|
جانب من الاعتصام بميدان بوابة الشمس في العاصمة الإسبانية مدريد (الجزيرة نت) |
محسن الرملي-مدريد
تابع عموم الإسبان الثورات العربية منذ انطلاقها بكل تفاصيلها، وتفاعلوا معها بشكل كبير، وبعد حركة الاعتصام في ميدان الشمس بمدريد لم تخل مقالة من الإشارة إلى أن تأثيرات الربيع العربي كانت جلية، وهو الرأي الذي تبناه عدد من المثقفين الإسبان الشباب.
ويقول المسرحي الشاب باكو ثينا من ميدان "بوابة الشمس" الذي احتشد فيه المعتصمون وسط العاصمة مدريد، إن "الثورات العربية فاجأتنا وحثتنا على التأمل والمقارنة، وانتبهنا إلى أن ديمقراطيتنا زائفة، لذا خرجنا نطالب بديمقراطية حقيقية، تصنعها أصوات المواطنين وليست رؤوس الأموال والأحزاب التي لم تعد تعبر عن أفكار ومشاكل الشباب".
|
المسرحي الإسباني باكو تينا (يسار) أثناء وجوده في ميدان بوابة الشمس (الجزيرة نت) |
مشاركة وجدانية
ويقول المسرحي الشاب "لقد استعدنا النقد الذي كان يوجهه خوسيه ساراماغو للديمقراطية ورفعنا سؤاله على صفحاتنا: أين الديمقراطية؟ ورأيه في أن على المواطن أن يكثف حضوره وصوته كي يحد من تسلط السلطة".
أما الرسامة الشابة ماريا بينيا التي كانت بصدد مساعدة المنظمين في الاعتصام فقالت "كنا نشارك الثورات العربية بوجداننا ونتمنى المشاركة فيها فعليا، ثم اتبعنا خطواتها ابتداء بتداول مشاكلنا والمقارنات، إلى أن تبلورت فكرة الاحتجاجات على صفحات الفيسبوك وتويتر" وأضافت "هذا شيء طبيعي، إننا نعيش عصر العولمة، كما نأمل ونتوقع أن يمتد هذا الحراك إلى دول وثقافات أخرى في أوربا والعالم".
من جهته قال الشاعر مارتين لوبيث بيغا، وهو اسم بارز بين الجيل الشعري الأخير، وقارئ جيد للشعر العربي -وقد أهدى إحدى قصائده في ديوانه "لُطخة" إلى نازك الملائكة-: "أعتقد أن هناك تذمرا واسع النطاق من هذه المنظومة السياسية التي تُوهم بمشاركة الجميع، وهي في الحقيقة محتكرة بيد رأس المال، وعليه لابد من التغيير، خاصة أن الأزمة الاقتصادية وضعتنا بين المطرقة والسندان".
ويشير إلى أن "ما حدث في تونس ومصر أيقظنا من غفلتنا فأدركنا أننا، كنا نعيش رفاهية زائفة، وقد ذكرتنا الثورات العربية أن السلطة يجب أن تكون دائما بيد الشعب، وقد حان الوقت لنشترك جميعا في خلق شيء جديد، بسلام ولكن بلا تهاون، واللحظة مثيرة ورائعة وليت نتائجها تكون رائعة أيضا".
|
المخرج السينمائي الإسباني من أصل مصري باسل رمسيس (الجزيرة نت) |
النموذج المصري
وكانت الشاعرة الشابة آدا خوسيه وسط ميدان الشمس تردد أبياتا، تقول إنها للفرنسي رامبو :"فليأت حالاً.. فليأت زمن العشق" وعلقت: "ها هو يأت ويُسمع في قلب مدريد".
وقالت خوسيه "نعم للاعتصامات بعد أن انطلقت أولاً في ساحات التحرير العربية، إذا لم تخرج الآن للمطالبة بحقوقك فلا تشتكي حين يسدون أبواب المستقبل في وجهك، أحيانا لا توجد حلول إلا بالثورة، وهذا ما أعادت الشعوب العربية التذكير به والتأكيد عليه مؤخرًا".
أما المخرج السينمائي المصري الإسباني باسل رمسيس الذي كان قد سافر إلى مصر وشارك في ثورة "ميدان التحرير" وسط القاهرة، وهو يشارك الآن بثورة ميدان الشمس وسط مدريد فقال للجزيرة نت "إن الاعتصامات بدأت تسبب الرعب للأحزاب الإسبانية، ولو استمرت سوف تخلق معادلة جديدة في السياسة والحياة والثقافة هنا، فأية حركة جماهيرية تتطور سوف يكون لها تأثيرها على الفن والثقافة وسوف تنتج ثقافتها حتمًا".
وأضاف أن التحركات في إسبانيا "متأثرة بشكل كبير بالنموذج المصري، الآن وأنا أقرأ لافتاتها وطبيعة التنظيم وهذه الخيم العفوية وتعاون أصحاب البيوت والمحلات المجاورة للميدان، أشعر وكأنني في ميدان التحرير مرة أخرى، بل إنهم رفعوا العلم المصري وسط الميدان منذ اللحظة الأولى
0 التعليقات