بلغني أيها الملك السعيد ذو الرأي الرشيد أن الهوي أنواع وكل نوع وله بياع ولما سألت عن الحب أهل الهوي تنوعت الإجابة مابين مشتاق للحبيب وبين خبيث كالديب وبالإشارة يفهم كل لبيب ويهل القمر في السما وساعات بيغيب وحينما سألت ابن زيدون وهو عاشق شهير له في العشق باع طويل فقال : الحب ياسيدتي هو ريح تهب فتسرق الروح والقلب في آن واحد فيظل العاشق يهزي بكلام غريب عن الحبيبة, والخيمة التي تسكنها والناقة التي ترعاها والزهرة التي تهواها ,وماذا تأكل ؟ ومن أي سوق تشتري ملابسها الحرير ؟ وهل هي تغار عليه كما عليها يغير؟....هذه هي الأفكار التي كانت تراود العاشق قديما .
وتمر القرون وأسأل شابا من عصر المماليك كيف حال الحب لديك ؟ فنظر نظرة كلها انتصار وزهو وفخار واقترب من موقد النار وأجاب الحمد لله لي نساء أربعة وكل واحدة مدلعة بتاخد بريزة كل صباح بتشتري بط وتفاح وأنا عايش سعيد مرتاح ليلة هنا وليلة هنا سعد وهنا وكل واحدة بتقولي شبيك لبيك أنا هنا
وتمر الأيام واسأل شاب في السبعينات إيه رأيك في عصر السادات فيرد في قرف : العيشة بقت مهزلة وحياتنا دي مزبلة جري إيه ؟ جري إيه كيلو اللحمة بقي بجنيه لاجواز ولا جهاز ولا عروسه سرقونا ولاد الإيه...
وتمر السنين وييجي مبارك بيه اسم النبي حارسه اسم الله عليه كله جواز عرفي وبنات ضايعين وولاد صايعين مش لاقيين ولا حتي جنيه يبقي حب إيه ‘للي انت جي تقول عليه ؟ الليمبي آه أبو ليفه إيه سؤال برئ في زمن وقح جرئ ...متي يعود الحب يغزونا رقة واحساسا ..وقلوب ذهبا وماسا ونقرأ صفحة الأشعارفنذوب خجلاونتواري من أعين البشر وللسطوح نصعد ونسأل القمر ...هل نلتقي غدا الحبيب ؟ أم لقاضي الغرام نقدم شكوي والتماسا ؟ متي نعود نحلم فوق الوسائد بطائر يهاجر ثم يعود يملؤه الحنين فيحتضن الحبيبة ويسدل الستائر؟ متي نعود للتراب عاشقين يذوب فينا الحنين وتبعث من جديد فينا الضمائر فيهدأ كل حائر .
ا
0 التعليقات