عزة حسين
المصادفة أو التزامن الذى واكب بين كلٍ من انتخابات اتحاد كتاب مصر التى جرت الجمعة الماضية، وأتت بأكثر من نصف أعضاء مجلس الإدارة من قلب الإدارة القديمة، وبين تعذيب الشاعر الليبى ربيع شرير، على الهواء مباشرة، لانضمامه إلى الثوار، على يد نظام القذافى، الذى صفق له ممثلو اتحاد الكتاب العرب وأمينهم العام محمد سلماوى، قبل عامين، وهو يصف المثقف بـ«الجمرة الوحيدة المتوهجة وسط فحم الأمة العربية المطفأ»، بالتوازى مع ربيع الثورات العربية الذى يعصف بأنظمةٍ، لم يتح له بعد أن يطهر أدواتها، وانقضاء الربع الأول من العام دون عقد القمة الثقافية، التى طلب أمين الاتحاد من القذافى تبنيها، يتطلب السؤال عن مستقبل اتحاد الكتاب العرب، والاتحادات الفرعية، بالتوازى مع مساءلة ماضيها، القريب خاصة، ودورها فى محاباة أنظمة، لا تنكر التنكيل بمثقفيها.. حيث لن يكون مفاجئا اكتشاف الشبه الكبير بين ممارسات الاتحاد كجهةٍ تستجلب إدارتها بالانتخاب، وبين ممارسات المجلس الأعلى للثقافة ونظرائه فى الدول العربية ممن يتبعون وزارات وهيئات الثقافة الرسمية، وأشبعها المثقفون هجوما.
هذا السؤال طرحته الأحداث، وطرحه أيضا مقال الناقد الكبير فخرى صالح فى الحياة اللندنية الأحد الماضى، متوقفا عند ما وصفه بـ«الضغوط» التى مورست على أمين عام اتحاد الأدباء العرب محمد سلماوى، للمصادقة على تأسيس كيان «غامض» باسم اتحاد الكتاب العرب والأفارقة، بأمين عام، ومقر ليبيين، ليكتمل للقذافى الركن الثقافى الذى يكمل تتويجه كـ«ملك ملوك أفريقيا»، مع الحرص على توجيه الشكر للأخ العقيد.
صالح أراد من استحضار تلك الواقعة الإشارة إلى «مأزق الاتحاد الذى ظل عقودا من الزمن خاضعا للعبة الاستقطاب وخدمة نظام الحكم الذى يستضيفه»، متسائلا عمن يمثلهم الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب الآن، هل يمثل دولا أم اتحادات وروابط، أم كتابا ومثقفين؟ داعيا سلماوى إلى عقد اجتماع طارئ لبحث موقع الاتحاد وموقفه من ربيع الثورات العربية وانعكاس ذلك على المثقفين والأدباء العرب، وإلا فقد دوره الذى أنشئ من أجله قبل ما يزيد على خمسين عاما»
وفى إطار دعوته رأينا استطلاع آراء بعض الكتاب عما يقترحونه من آلياتٍ لاستقلال اتحاد الكتاب المصرى ككيان مصغر للاتحاد العام..
اتحاد الوزارة
عائدا إلى لحظة التأسيس إبان السبعينيات، تحدث الكاتب الكبير بهاء طاهر عن قصة طويلة ربطته باتحاد كتاب مصر، الذى كان أحد مؤسسيه، مشيرا إلى أنه خاض مع غيره من مثقفى ذلك الوقت معركة كبيرة ضد وزير الثقافة وقتها، الكاتب يوسف السباعى، من أجل وضع ضوابط تسمح باستقلال الاتحاد عن الوزارة.
يقول: «للأسف فشلت معركتنا وجاء السباعى بأغلب أعضاء الجمعية العمومية للاتحاد من موظفى الوزارة»، مضيفا أن هذه الأسباب ما زالت تلقى بظلها على شكل وأداء الاتحاد، حتى الآن.
