;ثلاث جلسات بحثية دارت حولها وقائع مؤتمر ( الثقافة المصرية ...وتحديات التغيير) وشارك فيها أعضاء اتحاد الدقهلية ودمياط بأكثر من ورقة عمل بحثية وقد كان اختيار كلية الآداب جامعة المنصورة بما لها من ثقل ثقافي اختيارا موفقا حيث قدم عميدها أ. د محمد غنيم كل الامكانات لإنجاح الجلسات وقد كا ن الحضور مشرفا تأكيدا علي دور الدقهلية الرائد في وعي مثقفيها.
وقد جاء انعقاد المؤتمر مواكبا لانعقاده في القاهرة ..وهذا المؤتمر نابعا من ضمير كتاب مصر ومثقفيها وتعميق الوعي بأهمية الدور الثقافي ومكانته وتاثيره في الشأن السياسي والاقتصادي والاجتماعي , جاءت أوراق العمل في مكانها الصحيح وقد تحدث الأديب فكري داوود عن دور اتحاد كتاب مصر بين الواقع والمأمول وقدم نفس الموضوع برؤية أخري الأديب سمير الفيل
كما قدم الدكتور محمود اسماعيل ورقته حول الثقافة ومناهج التعليم الجامعي والاصلاحات التي يؤخذ بها في الاعتبار عند وضع المناهج مستقبلا .
واختتمت أوراق العمل البحثية للشاعرين إبراهيم رضوان وسمير الأمير بعنوان لا(الثقافة والإعلام ) تبعتها أمسية شعرية وقد توصل الباحثون لعدة توصيات أهمها :
-لا بد أن يجد الكاتب له مواقع ومنتديات علي الشبكة العنكبوتية الانترنت ليتواصل مع العالم ليدافع عن القضايا الشائكة المتعلقة بإبداعه2-يجب عدم وضع عقبات وحواجز أمام القارئ ليصله الكتاب في أي مكانوينبغي أن ننظر إلي القارئ في القري والأماكن النائية
تحسين وضعية وحال المثقف المصري فالمنتج الثقافي لابد أن يرتبط بصفاء الذهن كي لا يخرج إبداعا تشوبه النقمة
دعم حرية الإبداع والفكر بين جموع المثقفين
دعم ثورة 25 يناير من أجل استكمال أهدافها
ضمن فعاليات مؤتمر اتحاد كتاب مصر
من 16إلى18/2011
بفرع المنصورة ودمياط
الأحد17/7/2001
المائدة المستديرة
اتحاد كتاب مصر الواقع والمأمول
إعداد/ فكري داود
أولا: تقديم
’’ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون‘‘ صدق الله العظيم.
تحية إجلال وإعزاز، إلي كل شهداء ثورة 25يناير الأبرار، وتحية إجلال وإعزاز إلى كل مصاب وكل ثائر شريف...
كم كان الفساد عظيما، والدمار ...
سأذكر واقعتين إحداهما غير مصرية، والأخرى مصرية مائة في المائة وهي مرتبطة بنفس الواقعة الأولى دون اتفاق مسبق بين منفذي الواقعتين:
ـ قبل تقسيم الاتحاد السوفيتي، كان هناك صاحب منصب كبير جدا، يقوم على اختيار القيادات الهامة هناك، وكي تطمئن المخابرات السوفيتية، على عدم اتصاله بأمريكا ـ الخصم اللدود آنذاك ـ، كلفت أحد رجالها برقابة هذا الرجل طيلة 25سنة، فلكما انهار الاتحاد السوفيتي، تجاور كل من المراقَب والرقيب ـ رجل المخابرات ـ في سريرين بإحدى المستشفيات، ودار بينهما الحوار التالي:
ـ رجل المخابرات السابق: راقبناك 25سنة، خشية اتصالك بالمخابرات الأمريكية.
ـ الرجل المهم سابقا: وماذا كانت النتيجة؟
ـ رجل المخابرات: لم نجد لك أية صلة بالأمريكان.
ـ الرجل المهم: هذا خطأ، فقد اتصلت بهم بالفعل، لكن لمرة واحدة فقط.
ـ رجل المخابرات: وماذا طلبوا منك في هذه المرة الوحيدة؟
ـ الرجل المهم: أبدا، طلبوا مني أن أختار لأي منصب هام الأسوأ من بين المتقدمين.
ـ رجل المخابرات: ثم؟
ـ الرجل المهم: ثم انهار الاتحاد السوفيتي، وها أنت تراه قد تحول إلى دويلات ضعيفة متناحرة.
**هذه الواقعة ذكرتني بالواقعة الثانية، وهي الإصرار الدائم، على اختيار النظام السابق أسوأ المتقدمين أو المتاحين لقيادة أي موقع هام، وبذلك تم استبعاد كل المخلصين والأكفاء تماما، على مدى السنوات، فلم يعد هناك سوى اللصوص والوصوليين والنافقين والفاسدين، وبذلك انهارت كل القيم وانهار معها كل شيء، وضاعت كرامة الوطن والمواطن معا ...
