أطلق العنان لكلماتي, تشق جوف السماء , أحلامي تموج علي صفحة النهر , فأري الوجوه أو الوشوش كما يحب أن يسميها الشاعر الكبير عبد العال عبد الرحيم
, وعرج أيضا علي الزجل , لكنني أمام بحر هائج , كان من السهل أن يصبح شاعرا يكتب الأغنية بسهولة ويسر, أعجبني بشدة وهو يكتب رسالة من صفصافة , فاصل مكاني يموج بالعاصفة حين تقتلع القلب والروح , وسمة حكاية سردية
غموا عنيك ورموك
سيفك سوط مدلدل منك
وتمدك طرح ومواعيد
صور الصفصافة بأنها تطرح المواعيد مع عبد العال لتكون العشوقة التي تناديه حين يشتد الشوق , فيطرح فرحة في اللقاء
إذن غربة الصفصافة تذكر اسمه , وفي ذلك قدرة علي التشكيل الآني للحظة النورانية التي تسرق الشاعر لعوالمه الرحبة , لذا نجد الشاعر له قدرة علي استخدام العروض بشكل تلقائي, أيضا له قدرة علي تسجيل الحدث ورسمه بسلاسة
من جنب ترعة صغيرة
والتوتة خايفة تمد إيدها
وبرغم غربة الشاعر النفسية نتيجة لقمة العيش , إلا أنه لديه القدرة علي الغوص داخل المشاعر
إذن استطاع الشاعر أن يكون صوتا جيد التوصيل للمتلقي بحرارة مشاعره ,
نحن نتفق بالفعل على أن الشعر إنما هو رؤِية نابعة أساسا من تجربة الشاعر،والتعبير بصدق عن هذه التجربة هو ما يجعل الشاعر متميزا له خصوصياته.أما انعدام التجربة ،أو عدم التعبير عنها بصدق إذا كانت موجودة فلا ينتج عنه إلا شعر ضحل غارق إما في التقليد والنمطية ،وإما في الفجاجة .
عالم قصائد الشاعر يخلو من عنصر- التحول- الذي يلعب الخيال دورا بارزا في تحقيقه على المستوى الشعري،فنحن لا نجد ذلك إلا نادرا إن لم يكن منعدما.إن انعدام هذا العنصر يجعل من عالم القصيدة عالما ساكنا سكونا ثقيلا لا تخفف من وطأته تلك الانعطافات المفاجئة التي تخلق الدهشة في بعض الجمل الشعرية التي تكسر أفق انتظار القارئ, لكنني بالتأكيد استمتعت بقراءته وشعرت بالفخر حين قدمت الديوان لجابر بسيوني وأنا علي ثقة أنه سوف يجد الإعجاب وهذا من حق الشاعر الذي يكتب من قلبه , ويغوص بذكرياته لنتعاطف معه
الديوان يأتى فى إطار من التفاعل الحى مع الواقع الإنسانى المحيط بالشاعر، يغلب على النصوص الروح الغنائية والعاطفية فى محاولة منها لإحداث حالة من الحضور الوجدانى الرومانسى على الأشياء والأشخاص والأفكار والطبيعة
...هكذا بين الثورة على الآخر الموازي تتلمس ثغور الذات ويجعل عبد العال من الشعر طينا لرتق صفصافته بكل صدق وشفافية ، وهنا تكمن شعرية القصائد عند الشاعر دون أن يعني ذلك تقييد شعرية قصائد الديوان بفرض هذا الرأي كقراءة نهائية ، إنما هي قراءة تلمست ذات القارئ (أنا) فيما تقرأ لا عن نظرية استحضار روح الصفصافة حتي وإن سقطت كل أوراقها أدار الندوة الشاعر مصباح المهدي وحضرها الأدباء السعيد نجم ومجدي نجم وأبو العنين شرف الدين وسعد زغلول واحمد الحديدي ومحمد الخميسي ومحمد عبد المنعم والأديب محمد خليل
0 التعليقات