طاهر أشار إلى أن محاولات إلغاء تبعية الاتحاد لوزارة الثقافة، تكررت كثيرا بعد ذلك، خصوصا أيام رئاسة الكاتب سعد الدين وهبة له، غير أن جميعها باء بالفشل، زاعما أن الأمل الوحيد فى هذا السياق هو أن يتم تدريجيا اختيار عناصر شابة لإدارة الاتحاد، ممن يؤمنون ويعملون على استقلاله، وهو ما تم نسبيا فى الانتخابات الأخيرة، التى أفرزت، بحسبه، عناصر دخلت مجلس الإدارة لأول مرة، وصفهم الكاتب بأنهم شباب فكرا وسنا.
وأعرب الكاتب، الذى يحرص على المشاركة فى جميع انتخابات الاتحاد، عن رجائه فى أن يستمر اتجاه تمكين الشباب من أجل تغيير المجلس للأفضل، لكنه توقف عند لائحة الاتحاد موضحا أنها تمنح الوزارة دورا كبيرا فى الهيمنة عليه، خاصة قبل أن تستقل ميزانية الاتحاد عنها، وخضوعه للابتزاز عبر نظرية ذهب المعز وسيفه، معتبرا النتيجة الحتمية لهذه الآليات هى خفوت صوت الاتحاد تجاه قضايا حرية الرأى والتعبير، كما جرى مع الكاتب السيناوى مسعد أبوفجر.
فتش عن بديل
فى مقابل الأمل الخافت الذى أضمرته تصريحات الكاتب الكبير بهاء طاهر، أعرب الشاعر والناقد د. محمد بدوى عن يأسه من أن يستطيع الاتحاد القيام بأى دور فى ظل هيكله وطابعه الحالى، مؤكدا أن الإجراء الإصلاحى الوحيد الذى يجب اتخاذه مع الاتحاد، هو هدمه أو حله، ثم صياغة شروط وضوابط موضوعية لاختيار أعضائه.
بدوى الذى يستعد، ضمن جماعة «أدباء وفنانون» من أجل التغيير، لإقامة مؤتمر مستقل للمثقفين لمناقشة ووضع آليات العمل الثقافى ما بعد الثورى، وصف أعضاء الاتحاد الحاليين بأنهم مجموعة من هواة الأدب، رديئى الموهبة، الذين يتحكمون للأسف فى إدارة أمور الاتحاد، الذى من المفترض أن يكون نقابة الأدباء.
واعتبر الناقد الذى لم يحرص منذ انخراطه فى العمل الثقافى على الانتماء لهذا الاتحاد، أن الحل فى تأسيس اتحادٍ كتابٍ موازٍ، مستقل بالمعنى الحقيقى لكلمة نقابة، مشيرا إلى أن اتحاد يوسف السباعى أسس بشكلٍ غامضٍ، بحيث لا هو نقابة ولا جمعية أدبية، وإنما مزيج من الاثنين بجمعية عمومية واسعة، لا تستدعى إلا وقت الانتخابات، ليظل تاريخه وآلياته ملتصقا بالدولة.
متقاطعا مع بدوى أرجع الشاعر فريد أبوسعدة، أزمة الاتحاد الحالى إلى بنيته الأساسية، أو عضويته الهائلة التى وصفها بالكتلة العمياء، أو الجيش الذى دجنه ثروت أباظة، وكان يدفع له اشتراكاته، ورسوم انتقالاته، ليعطيه صوته فى الانتخابات، وبالتالى لم تكن تشغل نفسها بقضايا حريات أو أيٍِ من القضايا غير ذات النفع المباشر.
كما تبنى الحل نفسه الذى طرحه بدوى بتأسيس اتحادٍ موازٍ أو بديل، بقانونٍ جديد مفعل، بدلا من القانون البالى للاتحاد، والقانون الآخر المجمد فى الأدراج منذ عشر سنوات.
