«.
• الملاحظ اليوم أن المرأة المصرية والعربية دخلت الاعلام والفضائيات بأسلوب دعائي شوّه صورتها وأدى الى نشوء مفهوم «تجارة الجسد الأنثوي»وأنا هنا أقول بأن .,
- مرحلة تجارة الجسد الأنثوي مرحلة عابرة، ولا بد من تجاوزها بهدوء مع التدرج في العمل السياسي والاقتصادي والإبداعي , و على المرأة العربية وحدها أن تعدل صورتها، وأن تحد من استغلال جسدها في الاعلام المرئي. وفي رأيي أن هذه الظاهرة الموجودة في الفضائيات العربية ترتبط بالرأسمالية العالمية وبثقافة السوق العابرة للدول. الفرنسية سيمون دو بيفوار العام 1949 في أطروحتها «الجنس الثاني». وما ان خاضت النسوية الغربية «حروبها الناعمة» **ليكون لها حضور فاعل في السلطة، حتى بدأت النساء العربيات مع فارق زمني ليس ببعيد بمحاربة المفاهيم الذكورية التي عرقلت تدرجهن في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ولعل ما أثارته الكاتبة المصرية نوال السعدواي من أفكار جادة، وما عملت عليه عالمة الاجتماع المغربية فاطمة المرنيسي لجهة تعرية النظام البطريركي، يعتبران بمثابة الضوء الأخضر الذي أطلق النداءات الأولى للنسوية العربية رغم خوض جولات سابقة قادتها نساء في التيارات اليسارية والقومية اوائل الستينات , من هنا جاءت فكرة الصالون الثقافي للمبدعات والتي تخرج من عباءة الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة الشاعر سعد عبد الرحمن ليحتضن الصالون المبدعات في كافة المجالات , واليوم في شهر مارس تحديدا وفي أعياد المرأة خاصة يحتفل الصالون بمبدعاته اللاتي يجتمعن الخميس الأول من كل شهر لطرح إبداعاتهن وإظهارها للنور.
أكثر من عشر مبدعات وثلاث شعراء من الرجال ليكون الغلبة للنساء , لكن الحقيقة أن الشعراء الرجال كان لهم موقفا جميلا حين قمن بتشجيع المبدعات , حمل الصالون أحلام الفراشات ليطير بها عاليا مداعبا القمر , فما بين الرومانسية المفرطة والعاطفة المتأججة في حب الوطن تغنت الشاعرات نادية لطفي , وعبير عبد الغني , وسميرة المحمودي , والقاصة حنان فتحي , وابتسام درويش , أما الشاعر الكبير ابراهيم رضوان فقد احتفي بإبداع الشاعرات , فاحتفلت به الشاعرات , كما شارك في الصالون الشاعر الزعيم سعد زغلول والشاعر ماهر عبد الواحد , كما حضر الأديب الدكتور أشرف حسن الذي حصل علي جائزة الطيب صالح مؤخرا , وحضر أيضا الناقد محمود الزيات وشاعر شباب المنصورة أحمد الحديدي
ومن المسئولين حسن حامد , وأسامة حمدي ومحمد الحنفي وسهام بلح مشرفة الصالون , أعود مرة أخري لحديثي عن المرأة العربية والمصرية والقيود التي كبلتها لسنوات طويلة وتحد من أي إبداع لها برغم أنها تقدمت نحو القمة في كل شئ
والآن وقد جاء دورنا في العالم العربي لنطوي صفحة ونبدأ أخرى جديدة تذهب الأنظار إلى الوراء باتجاه ايران , لكن الحقيقة أن الخطر يكمن في منظومة المبادئ والتقاليد والمحاذير التي تتشابك لتحدد في النهاية مكانة المرأة في البيت وخارج البيت، وأصبحت قوانين الأحوال الشخصية هي الدرع والملاذ في آن واحد لهذه المنظومة من الشرائع والنزعات لنبحث عن عن أية دلائل تفيد بالاتجاه التي ستسير فيه مصر نحو المستقبل، وهناك بالطبع اختلافات مهمة بين البلدين لكن التشابهات عند الوهلة الأولى تبدو كثيرة جداً، خاصة فيما يتعلق بالأسئلة الملحة حول المرأة والهوية.
