والثورة بعد الحلم
طلعت الكاميرا الخفية
فين بقي حلمي اللي كان
جنبي واقف في الميدان
ليه وقع مني في زحمة ثورتي
الأدب المصري...رؤي جديدة ( دمياط ..نموذجا) هذا عنوان المؤتمر الأدبي الرابع الذي نظمه إقليم شرق الدلتا الثقافي برئاسة الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف , والذي افتتح المؤتمر مع السيدالمهندس ممدوح هجرس سكرتير عام مساعد محافظ دمياط نيابة عن محافظها اللواء / محمد علي فليفل , وقد أهدي المؤتمر أعماله لروح الروائي مصطفي الاسمر , وحضره نخبة كبيرة من الأدباء من مختلف المحافظات في مظاهرة كبيرة من الحب , والإحباط من أجل ثورة يناير المختطفة كما أطلق عليها الأدباء , وفد كتب الأديب سمير الفيل ورقة بحثية بعنوان ( أزهار تتفتح ..وسماء تنشق عن دمدمات مرتقبة )ويقول فيه : كنت أتوجس خيفة أن أري نفسي أمام مرايا متواجهة تعكس نفس النبض , وذات التكنيك في 26 نصا شعريا تبدأ من أغسطس 2011 وتنتهي في مايو 2012 وتعلن عن حضور قوي لشعراء يحفرون الصخر في جدية , ويقول : لن نزعم في بحثنا أن الثورة التي بدأت في 25 يناير 2011قد غيرت مسار القصيدة تماما , لكنها مست شرارة الإبداع بمحفزات جديدة , وهذا ما بدأناه بقصيدة الشاعر ضاحي عبد السلام , وكما يقول هذه القصيدةجاءت نتيجة الخلل الذي ساد الشارع وقت الثورة وما بعدها إلي أنينتهي الشاعر بقوله :
أنا أصل حالف بديني
ثورة كاملة يا إما يا إما
راح أضحي بسنيني
دولة حرة يا إما تودعيني
واتلف في علمك شهيد
وبعد ذلك يأتي استعراض الشاعرة ميادة حبيب التي تكتب عنه وعن الواقع ,وبنبرة ساخرة تصل لحد ما يعرف بالكباريه السياسي , ويتجلي ذلك في نكتة قديمة حيث تقول :
ألف... بطة
والبطة للباشا نصيبه
تاء...تسلم
ثاء ..ثم
تسلم للكرسي يا نسيبه
ثم التالي ها يبقي نصيبه
نكتة قديمة طلعت بايخة
وهي لعبة تشبه ما مر بالإنسان المصري من حيل وأكاذيب
ويستمر سرد الفيل للأشعار فيستعرض صلاح بدران
ما عنديش حاجة أقولها لك
بلاش تقسي
عشان البعد بيموت
إنه موت تراجيدي , يليق بفارس منكسر
وتستمر جلسات المؤتمر الجاذبة بموضوعات الساعة , فتحمل الجلسة الأولي عنوان (ثلاثةأصوات في المشهد الشعري ل مصطفي العايدي , وأزهار تتفتح وسماء تنشق لسمير الفيل ,,وتحمل الجلسة الثانية عنوان.. صلاح عبد السيد ..مجردإطلالة ..فكري داوود , مصطفي الاسمر , ناصر العزبي, وأدار الجلسة صلاح بدران
والجلسة الثالثة الشهادات إدارة حلمي ياسين
وكانت:
الناجون من البلادة ..الدسوقي البدحي
واستمرت الحياة منقوصة..أبو الخير بدر
ولا زلت أسبح في بحور الشعر ..أحمد راضي اللاوندي
لو نشعر بنزيف الورق ..تقي المرسي
وفي جولة سريعة داخل أروقة المؤتمر نجد أن معظم الأدباء مصابون بالإحباط من الوضع السياسي القائم , وأن ملامح شعر العامية في الورقة البحثية التي قدمها محمود شرابي في تجربة الشاعرين أبو الخير بدر , وابراهيم عوض, في ديوان ( زمن مش بتاعنا ) لابو الخير بدر نقرأ قصيدة ( دوار العمدة )
ح نخاف علي إيه ؟
ونخاف من إيه ؟
ابن الجزار جزار
وابن النجار نجار
وقد أبدع في سخريته حين قال:
العمدة اختار
يتنازل وبخاطره
فيه عمدة اتنازل قبل كده عن عمدية ؟
انطق يا رزية
نحن إذن نجد كل الشعراءء استخدموا رؤي شعرية جديدة تعانق الحدث الآني , كذلك التمرد الواضح علي كل الأشياء , وأن الشاعر يلعب دور الواعظ فيكتب الشاعر ابراهيم عوض معلنا التمرد , والغريب أنه لم يشارك المقهورالمفعول به بتحفيزه علي المقاومة , بل جعل منه الراضي المرغم , ويصمم عل البكاء , والعويل علي الحال
قوم , وحاول يا هلالي
بس حاسب م العرايس
أصلك إنت كنت منهم
والنهارده إنت فارس
قوم لوحدك فك خيطك
هنا دعوة مرة أخري للنهوض من الانتكاسة التي حدثت للثورة والشعب المقهور لأنها ثورة ناقصة ومسروقة بل في نظر البسطاء ثورة جالبة للفقر وللقهر معا.
ويأتي بعد ذلك الشاعر أحمد راضي اللاوندي , وديوانه من غير سلام ,وفي قصيدته من غير أوان , وقد أصبح مثل شاعر الربابة المعروف سلفابالسهل الممتنع فيقول:
خليه يشوط لحيتي ببردها في السكة
أنا اللي جبت الشطان يسكن في ريح مكة
أسخره لخدمتي ولخدمة المساكين
ودائما وابدا يلقي الشاعر بنفسه في متن القصيدة حيث الإسقاط المطلوب بعد ذلك , وقد وضع الشاعر نماذج من الصور المنحوتة بإتقان , وحرفية
ثم يأتي الشاعر مصطفي العايدي واضعا ثلاثة نماذج , وقد اختا دواوين ثلاثة:
ديوان طائر الهوملي ..للشاعر أحمد بلبولة
ديوان ثائر ..ولكن
ديوان قمح يفر نحو الرحي للشاعر رشاد زغلول
وفي ديوان بلبول يقول العايدي:
بأن كل قصيدة تمنحنا الحياة مرة أخري
هذا جانب من جلسات المؤتمر الرابع في د مياط وإن كان ينقصه قليلا من الوقت لنستمتع به أكثر
رأس المؤتمر.. محسن يونس , وحمل أمانته ..حلمي ياسين , ورأس لجنة الأبحاث ...فكري داوود
0 التعليقات