ولذا كانت الثورة عظيمة ورائعة، وكان للثوار ـ ومنهم الكتاب ـ فضل كبير وعظيم،
ولذا كان ولابد أن يكون للكتاب كلمتهم، فمنهم من استشرف الثورة في أعماله، ومنهم من أبرز مواطن الفساد، ومنهم من ومن ...ومنهم من آثر السلامة واستكان، خوفا أو طمعا...
فهل يحق لاتحادنا بعد اليوم أن يؤثر السلامة، ويتجنب الصدام، الذي يعني المقاومة في مواجهة الفساد؟ أرى أن ذلك لابد أن يعد من المستحيلات، بعد تلك الثورة، التي بتنا نتغنى بشبابها، الذي طالما اتهمناه بالنرجسية وعدم المسئولية، وإذا به يفجر الحقيقة من رحم المستحيل...ألا يجدر بنا ككتاب أن نكون من اليوم ودائما في طليعة، المناوئين للفساد والظلم قولا وكتابة وفعلا إذا لزم الأمر؟
وما أعظم أن يكون ذلك تحت مظلة المبدعين الحقيقيين، الذين قد يختلفون في نوع الجنس الأدبي، وفي تقنية كتابته، وفي الأفكار والطرائق، والبيئات والمؤثرات الحديثة والقديمة، ولكنهم جميعا يتفقون على مباديء أساسية (الحق الخير الجمال)، وكيف يتأتي ذلك دون سعي حثيث، ومقاومة للظلم، والارتقاء بالمثل العليا، والرؤى النبيلة و...
فالكتابة ليست ترفا، بل عمل شاق وممتع في آن، والكاتب ـ غالبا ـ، لاينظر إليها على أنها مصدر للعيش أو التربح، و قد ينفق الكاتب من جيبه الخاص، كي تظهر كتاباته إلى النور، هل لذلك سبب ، سوى إيمانه الكبير بقيمة ما يكتبه، وبأن الكتابة شيء عظيم؟
ولما كان الكاتب كائنا مختلفا عن الآخرين، بات عليه البحث عن كيان ينتمي إليه، عله يحقق معه مزيدا من تحقيق الذات، وسط جماعة تتفاعل معه ومع أفكاره، ورؤاه، ومن هنا كانت التجمعات العديدة، التي نحن بصدد أحدها وهو اتحاد الكتاب، الذي أرى الظروف السابقة على الثورة، لم تمكنه ـ طائعا أومختارا ـ، من الوصول إلى تحقيق كل أو معظم ما كان يأمله الكتاب، وأرى الظرف الحالي ظرفا تاريخيا، لمراجعة الأفكار، وغربلة الرؤى وطرح الأسئلة، من أجل الوصول إلى صياغات جديدة وخطوات حقيقية، قابلة للتنفيذ، في كل شيء نعم كل شيء...،
بالطبع الحديث طويل، ويحتاج إلى الكثير والكثير، وسوف أكتفي بهذا التقديم، أملا في الوصول إلى المزيد، من خلال بعض الأطروحات التي يمكن التحاور حولها، من أجل الوصول إلى مقترحات، أو آراء قابلة للتنفيذ، يمكن الإفادة منها في العمل المستقبلي للاتحاد، بعد نجاح ثورة 25يناير في تغيير رأس النظام السابق، وبعض أذنابه، وتغيير الكثير من المفاهيم، رغم عدم الاكتمال...
ثانيا: أطروحات للحوار
ـ ما رأيك في دور الاتحاد تجاه الأحداث الهامة؟ وهل يمكن أن يأتي اليوم الذي ينظم فيه الاتحاد احتجاجا أو حتى اعتصاما عاما أو جزئيا ضد ما يراه ضد المبدعين أو ضد مصلحة البلاد عامة كانت أو خاصة، وذلك أسوة بنقابات أخرى؟
ـ ماذا عن بقانون الاتحاد الجديد، هل ترى حتمية الإسراع في إقراره؟
هل ترى ضرورة استقلال الاتحاد، ورفض أية وصاية، وعلى رأسها وصاية وزير الثقافة، الذي لايزال من حقه، الاعتراض على اختيار مجلس اتحاد الكتاب؟
ـ العضوية:
ـ هل ترى طريقة اعتماد عضوية الاتحاد مناسبة، وتعبر عن الكتاب الحقيقيين بالفعل؟
ـ أترى لكرنيه الاتحاد قيمة لدى المؤسسات الحكومية، كأقسام البوليس مثلا ، تساوي كارنيهات بعض النقابات الأخرى مثل نقابة الصحفيين؟
إن كانت الإجابة بالنفي، كيف يمكن تدارك ذلك؟