أبوسعدة الذى اُستبعد من انتخابات الاتحاد الأخيرة، لاعتماده برنامجا انتخابيا ينصب على تنقيح وتصويب كشوف العضوية، بحيث تضم كتابا فاعلين ثقافيا، وموجودين إبداعيا، وليسوا مجرد منتفعى معاشات ورعاية صحية، قال إنه ناقش الفكرة مع عددٍ من الكتاب الآخرين، مشيرا إلى أنهم سيجتمعون، خلال عشرة أيام على الأكثر، للاتفاق على شكل تنظيمى مبدئى للكيان الجديد، على غرار اتحاد العمال المستقل، وغيره من النقابات.
دورة المجهولين
من جهته قال الشاعر عبدالمنعم رمضان إنه لا يعول كثيرا على اتحاد الكتاب الآن، لأنه، برأيه، لم يستطع أن يكون نقابة بالشكل الصريح للنقابات، ولا مؤسسة ثقافية تعبر عن الكتاب والمثقفين، مستنكرا قيام إدارة الاتحاد، فى الدورات الأخيرة خصوصا، باتخاذ مواقف، وإصدار بيانات سياسية نيابة عن أعضاء الجمعية العمومية.
وأضاف قائلا: «ليس من حق الاتحاد التفكير أو اتخاذ مواقف نيابة عنا، لقد انتخبنا مجلس إدارته ليرعى مصالحنا الخاصة، كالنشر، والرعاية الصحية وغيره، ولكن لم ننيبهم عنا لتأييد فاروق حسنى أمينا عاما لليونسكو، أو لتأييد مبارك».
أما الدورة الحالية للاتحاد فقال رمضان إنه يتوقع أن تفرز اتحادا هزيلا، مرجعا ذلك إلى ظروف إجراء الانتخابات الأخيرة، التى أجريت على جميع مقاعد مجلس الإدارة، وليس على نصفها كما جرت العادة.
وأضح قائلا: «كان مفروضا علينا أن نصوت لـ 30 اسما، ولم يكن هناك مرشحون مقنعون بهذا العدد، فاضطررنا إلى إكمال الـ30، بأسماء لا نعرفها، لأننا لو انتخبنا عددا أقل، أو اقتصرنا على الأسماء التى نقتنع بها، كانت ستبطل أصواتنا».
ظل الوزارة
كونه أحدث المنضمين لمجلس إدارة اتحاد الكتاب، وجودا وسنا، لم يمنع الشاعر فارس خضر من الاعتراف بتبعية الاتحاد للسلطتين الثقافية والسياسية، مرجعا ذلك «الخلل» إلى من يتولون أمر الاتحاد، ممن نشأوا فى حضن اليمين، وظلوا يتوارثون الخضوع مجلسا تلو مجلس.
كما نفى خضر، الذى يرأس تحرير مجلة الشعر، مسئولية قانون الاتحاد، الذى «يزعمون أنه المتسبب فى هذه التبعية» عن ذلك، لأن المواد التى تمكن وزارة الثقافة من الإشراف على الاتحاد داخله، لا تتجاوز البندين أو الثلاثة.
واستنكر الشاعر اختزال دور الاتحاد فى البيانات والمسيرات الشكلية، المرتبة، مستشهدا بما جرى بُعيد عدوان القذافى على الشعب الليبى، عندما أدان الاتحاد ورئيسه ذلك، بعد عامٍ واحدٍ من حملات المديح التى أكيلت للقذافى بليبيا، ليتحول الاتحاد فجأة من اليمين إلى يسار اليسار.
وأكد أن استقلال الاتحاد لن يتحقق إلا عندما يصبح معبرا عن الضمير الوطنى، والكتاب الحقيقيين، وأن يكون هيئة شريكة فى وضع القرار الثقافى والسياسى، ومرجعية لباقى الهيئات، وليس مجرد تابعٍ أو منتظر، ويكون أمينه العام، بالمثل، شخصية مستقلة، وليس ظلا لوزير الثقافة.
