كان موعدى مع المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، فى السادسة من مساء الأحد الماضى، أى بعد أداء الحكومة للقسم بيوم واحد، طلبت مقابلته وحدد لى الموعد على الفور، كانت زيارة عادية، لكنها تحولت إلى حوار صحفى، استمر لأكثر من ساعة ونصف الساعة، طرحت عليه أن أجرى الحوار تليفزيونياً لبرنامج «حقائق وأسرار»، الذى أقدمه على قناة «صدى البلد» إلا أنه قال بصراحة ووضوح: «حوارى التليفزيونى الأول سيكون مع القناة الأولى بالتليفزيون المصرى».. اقترحت عليه فكرة إجراء حوار مكتب، أيضاً لقناة «صدى البلد»، واستأذنته فى أن ينشر فى اليوم التالى بالصحافة المطبوعة، فوافق، شريطة ألا يكون لصحيفة محددة. لم يكن ذلك هو اللقاء الأول، فمعرفتى بالرجل تمتد إلى أكثر من خمسة عشر عاماً، لم يتغير فيه شىء، البساطة والبراءة والتلقائية، حب الناس والسعى إليهم، الحرص على الإنجاز السريع، والتواصل مع الجماهير، على مدى 12 عاماً كان يترأس خلالها شركة «المقاولون العرب» استطاع أن ينقذ الشركة من الدمار والانهيار، تحولت إلى شركة فاعلة ورابحة، وبدأت تعيد تاريخها من جديد.
تآمر عليه «الإخوان»، أقالوه، حتى يستطيعوا فرض هيمنتهم على هذا الصرح الاقتصادى الكبير، بعدها سافر الرجل إلى خارج البلاد، استجاب لمطلب كبرى الشركات فى المملكة العربية السعودية، إنهم يعرفون خبراته جيداً، وقدراته على النجاح.
وخلال شهور قليلة استطاع أن يفتح الملفات الشائكة، وأن يتعامل بقوة مع المشكلات المزمنة، ترك مكتبه وبدأ يتجول فى مناطق بحرى والصعيد، فكان تاريخه ورؤيته وإنجازاته هى العوامل التى أهلته لتولى رئاسة الحكومة الجديدة.. وإلى نص الحوار:
■ ألا تخشى الفشل، فى ظل الحالة التى تعيشها البلاد فى الوقت الراهن؟!
- لو كل إنسان فينا استسلم لحالة اليأس والإحباط، فلن يقدم شخص واحد لتولى المسئولية، أنت تسألنى ألا تخشى الفشل، وأنا أسألك ألا تخشى على مصر، وعلى شعبها وأبنائها الذين ينتظرون لحظة الخروج من هذه الأزمات التى تحاصرنا؟
هذا شعب عظيم، يستحق حاضراً ومستقبلاً أفضل مما يعيشه الآن، دعنا نقُل إن المصريين عانوا كثيراً وتحملوا كثيراً، وصبروا كثيراً، وأظن أنه حانت اللحظة بعد ثورتين عظيمتين أن يجد المصريون حلاً لمشاكلهم، فى الأمن والاقتصاد، فى الحرية والكرامة، فى العدل الاجتماعى وإنهاء مشاكل الفقر والبطالة.
■ لكن التحديات كبيرة؟!
- وأنا لن أترك جهداً، ولدىّ ثقة كبيرة فى شعب مصر، سأكون واضحاً مع الجميع، سأقتحم المشاكل وأستمع إلى أصحابها وجهاً لوجه، لن أجلس فى مكتبى، إلا لحضور اجتماعات أو متابعة الأحوال، لكنى سأنزل إلى الشارع، مع الناس الطيبين، وأنا على ثقة أننى لن أكون وحدى، أمامنا مشاكل تحتاج إلى قرارات جريئة، أعرف أن الإمكانيات صعبة ولن تسعف الحكومة، لكن من يعرف شعب مصر العظيم يدرك أنه قادر على فهم طبيعة المرحلة ومشاكلها.