المسألة لا تتعلق بالإناث من أبناء مصر فحسب، فموجة الثورات تنذر بالانتشار في كل أنحاء الشرق وهناك قلق حقيقي تجاه الثورات المضادة التي تسبق في أعمالها ثورات التغيير نفسها، ومصر تقف عند باب الإصلاح في العالم العربي كما كانت دائماً في كل قضايا العرب، حميدة كانت أو ذميمة، فالمسار الذي ستسلكه مصر لن يكون مسارها وحدها بل الأرجح أن كثيرين في المنطقة سيخطون وراءها بذات الخطى
قد حققت مصر بعض الإنجازات مع دخول القرن الواحد والعشرين، ففي عام ٢٠٠٠ تم السماح للمرأة باستخراج جواز سفر واستطاعت أيضاً أن تسافر بدون إذن ولي أمرها، ثم استطاعت إعطاء الجنسية لأبنائها من زوج غير مصري عام ٢٠٠٤، ثم تم السماح لها بدخول سلك القضاء عام ٢٠٠٨.
مع ذلك تظل النتائج في جملتها مخيبة للآمال لمن يؤمن بقضية المرأة، فإننا لا نجد التمييز ضد المكتسبات في مجرد الفجوة الهائلة بين النظرية والتطبيق لكن في النظرية ذاتها، .»
ومما لا شك فيه أن بعض جوانب هذا الصراع الطويل لأجل المساواة بين الرجل والمرأة يتشابه مع غيره في الشرق والغرب ضد سلطة الرجال المترسخة، لكن يظل الأمر في هذه الرقعة الغاضبة من العالم منذ البداية متعلقاً بأمرين في نفس الوقت: بتحصين الهوية المسلمة وحماية الثقافة الأصلية من العدوان الغربي وكذلك بالمحافظة على إمتيازات الرجال في المجتمع ولي كلمة.
عندما يتعلق الأمر بنا نحن النساء، في أكثر أرجاء الشرق الأوسط، فهو يتعلق يالحياة ذاتها، إلى هذه الدرجة يتشابك إبداعنا وتقف المبدعات في صلابة لإثبات الذات بعد أن تخلين عن دورهن بدعوي الدين والفتاوي المغلوطة, ويكون الصالون الثقافي دعوة من الأقاليم لتصبح المرأة عنصرا مهما يثور ليصلح , يتأجج لينتج , وتشطب من سجلات الأنوثة أن المرأة تسعي لاقتناء الذهب , وتشتعل غرائزها وترتدي الشيفون الأحمر لتاجر بالجسد , هكذا صورها الإعلام صورا مغلوطه إن هي نادت بالحرية , وأخيرا لا تجوعوا النساء فينحرفن نحو البغاء . .
• الملاحظ اليوم أن المرأة المصرية والعربية دخلت الاعلام والفضائيات بأسلوب دعائي شوّه صورتها وأدى الى نشوء مفهوم «تجارة الجسد الأنثوي»وأنا هنا أقول بأن .,
- مرحلة تجارة الجسد الأنثوي مرحلة عابرة، ولا بد من تجاوزها بهدوء مع التدرج في العمل السياسي والاقتصادي والإبداعي , و على المرأة العربية وحدها أن تعدل صورتها، وأن تحد من استغلال جسدها في الاعلام المرئي. وفي رأيي أن هذه الظاهرة الموجودة في الفضائيات العربية ترتبط بالرأسمالية العالمية وبثقافة السوق العابرة للدول. الفرنسية سيمون دو بيفوار العام 1949 في أطروحتها «الجنس الثاني». وما ان خاضت النسوية الغربية «حروبها الناعمة» **ليكون لها حضور فاعل في السلطة، حتى بدأت النساء العربيات مع فارق زمني ليس ببعيد بمحاربة المفاهيم الذكورية التي عرقلت تدرجهن في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ولعل ما أثارته الكاتبة المصرية نوال السعدواي من أفكار جادة، وما عملت عليه عالمة الاجتماع المغربية فاطمة المرنيسي لجهة تعرية النظام البطريركي، يعتبران بمثابة الضوء الأخضر الذي أطلق النداءات الأولى للنسوية العربية رغم خوض جولات سابقة قادتها نساء في التيارات اليسارية والقومية اوائل الستينات , من هنا جاءت فكرة الصالون الثقافي للمبدعات والتي تخرج من عباءة الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة الشاعر سعد عبد الرحمن ليحتضن الصالون المبدعات في كافة المجالات , واليوم في شهر مارس تحديدا وفي أعياد المرأة خاصة يحتفل الصالون بمبدعاته اللاتي يجتمعن الخميس الأول من كل شهر لطرح إبداعاتهن وإظهارها للنور.