وفى السياق أبدى الشاعر، الذى شارك فى تأسيس عددٍ من الفاعليات الشعرية المستقلة، عدم حماسه لتأسيس اتحادٍ موازٍ أو بديل، معتبرا أن هذه مثل هذه القرارات، وليدة فوران اللحظات الثائرة والعظيمة، للأسف سرعان ما تخبو يوما بعد يوم، لتعاود الهيئات وصل ما انقطع بعد الثورة، والبدء بآخر قرار اتخذ قبل الثورة.
ورغم توقفه عندما وصفه بـ«عوار» الجمعية العمومية للاتحاد، وكم الأخطاء الأكبر من أن تحصى، أوضح الشاعر صعوبة التخلى عن الاتحاد الذى تحوى خزينته 28 مليون جنيه، يمكن استثمارها فى عشرات الأنشطة لصالح الكتاب.
هذا السؤال طرحته الأحداث، وطرحه أيضا مقال الناقد الكبير فخرى صالح فى الحياة اللندنية الأحد الماضى، متوقفا عند ما وصفه بـ«الضغوط» التى مورست على أمين عام اتحاد الأدباء العرب محمد سلماوى، للمصادقة على تأسيس كيان «غامض» باسم اتحاد الكتاب العرب والأفارقة، بأمين عام، ومقر ليبيين، ليكتمل للقذافى الركن الثقافى الذى يكمل تتويجه كـ«ملك ملوك أفريقيا»، مع الحرص على توجيه الشكر للأخ العقيد.
صالح أراد من استحضار تلك الواقعة الإشارة إلى «مأزق الاتحاد الذى ظل عقودا من الزمن خاضعا للعبة الاستقطاب وخدمة نظام الحكم الذى يستضيفه»، متسائلا عمن يمثلهم الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب الآن، هل يمثل دولا أم اتحادات وروابط، أم كتابا ومثقفين؟ داعيا سلماوى إلى عقد اجتماع طارئ لبحث موقع الاتحاد وموقفه من ربيع الثورات العربية وانعكاس ذلك على المثقفين والأدباء العرب، وإلا فقد دوره الذى أنشئ من أجله قبل ما يزيد على خمسين عاما»
وفى إطار دعوته رأينا استطلاع آراء بعض الكتاب عما يقترحونه من آلياتٍ لاستقلال اتحاد الكتاب المصرى ككيان مصغر للاتحاد العام..
اتحاد الوزارة
عائدا إلى لحظة التأسيس إبان السبعينيات، تحدث الكاتب الكبير بهاء طاهر عن قصة طويلة ربطته باتحاد كتاب مصر، الذى كان أحد مؤسسيه، مشيرا إلى أنه خاض مع غيره من مثقفى ذلك الوقت معركة كبيرة ضد وزير الثقافة وقتها، الكاتب يوسف السباعى، من أجل وضع ضوابط تسمح باستقلال الاتحاد عن الوزارة.
يقول: «للأسف فشلت معركتنا وجاء السباعى بأغلب أعضاء الجمعية العمومية للاتحاد من موظفى الوزارة»، مضيفا أن هذه الأسباب ما زالت تلقى بظلها على شكل وأداء الاتحاد، حتى الآن.
طاهر أشار إلى أن محاولات إلغاء تبعية الاتحاد لوزارة الثقافة، تكررت كثيرا بعد ذلك، خصوصا أيام رئاسة الكاتب سعد الدين وهبة له، غير أن جميعها باء بالفشل، زاعما أن الأمل الوحيد فى هذا السياق هو أن يتم تدريجيا اختيار عناصر شابة لإدارة الاتحاد، ممن يؤمنون ويعملون على استقلاله، وهو ما تم نسبيا فى الانتخابات الأخيرة، التى أفرزت، بحسبه، عناصر دخلت مجلس الإدارة لأول مرة، وصفهم الكاتب بأنهم شباب فكرا وسنا.
