روز الزهراء اليوم

ينابيع العشق تمتلئ بالأشواق وقلوب الأحبة رقيقة في رقة أوراق الزهور , والعناقيد تدلت كثريات الذهب كما تغني فيروزة العشق فتلتهب قلوب العاشقين , وتطير وترفرف في الفضا باحثة عن أي إشارة من الحبيب , وياويل من لم يجد حبيبه في صفاء الليل الرائق حين يتجلي القمر ويغني حليم صاحب البلاوي ..القمر..القمر خدنا القمر لجزيرة أبعد م الخيال ..لا شافتها عين ولا مرت ببال , ويسأل العشاق المراهقون ..فين هيه الجزيرة دي ؟ والسفر للقمر بكام , وننسي قليلا القمر فيعود حليم ويدق علي الجرح في مسكنة...كان فيه زمان قلبين ..الحب تالتهم..اتفرقوا الاتنين والدنيا خانتهم وياويله وياظلام ليله اللي تسيبه حبيبته من أيام قيس وليلي حين عشقها الشاب المسكين قيس وكتب في هواها الشعر وأنشده علي مرأي ومسمع من القبيلة معتقدا أن ذلك سوف يسعدها فما كان من الأب إلا أن زوجها لشاب زي الورد واسمه ورد.. فأصيب قيس بلوثة في عقله إلي أن مات متأثرا بجراح الحب وصديده .

أعود للمحرض الأول علي الحب في أيامنا حليم اللئيم ..الذي أوهم كل البنات أنه لم يتزوج في حياته ولا مرة لأنه وهب حياته لهن وأين المناص؟!

عشنا مع حليم في فيلمه الخالد( الوسادة الخالية) ورماد الذكريات الذي كلما حركه بعصاية عاد ليشتعل مرة أخري , شاهدت الفيلم ميت مرة , وفي كل مرة تنساب دموعي مع الحبيب المعذب وهو يترك الزوجة التي فرضها عليه القدر وينام بمفرده محتضنا وسادة خالية عليها صورة الحبيبة التي خطفها منه القدر .

في فترة السبعينات انتشرت الأفلام الرومانسية والأغنيات العاطفية وتباري كبار الشعراء في كتابة أغاني تعلمنا الرقة وتهذب مشاعرنا وتحذرنا عواقب الفراق المدمرة لدرجة أن الكثير من البنات كانت تهرب من المنزل حتي لا تتزوج بمن لا تحبه , لذلك وجدنا أن الزواج كان يدوم طويلا لأن الأساس موجود .

ويذهب زمن الرومانسية وتحترق المشاعر علي أعتاب الشقق والجهاز والبوتاجاز , يذهب زمن أمه نعيمه نعمين خللي عليوه يكلمني.. يذهب زمن القلة والكنبة ويأتي زمن مارينا والباشوات والدولارات والفساتين والشنط ..وتنسي البنت المبادئ وتبيع نفسها في زمن النخاسة مقابل أكلة كباب أحيانا , ويأتي حماقي واضعا يده في وسطه قائلا للحبيبه أنا جايلك وناويها.. وتضحك الحبيبة وأمها وأبوها :حماقي جدع وهايعشي العيلة كلها بس الشرط تطلع معاه الرحلة ..الله إيه الحلاوة دي .

وبعد كل ماتقدم أرجوكم أيها المحرضون علي الحب بالغناء توقفوا وكسروا كل السيديهات لأن شرائط الكاسيت أصبحت موضة قديمة ..

أول المحرضين صوت الحب نجاة اللي كانت صغيرة وبلاش أغنيتها الشهيرة..إرجع إليه وبلاش تتقل عليه

فريد الأطرش ..وأول همسه بلاش الهمس واللمس اللي هايودينا في داهية الله يخرب بيوتكم

كارم محمود.. باحب جديد ووقلبي سعيد ياريتني عشقت السنة اللي فاتت

عفاف راضي.. تسهر لمين ياقمر ؟ وعندها حق قصدها إن القمر بيسهر عشان الحبايب

هذا وقد أقفل المحضر في ساعته وتاريخه ..وسوف يعود مرة أخري بحديث آخر