وبعدما لسن اليأس وصلت شهر زاد
تحسست أعضاء أنوثتها وهمهمت
ربما تنبت زهرة في أحشائي ربما
وتحلق الفراشات حول بستاني..ربما
وتعود تزهو ثانية خيوط أكفاني
فأنتشي وأجمع الزهور في أواني
ربما تعود السفينة تهدأ بعدما لجت
في البحر حائرة بلا ربان
وربما ينقشع غباري الكثيف
وقد زرعته يوما عند شطآني
وأعود وأحمل أوراق الطفولة
وأزين ضفائري بشرائط من ستان
كنت صبية فارهة تضع الكحل والحناء
وتنقش قلوبا صغيرة في مراكب النجوم
لكنني صرت عجوزا أتكأعلي العصي
تطاردها الكوابيس في الأحلام
بلا عاشق يمنحها قبلة الصباح
فتزغرد مشاعرها وتسافر للقمر
كانت صبية أظافرها ملونة
وعيونها بلون البحر
حين يناجيه الأحبة مع نسمات الصيف
ضوئي يأتي من مصباح عليل
يتراقص بلا دليل
ومن خيالها تخرج حورية
بثوب مزركش جميل
محلي بأزرار فوق صدر ناهد
ينادي كل مشتاق
أذله الشوق وعذبه الحنين ينادي في وله
أما من سبيل لظامئ
للجمال ذليل
صبية كان ثوبها أحمر
تتيه إعجابا به
واليوم تصير أنثي بلا أنوثة
يرقد بجوارها الأحبة
بالأغلال مقيدين دمهم يسيل
ضحكوا عليهم وقالوا استشهدوا
وتاجروا بالشعارات الكاذبة والدين
والجنة الموعودة والعسل والأعناب
وحور العين مخلدين..
كذب وافتراء والدين منهم براء
وما وجدنا سوي أقنعة ملونة
وشواء ونساء وليال حمراء
العطر فيها يرحل يا حبيبة للسماء
والنهار يذهب ولا يبقي سوي المساء
والنور يتلصص و يراوغ في الخفاء
يبحث عن ثقب يختبئ به
فلا يجد سوي الهواء
والأم تشق من علي الصدر الرداء
وأنينها يشق أرجاء السماء
تكتب علي بطنها عبارة سوداء
لماذا في كل حين تغتالنا أحلامنا
وتغتال الحياة مني الرجاء
ألطخ بالوحل أرديتي
وأنادي علي الأبناء
فتضيع في مهب الريح كل الأسماء
بلا استثناء وتصبح البطولة ادعاء
في رفح وفي العريش
وفي المنصورة وفي سيناء
بكل شبر من الأرض عزاء
وصراخ من كل صوب
هل قتلوا بلادي؟
ووقفت ثكلي أعاتب الخنساء
فقدت الأخ واستشهدوا الأبناء
فكتبت قصائدا كثيرة في الرثاء
واليوم نفقد في كل لحظة شهيد
وما وجدنا سوي دماء تسيل
فلا نامت أعين الجبناء
0 التعليقات