وأعرب الكاتب، الذى يحرص على المشاركة فى جميع انتخابات الاتحاد، عن رجائه فى أن يستمر اتجاه تمكين الشباب من أجل تغيير المجلس للأفضل، لكنه توقف عند لائحة الاتحاد موضحا أنها تمنح الوزارة دورا كبيرا فى الهيمنة عليه، خاصة قبل أن تستقل ميزانية الاتحاد عنها، وخضوعه للابتزاز عبر نظرية ذهب المعز وسيفه، معتبرا النتيجة الحتمية لهذه الآليات هى خفوت صوت الاتحاد تجاه قضايا حرية الرأى والتعبير، كما جرى مع الكاتب السيناوى مسعد أبوفجر.
فتش عن بديل
فى مقابل الأمل الخافت الذى أضمرته تصريحات الكاتب الكبير بهاء طاهر، أعرب الشاعر والناقد د. محمد بدوى عن يأسه من أن يستطيع الاتحاد القيام بأى دور فى ظل هيكله وطابعه الحالى، مؤكدا أن الإجراء الإصلاحى الوحيد الذى يجب اتخاذه مع الاتحاد، هو هدمه أو حله، ثم صياغة شروط وضوابط موضوعية لاختيار أعضائه.
بدوى الذى يستعد، ضمن جماعة «أدباء وفنانون» من أجل التغيير، لإقامة مؤتمر مستقل للمثقفين لمناقشة ووضع آليات العمل الثقافى ما بعد الثورى، وصف أعضاء الاتحاد الحاليين بأنهم مجموعة من هواة الأدب، رديئى الموهبة، الذين يتحكمون للأسف فى إدارة أمور الاتحاد، الذى من المفترض أن يكون نقابة الأدباء.
واعتبر الناقد الذى لم يحرص منذ انخراطه فى العمل الثقافى على الانتماء لهذا الاتحاد، أن الحل فى تأسيس اتحادٍ كتابٍ موازٍ، مستقل بالمعنى الحقيقى لكلمة نقابة، مشيرا إلى أن اتحاد يوسف السباعى أسس بشكلٍ غامضٍ، بحيث لا هو نقابة ولا جمعية أدبية، وإنما مزيج من الاثنين بجمعية عمومية واسعة، لا تستدعى إلا وقت الانتخابات، ليظل تاريخه وآلياته ملتصقا بالدولة.
متقاطعا مع بدوى أرجع الشاعر فريد أبوسعدة، أزمة الاتحاد الحالى إلى بنيته الأساسية، أو عضويته الهائلة التى وصفها بالكتلة العمياء، أو الجيش الذى دجنه ثروت أباظة، وكان يدفع له اشتراكاته، ورسوم انتقالاته، ليعطيه صوته فى الانتخابات، وبالتالى لم تكن تشغل نفسها بقضايا حريات أو أيٍِ من القضايا غير ذات النفع المباشر.
كما تبنى الحل نفسه الذى طرحه بدوى بتأسيس اتحادٍ موازٍ أو بديل، بقانونٍ جديد مفعل، بدلا من القانون البالى للاتحاد، والقانون الآخر المجمد فى الأدراج منذ عشر سنوات.
أبوسعدة الذى اُستبعد من انتخابات الاتحاد الأخيرة، لاعتماده برنامجا انتخابيا ينصب على تنقيح وتصويب كشوف العضوية، بحيث تضم كتابا فاعلين ثقافيا، وموجودين إبداعيا، وليسوا مجرد منتفعى معاشات ورعاية صحية، قال إنه ناقش الفكرة مع عددٍ من الكتاب الآخرين، مشيرا إلى أنهم سيجتمعون، خلال عشرة أيام على الأكثر، للاتفاق على شكل تنظيمى مبدئى للكيان الجديد، على غرار اتحاد العمال المستقل، وغيره من النقابات.