■ هل ستستطيع أن تواجه الاعتصامات والإضرابات والمطالب الفئوية؟!
- عندما يعطى الناس ثقتهم للمسئول، ويكون على قدر هذه الثقة، عندما يتواصل معهم، ويسمعهم ويسمعونه، عندما يكون صادقاً معهم، ويشرح لهم الظروف التى تمر بها البلاد فى هذه الفترة الصعبة، عندما يقر بحقوقهم المشروعة، ساعتها سوف ينتهى كل شىء، أنا أعرف الشعب المصرى، أنا ابن القرية والحارة والمنطقة الشعبية، أنا قريب من الناس ولست بعيداً عنهم، أؤمن بهم، وأعرف كثيراً من مشاكلهم، وصدقنى شعبنا طيب ويمكن التفاهم معه، بسهولة ويسر، المصريون هم الأكثر حرصاً على بلدهم، من أجل هؤلاء أنا هنا فى منصبى، ومن أجل هؤلاء أنا قبلت بأن أكون على رأس هذه الحكومة، مهما كانت الظروف والتحديات، ما أسهل الاعتذار عن تولى المنصب، والبعد عن المشاكل والانتقادات، ولكن ضميرى لن يسامحنى أبداً، إنها مسئولية وطنية، بل دعنى أقُل لك، إنه قدر نقبل به، ويجب ألا يتخلى أحد عن دوره الوطنى فى هذه الفترة، مهما كانت الصعوبات والأزمات.
■ لكنك قد تصاب بالملل ويعتريك الندم، فأنت تعرف طبيعة المشاكل ومطالب الناس، وأنا أعرف حرصك على اسمك وسمعتك؟!
- أنا لم أقبل هذا المنصب إلا إذا كنت قادراً على تحمل مسئوليته وتبعاته، مصر تعيش ظروفاً استثنائية، بلد يواجه مؤامرات من الداخل مؤامرات من الخارج، قوى الشر لا تريد له أن يتقدم، بل تسعى إلى تمزيق أوصاله، وإثارة الفتنة على أراضيه، وهذه المعركة ليست قاصرة على مصر والدفاع عن الشعب المصرى فقط، بل هى معركة ندافع فيها عن الأمة العربية بأسرها.
■ وهل الأمة تشعر بهذا الخطر؟!
- وكيف لا، وهم يدركون أبعاده وحقائقه، إنهم يعرفون أن مصر ليست وحدها المستهدفة، الأمة كلها مستهدفة من وراء هذه المؤامرة التى يحاولون من خلالها تمزيق الشعب، ودفعها إلى مواجهة شاملة بين أبنائها، يكون الثمن الفادح فيها هو أمنها واستقرارها، ولا أبالغ إذا قلت كيانها وبنيانها، إنهم يريدون أن يصادروا حتى على الأجيال الجديدة حقها فى العيش والأمن والاستقرار والكرامة.
إن التاريخ لن ينسى وقفة أشقائنا أبناء الخليج والأمة العربية إلى جانب مصر، والشعب المصرى شعب أصيل، ولا ينسى كل من يمد يده إليه فى ساعة الشدة والأزمة، إن وقوف الأشقاء إلى جانبنا يؤكد الحقيقة التى تقول إن أبناء الأمة يعرفون أن مصيرهم مشترك، ومستقبلهم واحد، والمخاطر التى تهددهم هى مخاطر مشتركة.
- الحكومة الجديدة معنية بالبحث عن آليات سريعة للإصلاح المستهدف خاصة فى مجال قطاع الأعمال والشركات الكبرى مثل الحديد والصلب والمحلة وكفر الدوار وغيرها.
