روز الزهراء اليوم

مجلة الكترونية شاملة متنوعة متجددة

WordPress plugin


نماذج النساء المبدعات كثيرة، وهي كثيرة في مجتمع الدلتا برغم القيود والتقاليد، وسيطرة الرجل على زمام الإبداع، غير أن الأصوات الإبداعية انطلقت مبشرة بحكايات نسائية تدق بشدة على الأبواب ومن هذه الحكايات، حكاية خطتها إحداهن بدمها وخوفها وتأججها القابض على جمر الكلمات , فتنقلت بإبداعها إلي كافة صفوف الأدب من شعر وقصة  ومسرح وفكر ثائر، خلاق، وهانم الفضالي شاعرة يذخر تاريخها الأدبي بالكثير من الإنجازات الأدبية الكبيرة على مستويات عدة، ولا يستطيع أي جاحد أن ينكر أفضالها ومجهوداتها على مدار أكثر من نصف قرن مضى بين مختلف قرى ونجوع محافظتي  الدقهلية والغربية باعتبار أن المحافظتين يفصل بينهما كوبري زفتي، وظلت شاعرتنا تسعى سعيا حقيقا تبحث عن المواهب الإبداعية في كل مكان في مصر, وربما هذا البحث عطل مسيرتها عن مشروعها الإبداعي ولذلك يظل ديوانها الرحلة بمثابة القفزة الحقيقية أسوة بشعراء مصر الكبار.
في تاريخ العامية المصرية، تنقلت مع إبداع الشاعرة بروح هائمة تبحث عن الإبداع، وقد حاولت هانم الفضالي في ديوانها "روح الميدان" الصادر في عام 2011 والتي تحاول فيه رصد الحالة المصرية على وجه الخصوص عبر أحداث الصورة في ميدان التحرير  في صور متلاحقة وكاميرا تنظر بعين لاعنه للفساد وعين عاشقة للمستقبل تقول:
مع نغمة خطى الاوهام
توديني لحكم أمي
تزيح الكرب عن دمي
وتتمني أكون موجود
في كل وجود
ألاقيني في وسط الفرحة
بترجى
ضني عمري يكون مولود
   هنا تتمنى هانم الفضالي الخلاص منذ منتصف السبعينات وحتى صدور ديوانها "الرحلة" 1980 وهي متأرجحة يغلب عليها طابع السرحان ما بين الوهم والحقيقة، بين الفرح والحزن، بين رتوشها المزيفة وألوانها الحقيقية في رسم وجود حقيقي يولد من جديد ويتناسى قهره الماضي. 
إذن هانم الفضالي لم تكن شاعرة فقط ولكنها مناضلة سياسية تفك الحبل من حول رقبة قلمها الثائر ليكتب حتى آخر قطرة في دمه منطلقا مترجما آمالها وطموحاتها وأمانيها العذاب وانكساراتها كأنثى وحزنها القابع في أعماقها فتشيخ أوراقه وتصفر أزهاره وحلمه الذي وأده الفساد تقول في قصيدة فيسبوك 6 أكتوبر من ديوانها "روح الميدان":
اخرجي من روحك
اغسلي وش براءة زيفك
م الكدب المتساوي
بعترى شوقك
على كل براح العالم
يدارى الخوف
ورا ضلع امبارح
والمسافات
والعفة وسط الزفة
ترفرف ع الكل
تصقف جناحاتها سماكي
وتزقزق تنده ع الأمس
        والقارئ لهذه الصور المتلاحقة يلمس فرحة الشاعرة وكأنها تعبر من الظلان الدامس إلى النور فالأفعال المضارعة توحي بالحركة الدءوبة وليس بالسكون.
       مثل اخرجي/ اغسلي/ تتلم/ تصقف/ ترفرف/ تزقزق
    وكلها ملائمة لفعل الثورة الرائع فالألفاظ فرحة، جزلانه  وكلها بالتأكيد تخدم الحدث داخل سياق الجملة الشعرية، ومن ناحية أخرى داخل إطار منظومة القصيدة الشعرية ولندقق في الأفعال واحد..واحدا بقراءة متأنية.
-         اخرجي: فعل أمر لتخرج من ثوب المعاناة والفساد والظلم والقهر وبالأمر لابد لها من الخروج من هذه الظلمة الحالكة.