أكثر من عشر مبدعات وثلاث شعراء من الرجال ليكون الغلبة للنساء , لكن الحقيقة أن الشعراء الرجال كان لهم موقفا جميلا حين قمن بتشجيع المبدعات , حمل الصالون أحلام الفراشات ليطير بها عاليا مداعبا القمر , فما بين الرومانسية المفرطة والعاطفة المتأججة في حب الوطن تغنت الشاعرات نادية لطفي , وعبير عبد الغني , وسميرة المحمودي , والقاصة حنان فتحي , وابتسام درويش , أما الشاعر الكبير ابراهيم رضوان فقد احتفي بإبداع الشاعرات , فاحتفلت به الشاعرات , كما شارك في الصالون الشاعر الزعيم سعد زغلول والشاعر ماهر عبد الواحد , كما حضر الأديب الدكتور أشرف حسن الذي حصل علي جائزة الطيب صالح مؤخرا , وحضر أيضا الناقد محمود الزيات وشاعر شباب المنصورة أحمد الحديدي
ومن المسئولين حسن حامد , وأسامة حمدي ومحمد الحنفي وسهام بلح مشرفة الصالون , أعود مرة أخري لحديثي عن المرأة العربية والمصرية والقيود التي كبلتها لسنوات طويلة وتحد من أي إبداع لها برغم أنها تقدمت نحو القمة في كل شئ
والآن وقد جاء دورنا في العالم العربي لنطوي صفحة ونبدأ أخرى جديدة تذهب الأنظار إلى الوراء باتجاه ايران , لكن الحقيقة أن الخطر يكمن في منظومة المبادئ والتقاليد والمحاذير التي تتشابك لتحدد في النهاية مكانة المرأة في البيت وخارج البيت، وأصبحت قوانين الأحوال الشخصية هي الدرع والملاذ في آن واحد لهذه المنظومة من الشرائع والنزعات لنبحث عن عن أية دلائل تفيد بالاتجاه التي ستسير فيه مصر نحو المستقبل، وهناك بالطبع اختلافات مهمة بين البلدين لكن التشابهات عند الوهلة الأولى تبدو كثيرة جداً، خاصة فيما يتعلق بالأسئلة الملحة حول المرأة والهوية.
المسألة لا تتعلق بالإناث من أبناء مصر فحسب، فموجة الثورات تنذر بالانتشار في كل أنحاء الشرق وهناك قلق حقيقي تجاه الثورات المضادة التي تسبق في أعمالها ثورات التغيير نفسها، ومصر تقف عند باب الإصلاح في العالم العربي كما كانت دائماً في كل قضايا العرب، حميدة كانت أو ذميمة، فالمسار الذي ستسلكه مصر لن يكون مسارها وحدها بل الأرجح أن كثيرين في المنطقة سيخطون وراءها بذات الخطى
قد حققت مصر بعض الإنجازات مع دخول القرن الواحد والعشرين، ففي عام ٢٠٠٠ تم السماح للمرأة باستخراج جواز سفر واستطاعت أيضاً أن تسافر بدون إذن ولي أمرها، ثم استطاعت إعطاء الجنسية لأبنائها من زوج غير مصري عام ٢٠٠٤، ثم تم السماح لها بدخول سلك القضاء عام ٢٠٠٨.
مع ذلك تظل النتائج في جملتها مخيبة للآمال لمن يؤمن بقضية المرأة، فإننا لا نجد التمييز ضد المكتسبات في مجرد الفجوة الهائلة بين النظرية والتطبيق لكن في النظرية ذاتها، .»
ومما لا شك فيه أن بعض جوانب هذا الصراع الطويل لأجل المساواة بين الرجل والمرأة يتشابه مع غيره في الشرق والغرب ضد سلطة الرجال المترسخة، لكن يظل الأمر في هذه الرقعة الغاضبة من العالم منذ البداية متعلقاً بأمرين في نفس الوقت: بتحصين الهوية المسلمة وحماية الثقافة الأصلية من العدوان الغربي وكذلك بالمحافظة على إمتيازات الرجال في المجتمع ولي كلمة.
عندما يتعلق الأمر بنا نحن النساء، في أكثر أرجاء الشرق الأوسط، فهو يتعلق يالحياة ذاتها، إلى هذه الدرجة يتشابك إبداعنا وتقف المبدعات في صلابة لإثبات الذات بعد أن تخلين عن دورهن بدعوي الدين والفتاوي المغلوطة, ويكون الصالون الثقافي دعوة من الأقاليم لتصبح المرأة عنصرا مهما يثور ليصلح , يتأجج لينتج , وتشطب من سجلات الأنوثة أن المرأة تسعي لاقتناء الذهب , وتشتعل غرائزها وترتدي الشيفون الأحمر لتاجر بالجسد , هكذا صورها الإعلام صورا مغلوطه إن هي نادت بالحرية , وأخيرا لا تجوعوا النساء فينحرفن نحو البغاء . .
0 التعليقات