ربما قيل وكتب ا لكثير عن أحداث ليبيا منذ انفجار ثورتها العارمة في 17 فبراير وحتى اللحظة، وما بين أحداث وتحليلات وتوقعات تساءلت عن سر اهتمامي الشديد بالأحداث المتلاحقة هناك والتقاط كل فرص التواصل المتاحة مع الأصدقاء للاطمئنان والاطلاع على تفاصيل زوايا وأرصفة الشارع الليبي بينما لازال يسألني الكثيرون لماذا قام الشعب الليبي بثورته.. هل كان في حاجة لهذا ..؟ووجدت من الأمانة بحال أن اكتب لا عن وطن عشت وعايشت أهله بحب وأمانة طيلة سنوات وحتى أواخر 2010 - بل لأجيب عن سؤال يشكل للشارع المصري على وجه الخصوص بعلامة استفهام تلك العلامة التي لا تمثل غير انطباع سيئ وغير حقيقي عن الشعب الليبي الذي ذاق الويل والقهر عهدا بائسا مع طغيان القذافي ، ولا أنكر انه ذات الانطباع الذي رافقني ولازمني وقتا فترة إقامتي هناك - فما الذي يمكن أن تجود به صحراء يمتد بها الفراغ إلى أركان الخواء المترامي بغير بضعة أشخاص متناثرين يشكلون عالما غريبا خارج نطاق الفاعلية والحياة – ولا أنكر ما كنت اسمعه قبلا من سخرية تضاعف من غضبى إلي عزلة متراكمة " حد يروح ليبيا... هو فيه هناك ناس زيـّنا كده ...!!"
وألان اعتذر عما سبق وفكرت به واكتب عن وطن لا تكمن ثروته الحقيقية في نفطه المحظور عن شعبه بقدر ما اكتب عن كنزه الذي يفوق حد الدهشة وهو ثروة الإبداع الليبي - هل سمعنا قبلا عن إبداع ما في ليبيا أو لدينا أدنى فكرة عن اسم فنان أو مثقف ليبيي ..؟ ولأني عرفت ولامست وقرأت النذر القليل من زخم وعمق وروعة واختلاف الرؤى في الأدب والفنون والثقافة الليبية -إذ أجدني ومنذ سنوات قريبة ارتطم بمفاجأة مذهلة لم أكن أتوقعها يوما في بلد مهمش بالكلية حتى عن نفسه –فالأمر كله يكمن في سياسة التغييب الإعلامي المتقن هناك يقابله إهمال وتحقير إعلامي هنا - نعم نجحت السلطة الليبية بوحشيتها وجهلها في إقصاء كل فكر وفن ورؤية مختلفة بل والاستخفاف بها ، فلحت في تهميش كل مثقف و مبدع حقيقي يخالف بل لا يخدم النظام حتى باتت ليبيا مكدسة بمبدعين يعانون الكبت والقهر والعزلة وعدم التقدير والاحترام ،هناك تفشت الانحرافات مابين العنف العشوائي والإدمان والعزوف عن الحياة وانتشار الأمراض النفسية لفرط ممارسة الضغوط السياسية والاجتماعية والتي كان يدعمها النظام القبلي ويؤكدها بحرص شديد طغيان حاكم يجد في نفسه ملكا خالدا أبدا كفاتحه الأبدي أيضا - راسلني صديقي الشاعر الرائع سالم العوكلي يوما وكان متابعا نهما لأحداث 25 يناير يقول بأسى " كم نفتخر جدا بثورة مصر هنا ونهلل ونرفع أعلامها في شوارعنا ولا أتوقع بمثلها في ليبيا ليس لشيء غير أننا ارخص الشعوب " كم مؤلم جدا هذا - لذا صارت القضية لهم قضية حياة أو موت ولا بديل - فلا عجب أن يتجاوز عدد الشهداء عشرات الألوف وان يخرج مدويا غضب النساء والفتيات والأطفال للميادين والشوارع لإنتزاع حقهم في الحياة ، لا عجب أن يقال أنها لم تعد ثورة بل حربا شرسة ، وبينما يترقب الجميع السقوط العظيم لطغيان القذافي تكون سريعا المجلس الوطني من ساسة ومفكرين ومثقفين وحقوقيين وهم محل ثقة وتقدير شديدين الذي قام بإعداد الدستور ووضع القوانين التي غابت عهدا طويلا بل وقد يكون متفقا على رئيس الدولة القادم وتهاطلت الصحف والدوريات والنشرات لرصد ومتابعة الحدث فى لحظته ، وهنا يصبح الوقت هو بطل الحدث المرتقب فور السقوط العظيم للنظام - وكل لحظة تمر تحدث كل الفرق في حياة الشعوب المستغيثة.. لحريتها ودمائها المهدرة بلا رادع أو ضمير، لكنه حتما سيكون لها خلاصها وانطلاقها صوب الكرامة والإحساس بالقيمة والتقدير ، اجل أراها ليبيا مفاجأة قوية للمنطقة العربية كلها من خلال الالتفاف بروح واحدة حول مجلسه الوطني دونما خلفية سياسية أو ارتباكات دينية مسبقة ،لذا ستكون نهضتها سريعة ومستقيمة - بينما المفاجأة المذهلة التي ستستحق منا كل الاعتذار والاحترام هي في كشف كل الغيوم عن الثقافة والتراث والحضارة الليبية على مر العصور لنتواصل حديثا مع ابداع الصحراء المختلف والمتميز الذي حتما سيحدث إضافة وتجديدا في روح الثقافة والفكر والأدب العربي ، ثروة ليبيا الحقيقية ثروة عربية ولفرط المعاناة هي شديدة العمق والثراء و الجمال ، إبراهيم الكوني ، الصادق النيهوم ،نجيب الحصادى ،سالم العوكلى ،احمد الفيتو ري ، عاشور الطويبي ، عبد السلام العجيلى ، حواء القمودي ، سعاد سالم ، احمد يوسف عقيلة ، احمد الشلطامى ، محمد الأصفر ،
بات الآن أن أرثى هؤلاء القتلى والجرحى المشوهين اثر فعل شراهة وعار ملك ملوك الجريمة المؤسفة ،هناك على رصيف الضمير الإنساني سقط غارقا في حلمه إنسان ، هو شاعر.. رسام.. طبيب.. عازف.. كاتب ..باحث ..طالب ..حالم .. جميعهم وأكثر كانوا مشاريع لمستقبل يتوقع منهم أجمل ما لديهم ،سترثيهم أجيال ترتفع عاليا على أعظم ما قدموه هو حياتهم القصيرة . ربما خاب قلمي و ما كتبت ما كنت اقصده لكن هذا ما كتبت
هذه الصور بعض من لقطات حية من الشارع الليبي واكثر مرارة ما تسلمته ايضا فيديو اكثر بشاعة
وألان اعتذر عما سبق وفكرت به واكتب عن وطن لا تكمن ثروته الحقيقية في نفطه المحظور عن شعبه بقدر ما اكتب عن كنزه الذي يفوق حد الدهشة وهو ثروة الإبداع الليبي - هل سمعنا قبلا عن إبداع ما في ليبيا أو لدينا أدنى فكرة عن اسم فنان أو مثقف ليبيي ..؟ ولأني عرفت ولامست وقرأت النذر القليل من زخم وعمق وروعة واختلاف الرؤى في الأدب والفنون والثقافة الليبية -إذ أجدني ومنذ سنوات قريبة ارتطم بمفاجأة مذهلة لم أكن أتوقعها يوما في بلد مهمش بالكلية حتى عن نفسه –فالأمر كله يكمن في سياسة التغييب الإعلامي المتقن هناك يقابله إهمال وتحقير إعلامي هنا - نعم نجحت السلطة الليبية بوحشيتها وجهلها في إقصاء كل فكر وفن ورؤية مختلفة بل والاستخفاف بها ، فلحت في تهميش كل مثقف و مبدع حقيقي يخالف بل لا يخدم النظام حتى باتت ليبيا مكدسة بمبدعين يعانون الكبت والقهر