الكاتب في
المجتمع، والدليل ما حدث عملياً في الانتخابات المتتالية بعد ثورة 25 يناير التي
أكدت نتائجها أننا عشنا لسنوات طوال واهمين أننا نمارس تأثيراً في مجتمعاتنا.

فالاهتمام بمهمة الأديب ودوره في بناء شخصية الإنسان وإعطائه شيئاً من
التواصل التاريخي والثقافي مع حضارته ومع الإنسانية كان أمراً مبهماً فى العلاقة
بين الكاتب والقارئ، وأنا أعرف مسبقاً أن هناك إجابات جاهزة تبرر تراحع النسخ
المطبوعة من الكتب بوجود ظواهر ثقافية جديدة كالشبكة العنكبوتية وما تبعه ظهورها من
اهتمام بالكلمة المرئية دون المطبوعة، ولكنني أدرك أيضاً أن الأمم السابقة علينا
والمتقدمة عنا في مجالات الثقافة والآداب والعلوم والفنون في أوروبا، وأمريكا،
واليابان، وغيرها من دول شرق آسيا لا يزال الاهتمام بالكتاب قائماً فيها، والاحتفاء
بظهور كتاب جديد أمر يثير الاهتمام لدى بشر يدركون أن الكلمة هي مفتاح المعرفة،
والعلم هو باب التقدم.

ولذلك فإنني أرى أن هذا هو أهم تحدٍ يواحه الكاتب المصري وعليه، إذا
كان يرغب في تحقيق منجز إيجابي في الحاضر وفي المستقبل القريب، أن يلتفت إليه، أقصد
أن يفكر في كيفية الوصول بإبداعه وأفكاره إلى الجموع متوسلاً بكافة الآليات المتاحة
في زمننا من القراءة عبر الوسائط التقليدية أو الإلكترونية أو البث على الشبكة
العنكبوتية الى التفاعل مع الفضائيات التي ثبت أنها قادرة على خلق الأنماط التي
تسعى إلى تحققها.

والكاتب المصري عليه أن يسمو فوق صغائر الأمور التي سجنه فيها النظام
البائد فأصبح يتهافت على المشاركة في مؤتمر أصابه العقم ولا يزال ينعقد كل عام دون
جني ثمار من ورائه، أو التكالب على سفرة لن يأت من ورائها منجز حقيقي له ككاتب أو
لقبيلته المبدعة أو لبلده، اللهم إلا إضافة سطر إلى سيرته الذاتية.

وأتصور أن ما لحق بجميع أعضاء اتحاد الكُتّاب في مصر بطولها وعرضها من
إهانة بالغة بسبب عدم تمثيل واحد منهم في اللجنة التأسيسية لصياغة الدستور أمر بالغ
الدلالة لما يحمله من تأكيد على أن اختلاف النظام بعد الثورة لم ينتج عنه الوعي
بأهمية ما يمثله عقل الكاتب لتحقيق نهضة هذه الأمة!

وفي تقديري إننا في اتحاد الكُتّاب يجب أن نمتلك القدرة والآلية لإبداء
الرأي فيما يحدث حولنا يومياً داخل مؤسساتنا الثقافية، وفى هذه المناسبة أود أن
أعرف رأي أعضاء اتحاد الكُتّاب فيما يحدث في مجلات فصلية يقع رؤساء تحريرها الجدد
في أخطاء مهنية عندما يضللون القراء وينشرون دراسات ومقالات سبق أن قرأناها على
صفحاتها وعندما يواجهون بإهمالهم وتجاوزهم، لا يكون أمامهم، للخروج من المأزق، سوى
ادعاء أنهم يقصدون اعادة النشر!

إننا بحاجة إلى تطهير حياتنا المصرية كلها من المتحولين الذين يجيدون
الخداع، والتنكر، وتغيير الملامح، وارتداء الأقنعة مستغلين ضعف الذاكرة الذى أصاب
الكثيرين.

وإذا كنا ننشد نهضة حقيقية، فنحن نحتاج إلى بذل الجهد كي نعوض ما
فاتنا، ونصحح أخطاء من كان بيدهم أمرنا، بل ونتخلى عن المجاملة ولنكن جادين في
رؤانا، إذا كنا نريد أن نبني وطناً يكون مستقبله جدير بماضيه










0 التعليقات

إرسال تعليق

create your own banner at mybannermaker.com!

visitors

Slider

create your own banner at mybannermaker.com!

PHOTO GALLERY

bookmark
bookmark
bookmark
bookmark
bookmark

About Me

صورتي
الشاعرة
شاعرة مصرية / رئيس اتحاد كتاب مصر فرع الدقهلية ودمياط / عضو نادى أدب المنصورة / المسئول الإعلامى بأتيليه المنصورة /
عرض الملف الشخصي الكامل الخاص بي

Followers

1

create your own banner at mybannermaker.com!

Blog Archive

Search

Map

*ترحب روزالزهراء اليوم بإبداعاتكم ومشاركاتكم لنشرها بواحة الإبداع وذلك علىfatma_fal_2@yahoo.com ........ *أخيرا تم نقل مقر اتحاد كتاب الدقهلية إلى (18 ش المروة/المهندسين..مجمع المحاكم المنصورة) ..أهلا وسهلا بكم فى داركم ......
Blogger. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Popular Posts