عرفته في أواخر الثمانينات طموحا , يكتب القصة ويتواجد معنا في نادي الأدب , اختفي عنا قليلا ليفاجئني أنه واحد من المحررين في جريدة الأحرار , وما أدراك ما جريدة الأحرار في العصر البائد ’ وصوتها المزلزل كالرعود ’ يكشف الفساد بلا خوف مهما كانت النتائج , نعم حماده عوضين واحد من أبناء مصرنا الشرفاء فلم يبيع مبادئه , ولم يتنازل عن حلمه في تغييرالمحاليكتب ويهاجم ولا يعبأ بويلات السياسة المخيفة التي قبضت علي الشعب بيد من حديد , جرأته أقرب إلي الصفعة.. ومرت بنا الأيام , ورأيته لم يعد شابا غزا الشيب مفرقيه , وكست التجربة قلمه , فارتدي ثوبا من الحزن علي أبناء الوطن الجائعين في الطرقات و الباحثين عن عمل مستحيل يفيض خيره علي اللصوص والغرباء ..كيف من جناتنا يجني المني ؟..أغنيته البائسة التي ظل يرددها بلا توقف وكأنها اسطوانة مشروخة.إنه القابض علي الإبداع برغم السنوات التي فرقت بينه وبين الكتابة الحبيبة , فبدأ يرتب أوراقه فحصل علي شهادة جامعية , وراح يبحث عن أوراق إبداعه فلملمها ليسترجع متعته الحقيقية في رسم الحكايات علي الورق ..وآه لوكان لديه بعض الوقت لأصبح أديبا يشار إليه بالبنان, قد يصبح مثل أنيس منصور أوخيري شلبي أو مبدع من أبناء مدينته المنصورة ..فؤاد حجازي ’ ومحمد خليل , والمخزنجي لكنه لن يستسلم لليأس وسيهدهد الكلمات في صدره ويراودها..وتراوده وتكون مثل زليخة تعشقه , وتتهيأ له , وتغلق الأبواب ليكتب .تري هل ينجح حماده عوضين في العودة إلي إبداعه ؟هل سنبحث عن إبداعه كما نبحث عن أخباره علي موقعه المتميز البلد بلدك؟
إنها روح العزيمة والإصرار علي تحدي الصعاب في تمسك شديد في تحقيق الحلم.
0 التعليقات