القاهرة ـ أتاحت ثورة الخامس والعشرين من يناير فرصة نادرة لشيوع ورواج ظاهرة المراجعة والتقييم؛ على صعيد الأنشطة والاتجاهات والأفكار كافة؛ لكل ما كان سائدا قبلها؛ وامتد ليشمل؛ في مناخ ما بعد الثورة وتصاعد الرغبة الجامحة في التغيير؛ مناحى عديدة وممارسات شتى تموج بها مصر الآن.
وفي هذا الإطار؛ كانت الثقافة والفكر؛ كونهما آليات تغيير وصياغة الوجدان الفردي والجمعي ولبنات البناء السليم القويم للأمة؛ هما الأولى والأجدر بالمراجعة؛ والأمس حاجة إلى التناول القائم على النقد الذاتي الهادف. والتقويم والتحديث صوب ثقافة فاعلة، مشاركة لا مشاهدة؛ وفكر بانٍ ممارس ..لا متكلف متغطرس. ما يستوجب ويحتم ثورة ثقافية مواكبة لثورة 25 يناير مكملة لها؛ رافدة إياها بزخم عفي جديد؛ عابرة بها. وفيها إلى مصر الجديدة ومستقبلها المرتجى.
وجاء مجلس إدارة إتحاد كتاب مصر الجديد إنعكاسا لإرادة الجمعية العمومية وتعبيرا عن رغبتها فى التغيير؛ حيث انبثق من رحم الثورة بعد ثلاثة شهور من انفجارها.
وصرح المتحدث الإعلامي للاتحاد بأن أول مؤتمرات الاتحاد الفاعلة بعد الثورة هذا المؤتمر المزمع انعقاده الفترة (16 – 18 يوليو/تموز الجاري) تحت عنوان: "الثقافة المصرية وتحديات التغيير".
وأضاف المتحدث الإعلامي بأن مجلس الاتحاد رأى في اجتماعه الأول برئاسة الكاتب محمد سلماوى أهمية انعقاد المؤتمر في الظروف الراهنة وضرورة مشاركة كافة الأطياف الثقافية والفكرية ومؤسسات الدولة الثقافية ومؤسسات المجتمع المدني؛ فضلا عن مشاركة مؤثرة لأعضاء الجمعية العمومية في الفروع والأقاليم وإقامة فعاليات المؤتمر في أنحاء مصر مواكبة لانعقاده في القاهرة لتنبثق عنه "حالة ثقافية فكرية سياسية تعم أرجاء الوطن تتفاعل خلالها رؤى وتتخلق منها أجنة المستقبل الثقافي لمصر القادمة".
محمد سلماوي رئي الاتحاد | ||
تتناول جلسات المؤتمر؛ الذي يفتتحه الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء المصري؛ عدة محاور يناقشها المؤتمرون من خلال بحوث وندوات وموائد مستديرة؛ من هذه المحاور: هل تحتاج مصر إلى ثورة ثقافية؟ مفهوم المثقف في عالم متغير، الثورة الثقافية .. لماذا وكيف؟ رؤية نقدية لواقع أداء المؤسسات الثقافية الرسمية. الثقافة المصرية ومناهج التعليم. الإعلام والثقافة: رؤية نقدية. مؤسسات المجتمع المدني والثقافة: تواصل أم تقاطع؟ اتحاد كتاب مصر.. الواقع والمأمول: نحو حوار مؤسسي خلاق.
وستتضمن فعاليات المؤتمر لقاءً مع الأستاذ الدكتور جودة عبدالخالق وزير التضامن الاجتماعى وحوار حول صياغة قانون جديد لمؤسسات المجتمع المدني.
وستعقد جلسات في مختلف فروع الاتحاد لمناقشة هذه المحاور تحت رعاية المحافظين في محافظات الفروع وبمشاركة أساتذة الجامعات الإقليمية فى اليوم التالي للافتتاح (17 يوليو/تموز) وستقوم الفروع في نهاية الجلسات بتزويد أمانة المؤتمر بالقاهرة بما يتخذ من توصيات تضاف إلى التوصيات الصادرة عن جلسات القاهرة لتعلن جميعها في الجلسة الختامية مساء 18 يوليو/تموز .
على أن أهم ما يسعى المؤتمر؛ جادا؛ إلى تقديمه؛ هو تلك "الوثيقة" التي يعكف الآن على إعدادها لتناقش في جلساته؛ وسيتقدم بها المؤتمر في نهايته إلى المجلس العسكري؛ وهي التي سيطرح من خلالها الكتاب والمبدعون رؤيتهم وتصورهم لـ "مصر الدولة المدنية" التي بدأت تفرك رسغيها جراء قيود أعاقتها طويلا عن التحليق؛ وآن أن تحقق وتمارس فكرها الواعي وثقافتها الراقية ودورها الخلاق
0 التعليقات