ـ ما رأيك في مسألة العضوية المنتسبة، والتي قد لايكون فيها للكاتب سوى كتاب هزيل المحتوى تافهه، أو بدون كتاب، خصوصا والعضو المنتسب هو الأحرص دائما على إبراز الكرنيه، أو كروت التعارف الكتوب فيها بالبنط العريض(عضو اتحاد كتاب مصر)، والمتلقي لا يعرف الفارق بين هذا وذاك؟
ـ لماذا لاننتظر حتى يستوفي العضو كل الشروط ، ومن ثم يحصل على العضوية العاملة مرة واحدة ـ إذا كان يستحق ـ؟
ـ وماذا ترك الاتحاد لأندية الأدب بقصور الثقافة، وللجماعات الأخرى المحدودة؟
ـ يقول البعض أن اشتراكات هؤلاء تساهم في دخل الاتحاد المادي، فهل ترى ذلك مبررا؟ وماذا لو تبرع ـ أو دفع ـ أي شخص لايبدع مبلغا خرافيا للاتحاد، هل يعد هذا مسوغا لقبوله عضوا فيه ـ حتى لو كان منتسبا ـ؟
ـ هناك قسم كبير جدا من الكتاب الكبار والحقيقيين، يعزف عن عضوية الاتحاد، فما الأسباب في رأيك؟
هل يمكن أن يكون هوان كرنيه الاتحاد، وشيوع عبارة (عضو اتحاد كتاب مصر) على ألسنة غير المستحقين، أحد أسباب عزوف الكثير من الكتاب عن طلب عضويته؟
ـ أيمكن أن يكون بعض أعضاء مجالس الإدارة بالاتحاد، يسعون لإبعاد الكبار، والإكثار من غيرهم ـ الذي احترمهم تماما إنسانيا، فهذا جانب والإبداع الحقيقي جانب آخر ـ؟
ـ ما مقترحاتكم لتنمية موارد الاتحاد؟
ـ هل ترى اتحاد الكتاب في حاجة ماسة إلى نادي يجتمع فيه الأعضاء، أو فندق دائم لإقامة الأدباء في حال الحاجة إلى ذلك، نظير أجور ميسرة مثلا؟
ألا يمكن لهذا الفندق، أن يكون جزءا من الاستثمار وتنمية الموارد، كأندية وفنادق نقابات المعلمين أو الزراعيين على سبيل المثال؟
ـ كيف ترى إمكانية تعاون الاتحاد مع الهيئات الأخرى والوزارات كالتربية والتعليم والصحة والإسكان وغيرها؟
ـ هل من مقترحات يمكن طرحها، لتفعيل أنشطة الاتحاد؟
ـ وما رأيك في مسابقات الاتحاد ـ مستواها ـ طريقة التحكيم ـ قيمتها وسط المجتمع الأدبي ـ مقترحاتكم ـ؟
ـ هل يمكن منتح إحدى الجوائز، لكاتب مأزوم ماديا، أو مريض، بصرف النظ عن المستوى الفني؟
ـ للاتحاد عدة منشورات، منها نشرة الاتحاد ومجلة ض وكتاب الاتحاد...كيف ترى هذه المنشورات، خصوصا كتاب الاتحاد ـ العدالة في النشر ـ المستوى شكلا وموضوعا ـ مقترحاتكم ـ؟
ـ الخدمات الصحية، هل هي كافية ومناسبة؟
ـ هل تقترح حدا أدنى لمعاش الاتحاد، وإعاناته للأعضاء؟
**يترك الباب مفتوحا، لاستقبال ما يمكن أن يستجد، من أسئلة أو استفسارات أو أطروحات جديدة.
توصيات ومقترحات
ـ لابد أن يكون للاتحاد دور جاد وحاسم ، في كل الأحداث التي تجري قولا وفعلا.
ـ الإسراع باعتماد قانون الاتحاد الجديد،الذي يجب أن يواكب حركة التغيير الكبرى في مصر وفي العالم ككل.
ـ استقلال الاتحاد، وتخلصة من أية وصاية، وعلى رأسها وصاية وزير الثقافة، الذي لايزال من حقه، الاعتراض على اختيار مجلس اتحاد الكتاب!
ـ إيجاد سبل حقيقية لتنمية الموارد، عن طريق مشاريع في الإسكان مثلا أو الاهتمام بمطبوعات الاتحاد خاصة كتاب الاتحاد، والارتقاء به شكلا وموضوعا، وطرق كل الوسائل لتحسين التوزيع ، وعمل الندوات والدعايات المناسبة له، كي يتساوى أو يقترب من دور النشر الخاصة التي تنجح دوما في رفع شأن الناشرين فيها، والترويج لأعمالهم ، ومن ثم تسويقها والكسب الكبير من ورائها..
ـ عدم جدوى العضوية المنتسبة.
ـ البحث عن سبل جادة لمناقشة بعض الكتاب الحقيقيين، العازفين عن عضوية الاتحاد، في إطار من الصراحة والمصداقية.
ـ العمل على احترام عضوية الاتحاد، لدى الهيئات والمؤسسات الأخرى، أسوة ببعض النقابات، كنقابة الصحفيين مثلا.
0 التعليقات