نحن متمسكون بالحفاظ على العمالة وتنمية الشركات بتحديثها على أعلى مستوى عالمى، ولدينا فى خطتنا برامج مكثفة للتدريب فى الداخل والخارج للعاملين بهذه الشركات، بحيث تعود مرة أخرى قلاعاً صناعية كما كانت قبل ذلك، وستعمل الحكومة على توفير كل الإمكانات التى تساعد على هذا النهوض، المهم هو أن تصطف جموع العاملين لحماية مؤسساتهم ووقف الإضرابات، لأن استمرارها يزيد الأوضاع سوءاً وتدهوراً، ويدفع الأمور إلى مزيد من التأزم، هذه الشركات هى ملك للشعب فيجب الحفاظ عليها، واستمرار الإضرابات يهدد وجود هذه الشركات من الأساس.
■ تتحدث عن مفوضية لقطاع الأعمال.. كيف ذلك، ما هى المواصفات؟!
- نعم هناك تفكير جاد فى إنشاء مفوضية لقطاع الأعمال، لقد تحدث معى الدكتور هشام رامز محافظ البنك المركزى فى هذا الأمر، وأنا مقتنع بالفكرة، أولاً نحن لن نبيع القطاع العام، فهذا أمر مرفوض، لأن هذه أصول من أصول الدولة ومن يفرط فيها فلن يرحمه التاريخ أبداً.
ولكننا سوف نسعى إلى تقويم هذه الشركات من خلال البنوك، وهى قادرة على تحقيق ذلك وحل المشاكل المزمنة لهذه الشركات، نحن ندرس الأمر جيداً، والبنك المركزى أبدى استعاده لذلك ونحن نتواصل، وعقدت أكثر من لقاء مع محافظ البنك المركزى وعدد من المتخصصين والخبراء وسنستمع إلى رأى الجميع بمن فيهم العاملون أنفسهم.
■ سيادتكم تعرفون أن عمال مصر الشرفاء تحملوا لسنوات طوال الأزمات والمشاكل، وأظن أنه حان الوقت لإنهاء هذه المشاكل، وأعتقد أنهم يقدرون الظروف جيداً؟!
- أنا شخصياً سأبذل كل الجهد من أجل العمال وحل مشاكلهم، كل ما أطلبه أن يمنحونا فرصة لثلاثة أشهر بلا إضرابات، لقد صبروا سنوات طوالاً، وكانوا مضرب الأمثال فى الوطنية والوفاء، وأنا أعرف تماماً مدى تضحياتهم وجهدهم، ولذلك أطالبهم بهذه المهلة حتى يعطوا الحكومة فرصة لالتقاط الأنفاس والسعى إلى حل المشاكل بهدوء.. إننى شخصياً أراهن على هذا الشعب العظيم الذى تحدى الهزيمة فى 1967، وهزمها، وحقق الانتصار عبر صموده وتصميمه فكانت حرب الاستنزاف وكان انتصار أكتوبر 1973 دليلاً جديداً على أن شعب مصر إذا أراد فهو قادر، وإذا سعى فإن جهده دوماً يكلل بالنجاح.. هذا شعب عظيم، يمتلك تاريخاً وحضارة وموروثاً ثقافياً كفيلاً بأن يجعله دوماً قادراً على صنع المستحيل.. وأنا أراهن على ذلك.
■ أسألك عن الحد الأدنى للأجور؟!
- هذا موضوع أعطيه اهتماماً خاصاً، وهو أمر أضعه نصب عينى من اليوم الأول، وقد طلبت من د.أشرف العربى، وزير التخطيط، دراسة الأمر فى المجلس القومى للأجور لبحث كل التفاصيل بحيث يكون هناك رعاية لجميع العاملين تحت مظلة الدولة بالرغم من التكلفة غير المسبوقة، وقلت لجميع المسئولين «أنا أريد الحد الأدنى فوراً وبسرعة».
- بالقطع، هذه مشاكل عاجلة والصمت عليها يعنى تفاقمها ومن ثم حرمان المواطنين من حقهم الطبيعى.. تعليماتى واضحة لوزير التموين، رغيف الخبز وأنبوبة البوتاجاز لهما الأولوية، وسأراجع كل مسئول ولن أترك شيئاً أو معاناة للناس دون سعى للحل.
