توفي يوم الأحد 18 سبتمبر/ايلول عن عمر ناهز 74 عاما محمد بسيوني السفير المصري السابق الابرز لدى إسرائيل والذي عمل في تل أبيب خلال الفترة الواقعة بين 1986 و2000.
وكان بسيوني يعاني من أمراض الضغط والسكري وسبق أن أجريت له عملية جراحية في الشريان التاجي، الا ان حالته الصحية العامة كانت مستقرة وبقي يؤدي عمله بحيوية ونشاط حتى اللحظة الأخيرة.
وأكد نجله حاتم محمد بسيوني أن والده وافته المنية صباح الأحد بمنزله، فيما كان يطالع الصحف كعادته كل صباح.
والتحق بسيوني بالكلية الحربية وعند تخرجه انضم إلى الجيش المصري عام 1950 وشارك في أربع حروب ضد إسرائيل، وخدم في جهاز المخابرات العسكرية المصرية، حتى وصل إلى رتبة عميد.
وفي عام 1973، شغل منصب الملحق العسكري بسفارة مصر في دمشق، حيث لعب خلال تلك الفترة دورا أساسيا في التنسيق للهجوم المشترك بين مصر وسوريا على إسرائيل. وفي عام 1976 عين ملحقا عسكريا في سفارة مصر بطهران.
وبعد التوقيع على معاهدة كامب ديفيد عام 1979 بين مصر وإسرائيل وقرار تبادل السفراء، عين بسيوني نائبا لسفير مصر في تل أبيب. وبعد أن سحبت مصر السفير سعد مرتضى عام 1982 احتجاجا على اندلاع حرب لبنان، تم تعيينه لإدارة السفارة حتى عام 1986، ومن ثم تم تعيينه رسميا سفيرا لمصر في إسرائيل.
وشغل محمد بسيوني المنصب حتى عام 2000، حين تم استدعائه إلى مصر احتجاجا على ممارسات إسرائيل خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
وتم اختياره بعد العودة الى مصر نائبا لرئيس لجنة الشؤون العربية والخارجية في مجلس الشورى ثم رئيسا لنفس اللجنة ثم رئيسا للجنة حقوق الإنسان في مجلس الشورى إلى أن حل المجلس.
وقبل 3 أعوام شن مسؤولون إسرائيليون، هجوما عنيفا على السفير محمد بسيوني بسبب تصريحات له قال فيها إنه كان يعمل لصالح المخابرات المصرية خلال فترة عمله سفيرا لمصر لدى تل أبيب، وكان ذلك خلال محاضرة بمكتبة الإسكندرية.
ورغم نفي بسيوني تلك التصريحات إلا أن حملة الهجوم الشرس استمرت عليه من جانب القادة الإسرائيلين وتمثل ذلك في بيان للمتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية آنذاك، يوسي ليفي اعتبر فيها "تصريحات بسيوني أمرا مؤسفا ومخيبا للآمال"، مشيرا إلى أن "بسيوني لاقى في إسرائيل معاملة حسنة وحميمة وكان له فيها أصدقاء كثيرون".
ومن آخر ابرز مواقف السفير المصري الاسبق في اسرائيل تعليقه على الهجوم على السفارة الاسرائيلية في القاهرة، واصفا الحادث باختراق واضح وصريح للقانون الدولي، ومؤكدا أن مصر ملزمة دوليا بحماية كل السفارات التي تقع على أراضيها.
وفي نفس الوقت، أكد بسيوني على حق الرأي العام المصري في التعبير عن رأيه وإبراز غضبه نتيجة قتل الجنود المصريين على الحدود من قبل القوات الاسرائيلية ، ولكن في إطار القانون بالتظاهر السلمي.
كما قال آنذاك ان "إسرائيل ليس في صالحها توتير الموقف لان معاهدة السلاح تمثل عامل أمان استراتيجي في المنطقة". ووصف تهديدات تل أبيب بدخول سيناء انتحارا سياسيا وعسكريا لإسرائيل.
0 التعليقات