هل كلهن امرأة العزيز ديوان قدمته الشاعرة فاطمة الزهراء فلا بعد أن عاشت في الريف ما يقارب ربع قرن فخرجت بتجارب شعرية حقيقية
مجموعة من الرؤى الشعرية صاغتها بعد غوصها في هموم ومشاكل المرأة فعالم حواء مفحم بالمناطق التي لايجيد التعبير عنها إلا هى،ففي صفحة 58 حتى 60 قصيدة تحمل عنوان الديوان (هل كلهن إمرأة العزيز ؟) وهذه القصيدة تحمل أنات المرأة والبوح الداخلي والأشواق والمعاناة بسبب سفر رفيق القلب والحياة،تقول الشاعرة القديرة فاطمة الزهراء فلا :
وقفت أمام المرآة
ترسم الأهلة
في وجه القمر
وردة مقدسة
تفوح برائحة الثمر
وحرير شعرها
في كبرياء انسدل
وعقدها على الجيد المرمرى
يعلن الخطر
صاحت تحذر
الطير الذي هجر
وعشقها المعبأ
في حقائب السفر
وآهات تهفو
في اشتياق للمطر
وهذا الظمأ
بالخطايا ينتحر
إلى متى سأنتظر؟
صاحت في كدر
لست ملاكا ولست قلبا من حجر
فكيف لي أن احتمل؟
إننى بشر .........
يحيكون ضدي
مؤامرة الخطيئة
يقولون دعك من الذي هجر
أنى أخاف
الانزلاق إلى الخطر
والخطر ..... شوق واحتواء
بركان يغلى ويستعر
زلزال أنثى زلزلتها المشاعر
وأين يكون
منها المفر ؟.
ننتقل مع قصيدة أخرى ضمها ديوان (هل كلهن إمرأة العزيز ؟) للشاعرة المتميزة فاطمة الزهراء فلا،وهى قصيدة بعنوان (خابت نبؤة جدتي) وفيها عبرت شاعرتنا ببراعة عن الأفكار والموروثات التي مازالت تعشش في عقول ومعتقدات البعض فهاهى تقول :
كانت تتمنى أن يأتي عواد
لكن جاءت للدنيا سعاد
وبين الفكر الشارد
تسمع بعض النسوة
يزغردن ويعلن
قد جاء يانينه عواد
فتقفز الجدة من رقدتها
وتأمر بذبح ديك البرابر الوحيد
وبين يديها تمسكه وتغني
لما قالوا دا ولد
أتشد ضهري وأتسند
ولما قالوا دي بنية
قلت غابت الأعياد
ضحكت كل النسوة عليها
وهللن في هم نافع
نينه وداد
عايزه النسوان
تخلف بس صبيان !!.
أيضا من القصائد التي ضمها ديوان (هل كلهن إمرأة العزيز؟) للشاعرة القديرة فاطمة الزهراء فلا قصيدة بعنوان (موعود) وهى الاسم لأغنية العندليب عبد الحليم حافظ والتي تعد من الأغنيات التي تهزني هزا،في هذه القصيدة أجادت شاعرتنا في وصف حب البنات للعندليب وآلام الشعب المصري بسبب نكسة يونيو 1967 ثم تهجير أهالينا من محافظات القناة وأيضا عبرت عن الحزن المؤلم لرحيل الزعيم جمال عبد الناصر،وفي الجزء الأخير للقصيدة تقول الشاعرة المبدعة فاطمة الزهراء فلا :
لا زال حليم يغني للحب
وللذكريات
لما بلدنا على الترعة
تغسل شعرها
من الهم والأحزان
ونقدم ولادنا لنصرنا
قربان
ونصبح نارا
فوق فوهة البركان
علمنا حليم في شعره
أن الحب نزار
وأن اليهود هم تتار
.... وأن مصر ....
هى الحب الأول ...
وبين الظلام ...
هى زهرة النوار .
ديوان (هل كلهن إمرأة العزيز؟) للشاعرة القديرة فاطمة الزهراء فلا يستحق دراسات كثيرة فقد سعدت به وبموهبتها الأصيلة وكل ماسطرته هاهنا هو لمحة وفاء في زمن قل فيه الوفاء،وكثرت محاولات تغليب الورود البلاستيكية على الطبيعية،ولكن هيهات.
0 التعليقات