■ وماذا عن مياه الشرب والصرف الصحى؟!
- عندما قلت فى مجلس الوزراء «أنا مش عاوز مياه معدنية»، لم يكن الهدف هو توفير جنيهات قليلة، ولكن الهدف أنه طالما أن الشعب المصرى يشرب من مياه الحنفية، فيجب أن نشرب نحن أيضاً من مياه الحنفية، ما الفرق بين الوزير أو رئيس الوزراء والمواطن؟ كلنا سواسية، ولذلك عندما يشرب كل مسئول من المياه التى يشرب منها الشعب، فعليه أن يدرك أن أى ضرر يصيب الشعب من هذه المياه سوف يصيبه هو أيضاً، وسوف نعمل فى الفترة المقبلة على إنهاء أى مشاكل تتعلق بتوصيل المياه إلى كل المناطق المحرومة ولدينا خطة لذلك. وإذا كانت جودة المياه مضمونة، فالمشكلة هى فى الصرف الصحى، ضعف المياه يجعل بعض المناطق تحفر آباراً حبشية، هنا تأتى المشكلة، لأن الأرض تكون مشبعة بالصرف الصحى، ومن ثم عندما يسحب المواطنون المياه منها يحدث التلوث، لقد طلبت من كل المحافظين وكبار المسئولين ووزير الإسكان اتخاذ الإجراءات الكفيلة فوراً.
ونحن لدينا خطة للقضاء على مشكلة الصرف الصحى، هناك خطة عاجلة، والمنحة الإماراتية، علاوة على 151 قرية سيتم الانتهاء منها فى جنوب الوادى.
تآمر عليه «الإخوان»، أقالوه، حتى يستطيعوا فرض هيمنتهم على هذا الصرح الاقتصادى الكبير، بعدها سافر الرجل إلى خارج البلاد، استجاب لمطلب كبرى الشركات فى المملكة العربية السعودية، إنهم يعرفون خبراته جيداً، وقدراته على النجاح.
أضع «الحد الأدنى للأجور» نصب عينى وطالبت وزير التخطيط ببحث كل التفاصيل.. ونفكر جدياً فى إنشاء «مفوضية» لقطاع الأعمالكنت أتواصل معه، وهو فى المملكة، وكان دائماً يشكو الحنين إلى مصر، إنه ليس من هؤلاء الذين يغريهم المال أو السلطة، إن بداخله انتماءً وطنياً أصيلاً، وحرصاً دائماً على المصلحة العامة، وعندما قامت ثورة يونيو وأسقطت حكم جماعة الإخوان، عاد إبراهيم محلب بمجرد أن عرض عليه د.حازم الببلاوى تولى وزارة الإسكان.
وخلال شهور قليلة استطاع أن يفتح الملفات الشائكة، وأن يتعامل بقوة مع المشكلات المزمنة، ترك مكتبه وبدأ يتجول فى مناطق بحرى والصعيد، فكان تاريخه ورؤيته وإنجازاته هى العوامل التى أهلته لتولى رئاسة الحكومة الجديدة.. وإلى نص الحوار:
■ ألا تخشى الفشل، فى ظل الحالة التى تعيشها البلاد فى الوقت الراهن؟!
- لو كل إنسان فينا استسلم لحالة اليأس والإحباط، فلن يقدم شخص واحد لتولى المسئولية، أنت تسألنى ألا تخشى الفشل، وأنا أسألك ألا تخشى على مصر، وعلى شعبها وأبنائها الذين ينتظرون لحظة الخروج من هذه الأزمات التى تحاصرنا؟
هذا شعب عظيم، يستحق حاضراً ومستقبلاً أفضل مما يعيشه الآن، دعنا نقُل إن المصريين عانوا كثيراً وتحملوا كثيراً، وصبروا كثيراً، وأظن أنه حانت اللحظة بعد ثورتين عظيمتين أن يجد المصريون حلاً لمشاكلهم، فى الأمن والاقتصاد، فى الحرية والكرامة، فى العدل الاجتماعى وإنهاء مشاكل الفقر والبطالة.
