تمكنت «الوطن» من اختراق أحد اجتماعات «وضوح الرؤية» التى عقدها مسئولو الشُّعب التابعة لتنظيم «الإخوان» بميدان رابعة العدوية، بهدف رفع روح المعتصمين المعنوية ومواجهة حالة الإحباط التى أصابتهم بعد عزل محمد مرسى، وخلال الاجتماع المثير طالب بعض أعضاء التنظيم بتنفيذ عمليات عنف للرد على ما سموه بـ«الانقلاب العسكرى» الأخير.
أحد الحاضرين: كان لازم الرئيس يلم المعارضين كلهم فى السجن.. وآخر: حتى أعضاء الإرشاد ما يعرفوش حاجةعُقد الاجتماع فى أحد الجراجات بالقرب من مسجد رابعة العدوية، حيث تجمع نحو 50 من أعضاء التنظيم فى شكل حلقة كبيرة داخل الجراج لحضور الاجتماع الذى دعا إليه أحد مسئولى الشُّعب، بعد أن وصلت تقارير إلى «اللجنة المركزية للتحالف الإسلامى» المسئولة عن إدارة اعتصام «رابعة» تفيد بإصابة المعتصمين بحالة «إحباط عامة»، الأمر الذى استدعى التدخل السريع من جانب التنظيم.
وبدأ مسئول الشُّعبة كلمته بقوله: «إن المرحلة الحالية هى ابتلاء من الله ليميز الله الخبيث من الطيب ويكشف معادن الرجال»، وأضاف: «إن النصر قادم لا محالة، خصوصا أن الله (عز وجل) وعد عباده المؤمنين بهذا فى كتابه العزيز».
وأضاف مسئول الشعبة، الذى ظهرت على وجهه هو أيضاً علامات الإحباط، أن «الفريق أول عبدالفتاح السيسى خان الدكتور محمد مرسى، وهو ما يستوجب مساءلته فوراً»، مشيراً إلى أن «مرسى» سيعود مهما طال الانتظار فى النهاية، و«لكن يجب الصبر والمرابطة فى الميدان لحين تحقيق الهدف».
وأوضح المسئول أن «الجماعة تستغل التنظيم الدولى للإخوان والدول الحليفة لها للضغط على الجيش دولياً وإعادة (مرسى) إلى سدة الحكم مرة أخرى، بالتوازى مع البدء فى تصدير خطاب إلى وسائل الإعلام العالمية أن ما حدث انقلاب عسكرى سيتسبب فى موجات عنف ربما تهدد مستقبل الشرق الأوسط، خصوصاً أن كل قطرة دم تسيل وكل شهيد يسقط ليس فى صالح العسكر»، حسب تعبيره.
وأشار إلى أن «التكليف المطلوب من كل فرد موجود بالاجتماع الآن هو إقناع 15 فرداً من أقاربه وجيرانه سواء من خلال مكالمتهم تليفونياً أو رسائل (إس إم إس) وإخبارهم بأن ما حدث انقلاب عسكرى، ومن ثم حثهم على النزول إلى الميادين العامة للاعتصام والتظاهر لحين عودة الدكتور (مرسى) إلى الحكم مرة أخرى».
وبعد انتهاء كلمة مسئول الشعبة التى استمرت لمدة 20 دقيقة تقريباً، طلب أحد منسقى اجتماع «وضوح الرؤية» من أعضاء التنظيم المشاركين فى الاجتماع إلقاء استفساراتهم للإجابة عنها.
وتساءل أحد أعضاء التنظيم أثناء فقرة تلقى الأسئلة عن السبب الذى دفع «الإخوان» إلى عدم استخدام العنف والرد بقوة على «الانقلاب العسكرى»، على حد وصفه، كما فعل «الجهاديون» فى المنيا وسيناء؟
ورد عليه مسئول الشعبة قائلا: « إن طبيعة محافظتى سيناء والمنيا اللتين استطاع فيهما بعض إخواننا أن يستولوا على بعض الأقسام والمؤسسات الحيوية كمبنى المحافظة، لا نستطيع تنفيذه فى القاهرة نظراً لأن محافظات الصعيد وسيناء تسيطر عليها العائلات والقبائل والجماعات الإسلامية، وبالتالى فهم أصحاب اليد العليا هناك، وكان ما فعلوه هناك خطوة استباقية للرد على الانقلاب العسكرى، ولكنه أمر صعب ولا يمكن تنفيذه فى محافظات مدنية مثل القاهرة والإسكندرية».
وسأل أحد الحاضرين عن الدور الذى من الممكن أن يقوم به مجلس الشورى، المنحل، لمواجهة «السيسى»، فأجاب عليه مسئول الشعبة بـ«إن الأمر ليس بهذه السهولة، فالمجلس لا يستطيع سحب الثقة من وزير الدفاع، خصوصا أن ما حدث انقلاب عسكرى لا تستطيع الأدوات الديمقراطية التعامل معه، ولكن يمكن استخدامه كضغط سياسى على المستوى الدولى».
وقال آخر موجهاً كلامه إلى مسئول الشعبة: «الرئيس هو الغلطان، وكان المفروض يلم المعارضة كلها فى سجون تحت الأرض وكنا خلصنا من زمان بلا مصالحة بلا لم شمل».
ووجه أحد أعضاء التنظيم انتقاداً حاداً إلى أعضاء مكتب الإرشاد بسبب سوء إدارة الأزمة التى يمر به التنظيم قائلاً: «إحنا عايزين نعرف إيه اللى بيحصل بالضبط ويبقى فيه صراحة، ده حتى عضو مكتب الإرشاد إلى بيطلع فوق المنصة يتكلم بيبقى زيه زينا مايعرفش أى حاجة»، إلا أن مسئول الشعبة أكد أن هناك أمورا لا يمكن إعلانها على الملأ، لذلك يجب أن تثقوا فى قيادتكم وتثبتوا حتى يأتى النصر إن شاء الله».
مسئول التنظيم: الجماعة تستغل «التنظيم الدولى» والدول الحليفة لها للضغط على الجيش دولياً وإعادة «مرسى» إلى سدة الحكموتساءل أعضاء التنظيم عن كيفية مواجهة ما يسمونه «الانقلاب العسكرى»، خصوصا فى ظل الإمكانيات الضعيفة والأعداد الموجودة فى رابعة العدوية، وهو ما رد عليه مسئول الشعبة بقوله: «الله معنا، وهناك وسائل كثيرة يمكن من خلالها مواجهة هذه الانقلاب، وكل موقف يفرض أساليبه الخاصة على الأرض».
0 التعليقات