دورة المجهولين
من جهته قال الشاعر عبدالمنعم رمضان إنه لا يعول كثيرا على اتحاد الكتاب الآن، لأنه، برأيه، لم يستطع أن يكون نقابة بالشكل الصريح للنقابات، ولا مؤسسة ثقافية تعبر عن الكتاب والمثقفين، مستنكرا قيام إدارة الاتحاد، فى الدورات الأخيرة خصوصا، باتخاذ مواقف، وإصدار بيانات سياسية نيابة عن أعضاء الجمعية العمومية.
وأضاف قائلا: «ليس من حق الاتحاد التفكير أو اتخاذ مواقف نيابة عنا، لقد انتخبنا مجلس إدارته ليرعى مصالحنا الخاصة، كالنشر، والرعاية الصحية وغيره، ولكن لم ننيبهم عنا لتأييد فاروق حسنى أمينا عاما لليونسكو، أو لتأييد مبارك».
أما الدورة الحالية للاتحاد فقال رمضان إنه يتوقع أن تفرز اتحادا هزيلا، مرجعا ذلك إلى ظروف إجراء الانتخابات الأخيرة، التى أجريت على جميع مقاعد مجلس الإدارة، وليس على نصفها كما جرت العادة.
وأضح قائلا: «كان مفروضا علينا أن نصوت لـ 30 اسما، ولم يكن هناك مرشحون مقنعون بهذا العدد، فاضطررنا إلى إكمال الـ30، بأسماء لا نعرفها، لأننا لو انتخبنا عددا أقل، أو اقتصرنا على الأسماء التى نقتنع بها، كانت ستبطل أصواتنا».
ظل الوزارة
كونه أحدث المنضمين لمجلس إدارة اتحاد الكتاب، وجودا وسنا، لم يمنع الشاعر فارس خضر من الاعتراف بتبعية الاتحاد للسلطتين الثقافية والسياسية، مرجعا ذلك «الخلل» إلى من يتولون أمر الاتحاد، ممن نشأوا فى حضن اليمين، وظلوا يتوارثون الخضوع مجلسا تلو مجلس.
كما نفى خضر، الذى يرأس تحرير مجلة الشعر، مسئولية قانون الاتحاد، الذى «يزعمون أنه المتسبب فى هذه التبعية» عن ذلك، لأن المواد التى تمكن وزارة الثقافة من الإشراف على الاتحاد داخله، لا تتجاوز البندين أو الثلاثة.
واستنكر الشاعر اختزال دور الاتحاد فى البيانات والمسيرات الشكلية، المرتبة، مستشهدا بما جرى بُعيد عدوان القذافى على الشعب الليبى، عندما أدان الاتحاد ورئيسه ذلك، بعد عامٍ واحدٍ من حملات المديح التى أكيلت للقذافى بليبيا، ليتحول الاتحاد فجأة من اليمين إلى يسار اليسار.
وأكد أن استقلال الاتحاد لن يتحقق إلا عندما يصبح معبرا عن الضمير الوطنى، والكتاب الحقيقيين، وأن يكون هيئة شريكة فى وضع القرار الثقافى والسياسى، ومرجعية لباقى الهيئات، وليس مجرد تابعٍ أو منتظر، ويكون أمينه العام، بالمثل، شخصية مستقلة، وليس ظلا لوزير الثقافة.
وفى السياق أبدى الشاعر، الذى شارك فى تأسيس عددٍ من الفاعليات الشعرية المستقلة، عدم حماسه لتأسيس اتحادٍ موازٍ أو بديل، معتبرا أن هذه مثل هذه القرارات، وليدة فوران اللحظات الثائرة والعظيمة، للأسف سرعان ما تخبو يوما بعد يوم، لتعاود الهيئات وصل ما انقطع بعد الثورة، والبدء بآخر قرار اتخذ قبل الثورة.
ورغم توقفه عندما وصفه بـ«عوار» الجمعية العمومية للاتحاد، وكم الأخطاء الأكبر من أن تحصى، أوضح الشاعر صعوبة التخلى عن الاتحاد الذى تحوى خزينته 28 مليون جنيه، يمكن استثمارها فى عشرات الأنشطة لصالح الكتاب.
0 التعليقات