■ لكن التحديات كبيرة؟!
- وأنا لن أترك جهداً، ولدىّ ثقة كبيرة فى شعب مصر، سأكون واضحاً مع الجميع، سأقتحم المشاكل وأستمع إلى أصحابها وجهاً لوجه، لن أجلس فى مكتبى، إلا لحضور اجتماعات أو متابعة الأحوال، لكنى سأنزل إلى الشارع، مع الناس الطيبين، وأنا على ثقة أننى لن أكون وحدى، أمامنا مشاكل تحتاج إلى قرارات جريئة، أعرف أن الإمكانيات صعبة ولن تسعف الحكومة، لكن من يعرف شعب مصر العظيم يدرك أنه قادر على فهم طبيعة المرحلة ومشاكلها.
«محلب» خلال حواره مع «بكرى»
إن مشكلة بعض المسئولين الذين تواصلوا فى تولى مسئوليات حكومية وتنفيذية وسياسية أنهم لم يفهموا طبيعة هذا الشعب، ومدى استعداده، فكان طبيعياً أن تحدث المشاكل المجتمعية بين الناس والمسئولين.■ هل ستستطيع أن تواجه الاعتصامات والإضرابات والمطالب الفئوية؟!
- عندما يعطى الناس ثقتهم للمسئول، ويكون على قدر هذه الثقة، عندما يتواصل معهم، ويسمعهم ويسمعونه، عندما يكون صادقاً معهم، ويشرح لهم الظروف التى تمر بها البلاد فى هذه الفترة الصعبة، عندما يقر بحقوقهم المشروعة، ساعتها سوف ينتهى كل شىء، أنا أعرف الشعب المصرى، أنا ابن القرية والحارة والمنطقة الشعبية، أنا قريب من الناس ولست بعيداً عنهم، أؤمن بهم، وأعرف كثيراً من مشاكلهم، وصدقنى شعبنا طيب ويمكن التفاهم معه، بسهولة ويسر، المصريون هم الأكثر حرصاً على بلدهم، من أجل هؤلاء أنا هنا فى منصبى، ومن أجل هؤلاء أنا قبلت بأن أكون على رأس هذه الحكومة، مهما كانت الظروف والتحديات، ما أسهل الاعتذار عن تولى المنصب، والبعد عن المشاكل والانتقادات، ولكن ضميرى لن يسامحنى أبداً، إنها مسئولية وطنية، بل دعنى أقُل لك، إنه قدر نقبل به، ويجب ألا يتخلى أحد عن دوره الوطنى فى هذه الفترة، مهما كانت الصعوبات والأزمات.
■ لكنك قد تصاب بالملل ويعتريك الندم، فأنت تعرف طبيعة المشاكل ومطالب الناس، وأنا أعرف حرصك على اسمك وسمعتك؟!
- أنا لم أقبل هذا المنصب إلا إذا كنت قادراً على تحمل مسئوليته وتبعاته، مصر تعيش ظروفاً استثنائية، بلد يواجه مؤامرات من الداخل مؤامرات من الخارج، قوى الشر لا تريد له أن يتقدم، بل تسعى إلى تمزيق أوصاله، وإثارة الفتنة على أراضيه، وهذه المعركة ليست قاصرة على مصر والدفاع عن الشعب المصرى فقط، بل هى معركة ندافع فيها عن الأمة العربية بأسرها.
■ وهل الأمة تشعر بهذا الخطر؟!