والعزلة وعدم التقدير والاحترام ،هناك تفشت الانحرافات مابين العنف العشوائي والإدمان والعزوف عن الحياة وانتشار الأمراض النفسية لفرط ممارسة الضغوط السياسية والاجتماعية والتي كان يدعمها النظام القبلي ويؤكدها بحرص شديد طغيان حاكم يجد في نفسه ملكا خالدا أبدا كفاتحه الأبدي أيضا - راسلني صديقي الشاعر الرائع سالم العوكلي يوما وكان متابعا نهما لأحداث 25 يناير يقول بأسى " كم نفتخر جدا بثورة مصر هنا ونهلل ونرفع أعلامها في شوارعنا ولا أتوقع بمثلها في ليبيا ليس لشيء غير أننا ارخص الشعوب " كم مؤلم جدا هذا - لذا صارت القضية لهم قضية حياة أو موت ولا بديل - فلا عجب أن يتجاوز عدد الشهداء عشرات الألوف وان يخرج مدويا غضب النساء والفتيات والأطفال للميادين والشوارع لإنتزاع حقهم في الحياة ، لا عجب أن يقال أنها لم تعد ثورة بل حربا شرسة ، وبينما يترقب الجميع السقوط العظيم لطغيان القذافي تكون سريعا المجلس الوطني من ساسة ومفكرين ومثقفين وحقوقيين وهم محل ثقة وتقدير شديدين الذي قام بإعداد الدستور ووضع القوانين التي غابت عهدا طويلا بل وقد يكون متفقا على رئيس الدولة القادم وتهاطلت الصحف والدوريات والنشرات لرصد ومتابعة الحدث فى لحظته ، وهنا يصبح الوقت هو بطل الحدث المرتقب فور السقوط العظيم للنظام - وكل لحظة تمر تحدث كل الفرق في حياة الشعوب المستغيثة.. لحريتها ودمائها المهدرة بلا رادع أو ضمير، لكنه حتما سيكون لها خلاصها وانطلاقها صوب الكرامة والإحساس بالقيمة والتقدير ، اجل أراها ليبيا مفاجأة قوية للمنطقة العربية كلها من خلال الالتفاف بروح واحدة حول مجلسه الوطني دونما خلفية سياسية أو ارتباكات دينية مسبقة ،لذا ستكون نهضتها سريعة ومستقيمة - بينما المفاجأة المذهلة التي ستستحق منا كل الاعتذار والاحترام هي في كشف كل الغيوم عن الثقافة والتراث والحضارة الليبية على مر العصور لنتواصل حديثا مع ابداع الصحراء المختلف والمتميز الذي حتما سيحدث إضافة وتجديدا في روح الثقافة والفكر والأدب العربي ، ثروة ليبيا الحقيقية ثروة عربية ولفرط المعاناة هي شديدة العمق والثراء و الجمال ، إبراهيم الكوني ، الصادق النيهوم ،نجيب الحصادى ،سالم العوكلى ،احمد الفيتو ري ، عاشور الطويبي ، عبد السلام العجيلى ، حواء القمودي ، سعاد سالم ، احمد يوسف عقيلة ، احمد الشلطامى ، محمد الأصفر ،
بات الآن أن أرثى هؤلاء القتلى والجرحى المشوهين اثر فعل شراهة وعار ملك ملوك الجريمة المؤسفة ،هناك على رصيف الضمير الإنساني سقط غارقا في حلمه إنسان ، هو شاعر.. رسام.. طبيب.. عازف.. كاتب ..باحث ..طالب ..حالم .. جميعهم وأكثر كانوا مشاريع لمستقبل يتوقع منهم أجمل ما لديهم ،سترثيهم أجيال ترتفع عاليا على أعظم ما قدموه هو حياتهم القصيرة . ربما خاب قلمي و ما كتبت ما كنت اقصده لكن هذا ما كتبت
هذه الصور بعض من لقطات حية من الشارع الليبي واكثر مرارة ما تسلمته ايضا فيديو اكثر بشاعة
0 التعليقات