-         إغسلي وش براءة زيفك: ليكون تساؤلنا الأول عن كيفية امتزاج البراءة بالزيف، في زمن امتزجت فيه الألوان  فلابد لها من اغتسال ليعود إليها براءتها وطهرها.
   وهنا تستطيع الشاعرة أن تعبر بصدقها كامرأة تشعر بالمجتمع كأم وزوجة وهي من تتكيف مع آلام الوطن وانكساراته.
        مخضوضة..يا ولدي
في مقطع منها تقول:
لو خيوط الفجر تتجمع
في عيون الأمل عندك
نمسك الدفة وتلمنا الزفة
سيبك يا ولدي من اللو
حرف الطيران في خيال العاجز
والناجز للوهم
وكلمة لو .. هنا للأمل والحلم بمستقبل مشرق والتمسك بالغاية وهي مواصلة مسيرة الثورة التي بدأت تغيب في دهاليز الشوارع التي ينبعث منها رائحة الدم، لكنها تجد نفسها تجري في لهفة لأن هناك بصيص من النور لكنها تفاجأ بالنكسة ، حين وجدت ابنها يقف كما الفرسان لكن مطاطي الرأس والعورة مكشوفة، وهنا فلت منها الوصف في زحام اللهفة، فالفارس لا يقف منكس الرأس، ولا يكشف عورته أبداً حتى وإن قتل فهو يموت واقفا بزيه، ولا يتحول سلاحه إلى لعبة أو سيفه البتار إلى الخشب لكنها تحذر وبشدة من اعتصامات الشوارع من أجل السبق والفوز بالعرش.
إلى أن تصل في نهاية قصيدتها مخضوضة يا ولدى والخضة بمعنى الهزة الشديدة التي يصاب بها الجسد كله بمخاطبة ابن مصر بأنه:
ابن الهرم والنيل
عمري ماكون وحديا
ولا تاخذني الريح
ترميني في الحفنة
واصل يا ولدى المسيرة
     وهانم الفضالي هي الأم التي تدق صدرها في هم ورجفة لو استشعرت الخطر على الأبناء تظل واحدة من الشاعرات اللاتي تترجم مشاعرهن إلى أحاسيس متدفقة فوق الورق.
وفرق شاسع أن تمسك قلما وقرطاساً
وتحادث القمر
وبين أن تكتب عهراً فوق الورق
وتدعي أنك شاعر
لكنها هانم الفضالي المعجونة بطمي النيل التي تقابلت معها في أول مناقشة لها في رواية إشراقات البوح في اتحاد كتاب الدقهلية، ولازالت تحفر في أذني همسات من نار.  أنت إذن أمام شاعرة تكتب بدمها ولا تنتظر شكرا ولا جزاء , هي تكتب من أجل الوطن , وما أجمل أن نكتب من أجل الوطن حين نلتحف بسمائه ونستظل بظله , وهكذا يكون حب الأبناء جزءا من حب الوطن . 

0 التعليقات

إرسال تعليق

create your own banner at mybannermaker.com!

visitors

Slider

create your own banner at mybannermaker.com!

PHOTO GALLERY

bookmark
bookmark
bookmark
bookmark
bookmark

About Me

صورتي
الشاعرة
شاعرة مصرية / رئيس اتحاد كتاب مصر فرع الدقهلية ودمياط / عضو نادى أدب المنصورة / المسئول الإعلامى بأتيليه المنصورة /
عرض الملف الشخصي الكامل الخاص بي

Followers

1

create your own banner at mybannermaker.com!

Blog Archive

Search

Map

*ترحب روزالزهراء اليوم بإبداعاتكم ومشاركاتكم لنشرها بواحة الإبداع وذلك علىfatma_fal_2@yahoo.com ........ *أخيرا تم نقل مقر اتحاد كتاب الدقهلية إلى (18 ش المروة/المهندسين..مجمع المحاكم المنصورة) ..أهلا وسهلا بكم فى داركم ......
Blogger. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Popular Posts