- وكيف لا، وهم يدركون أبعاده وحقائقه، إنهم يعرفون أن مصر ليست وحدها المستهدفة، الأمة كلها مستهدفة من وراء هذه المؤامرة التى يحاولون من خلالها تمزيق الشعب، ودفعها إلى مواجهة شاملة بين أبنائها، يكون الثمن الفادح فيها هو أمنها واستقرارها، ولا أبالغ إذا قلت كيانها وبنيانها، إنهم يريدون أن يصادروا حتى على الأجيال الجديدة حقها فى العيش والأمن والاستقرار والكرامة.
إن التاريخ لن ينسى وقفة أشقائنا أبناء الخليج والأمة العربية إلى جانب مصر، والشعب المصرى شعب أصيل، ولا ينسى كل من يمد يده إليه فى ساعة الشدة والأزمة، إن وقوف الأشقاء إلى جانبنا يؤكد الحقيقة التى تقول إن أبناء الأمة يعرفون أن مصيرهم مشترك، ومستقبلهم واحد، والمخاطر التى تهددهم هى مخاطر مشتركة.
قوى الشر لا تريد لنا أن نتقدم.. ونواجه مؤامرات من الداخل والخارج.. وحانت اللحظة التى يرى فيها المصريون حلاً لمشكلاتهم■ أعود معك مرة أخرى إلى المظاهرات والاعتصامات الفئوية.. أليس هناك من طريق لإصلاح هذه الشركات وضمان وفائها بمستحقات العاملين فيها؟!
- الحكومة الجديدة معنية بالبحث عن آليات سريعة للإصلاح المستهدف خاصة فى مجال قطاع الأعمال والشركات الكبرى مثل الحديد والصلب والمحلة وكفر الدوار وغيرها.
نحن متمسكون بالحفاظ على العمالة وتنمية الشركات بتحديثها على أعلى مستوى عالمى، ولدينا فى خطتنا برامج مكثفة للتدريب فى الداخل والخارج للعاملين بهذه الشركات، بحيث تعود مرة أخرى قلاعاً صناعية كما كانت قبل ذلك، وستعمل الحكومة على توفير كل الإمكانات التى تساعد على هذا النهوض، المهم هو أن تصطف جموع العاملين لحماية مؤسساتهم ووقف الإضرابات، لأن استمرارها يزيد الأوضاع سوءاً وتدهوراً، ويدفع الأمور إلى مزيد من التأزم، هذه الشركات هى ملك للشعب فيجب الحفاظ عليها، واستمرار الإضرابات يهدد وجود هذه الشركات من الأساس.
■ تتحدث عن مفوضية لقطاع الأعمال.. كيف ذلك، ما هى المواصفات؟!
- نعم هناك تفكير جاد فى إنشاء مفوضية لقطاع الأعمال، لقد تحدث معى الدكتور هشام رامز محافظ البنك المركزى فى هذا الأمر، وأنا مقتنع بالفكرة، أولاً نحن لن نبيع القطاع العام، فهذا أمر مرفوض، لأن هذه أصول من أصول الدولة ومن يفرط فيها فلن يرحمه التاريخ أبداً.
ولكننا سوف نسعى إلى تقويم هذه الشركات من خلال البنوك، وهى قادرة على تحقيق ذلك وحل المشاكل المزمنة لهذه الشركات، نحن ندرس الأمر جيداً، والبنك المركزى أبدى استعاده لذلك ونحن نتواصل، وعقدت أكثر من لقاء مع محافظ البنك المركزى وعدد من المتخصصين والخبراء وسنستمع إلى رأى الجميع بمن فيهم العاملون أنفسهم.
■ سيادتكم تعرفون أن عمال مصر الشرفاء تحملوا لسنوات طوال الأزمات والمشاكل، وأظن أنه حان الوقت لإنهاء هذه المشاكل، وأعتقد أنهم يقدرون الظروف جيداً؟!
- أنا شخصياً سأبذل كل الجهد من أجل العمال وحل مشاكلهم، كل ما أطلبه أن يمنحونا فرصة لثلاثة أشهر بلا إضرابات، لقد صبروا سنوات طوالاً، وكانوا مضرب الأمثال فى الوطنية والوفاء، وأنا أعرف تماماً مدى تضحياتهم وجهدهم، ولذلك أطالبهم بهذه المهلة حتى يعطوا الحكومة فرصة لالتقاط الأنفاس والسعى إلى حل المشاكل بهدوء.. إننى شخصياً أراهن على هذا الشعب العظيم الذى تحدى الهزيمة فى 1967، وهزمها، وحقق الانتصار عبر صموده وتصميمه فكانت حرب الاستنزاف وكان انتصار أكتوبر 1973 دليلاً جديداً على أن شعب مصر إذا أراد فهو قادر، وإذا سعى فإن جهده دوماً يكلل بالنجاح.. هذا شعب عظيم، يمتلك تاريخاً وحضارة وموروثاً ثقافياً كفيلاً بأن يجعله دوماً قادراً على صنع المستحيل.. وأنا أراهن على ذلك.
■ أسألك عن الحد الأدنى للأجور؟!
- هذا موضوع أعطيه اهتماماً خاصاً، وهو أمر أضعه نصب عينى من اليوم الأول، وقد طلبت من د.أشرف العربى، وزير التخطيط، دراسة الأمر فى المجلس القومى للأجور لبحث كل التفاصيل بحيث يكون هناك رعاية لجميع العاملين تحت مظلة الدولة بالرغم من التكلفة غير المسبوقة، وقلت لجميع المسئولين «أنا أريد الحد الأدنى فوراً وبسرعة».
لو استسلمنا لليأس والإحباط لن يتقدم شخص واحد لتولى المسئولية وثقتى كبيرة فى دحر الإرهاب بفضل تعاون الشعب مع الجيش والشرطة■ ومشكلات رغيف الخبز ومياه الشرب والصرف الصحى.. أليست تستحق أيضاً الاهتمام السريع؟!
- بالقطع، هذه مشاكل عاجلة والصمت عليها يعنى تفاقمها ومن ثم حرمان المواطنين من حقهم الطبيعى.. تعليماتى واضحة لوزير التموين، رغيف الخبز وأنبوبة البوتاجاز لهما الأولوية، وسأراجع كل مسئول ولن أترك شيئاً أو معاناة للناس دون سعى للحل.
■ وماذا عن مياه الشرب والصرف الصحى؟!
- عندما قلت فى مجلس الوزراء «أنا مش عاوز مياه معدنية»، لم يكن الهدف هو توفير جنيهات قليلة، ولكن الهدف أنه طالما أن الشعب المصرى يشرب من مياه الحنفية، فيجب أن نشرب نحن أيضاً من مياه الحنفية، ما الفرق بين الوزير أو رئيس الوزراء والمواطن؟ كلنا سواسية، ولذلك عندما يشرب كل مسئول من المياه التى يشرب منها الشعب، فعليه أن يدرك أن أى ضرر يصيب الشعب من هذه المياه سوف يصيبه هو أيضاً، وسوف نعمل فى الفترة المقبلة على إنهاء أى مشاكل تتعلق بتوصيل المياه إلى كل المناطق المحرومة ولدينا خطة لذلك. وإذا كانت جودة المياه مضمونة، فالمشكلة هى فى الصرف الصحى، ضعف المياه يجعل بعض المناطق تحفر آباراً حبشية، هنا تأتى المشكلة، لأن الأرض تكون مشبعة بالصرف الصحى، ومن ثم عندما يسحب المواطنون المياه منها يحدث التلوث، لقد طلبت من كل المحافظين وكبار المسئولين ووزير الإسكان اتخاذ الإجراءات الكفيلة فوراً.
ونحن لدينا خطة للقضاء على مشكلة الصرف الصحى، هناك خطة عاجلة، والمنحة الإماراتية، علاوة على 151 قرية سيتم الانتهاء منها فى جنوب الوادى.
0 التعليقات