زينب مع حفيدة الاأستاذ الذي ربت أبنائه
تري ألا تستحق زينب محمد الغنيمي أن تكون أما مثالية يا وزيرة الشئون الاجتماعية , بالتأكيد نعم بعد أن تم اختيارها من مبدعات الصالون الثقافي بالدقهلية وكل عام وكل أم بخير وسعادة
لم تكن تدري في يوم من الأيام أنها ستصبح نجمة يشار أليها بالبنان , وهي تلك الفتاة البسيطة التي نشأت وترعرعت في بيئة تعيش بالفطرة علي شاطئ بحيرة المنزلة بمدينة المطرية دقهلية , كانت تذهب للمدرسة كل صباح وتهدهد قطتها التي تعيش معها في بيتها الصغير , كانت كبري أخواتها البنات سناء , وعلية , , وآمال , وثلاثة من الذكور محمد ,والسيد , زكريا , كانت مرحة تملأ ابتسامته وجه القمر , جذابة بوجه مشرق , غازلها الحب في سنوات صباها الأولي , ولم يستمر الحب كثيرا وكلل بالزواج من قريب لها , ولأنها صغيرة وعلي فطرتها لم ينجح زواجها , وعادت كسيرة القلب والجناح , تقبع هادئة , مستكينة , خاوية الوفاض إلا من حلم كسيح كان يراودها أحيانا في أن يكون لها منزل وأسرة , لكنه القدر وعليها أن تكون ريشة في مهب ريح.
أما هو رجل لازال في صدر الشباب , أحب زوجته , وكانا مضرب الأمثال في التفاهم والهدوء , كانت عوضة وهي الزوجة الأولي تنادي زوجها وحبيبها سي السيد أو الأستاذ فهو الأستاذ الأزهري الذي يعلم الجميع , تزوجها وهي لم تكمل بعد الثانية عشرة , لكنها كانت بدرا أضاء سماءه , معها عرف معني الحب , وبذكائها صارت أنثي كبيرة , أنجب منها البنين والبنات , كانت تطمح لأن تعلمهم مثل الزوج الأستاذ , وتحلم بأن يتخرجوا من الجامعة , عيبها الوحيد أنها كانت تنجب بلا تفكير معتقدة بأن سعادتها ترتبط بكثرة الأبناء , فأنجبت الطفل تلو الآخر , أنهكت صحتها , فذابت مع الغسيل والطهي والسهر وحمي الأطفال والحصبة والتسنين , ومع ذلك أصرت علي الإنجاب , حملت لآخر مرة برغم تحذير الطبيب , ازداد شحوبها وضعفها , ومع أول طفل نفس للقادم من الغيب , لفظت أنفاسها الأخيرة , ولم تكن تدري أن تركتها المحملة بالهموم ستتركها لزينب القابعة في انتظار المجهول, ولم يخطر ببالها أن زينب ستكون البديلة ويتزوجها الأستاذ لتربي الأبناء الأيتام , انهم سبعة هناء ونادية ويسري ومديحة والسيد وفاطمة ومحمد , ولم يسأل الزوج نفسه بعد أن ألقي بأحماله علي عاتق فتاة صغيرة لم تتخط العشرين ربيعا , وخاب ظنه وهو يري زينب أما وراعية للصغار تتفاني في خدمتهم بالليل والنهار, وتعلمهم ليصبحوا ذوات شأن في الوطن وتكمل معهم الرحلة حتي بعد رحيل الأستاذ , إنها المرأة التي أشاعوا عنها بأنها نصف الرجل وعليها أن تتواري بين الجدران , وأنا أقول أن الأسرة بلا أم وزوجة , هي أسرة تنهار مع أول ريح , لقد استطاعت زينب أن تكون أما للجميع , وأن تسعد الأستاذ بذريته التي لم يخاف عليها أبدا في ظلالها , فزوجت البنات بعد أن أكملن تعليمهن الجامعي , وظلت مع الصبيان تختر معهم شريكات الحياة وتربي لهم الأحفاد , فخرج الأحفاد عاشقين زيزي.
تري ألا تستحق زينب محمد الغنيمي أن تكون أما مثالية يا وزيرة الشئون الاجتماعية , بالتأكيد نعم بعد أن تم اختيارها من مبدعات الصالون الثقافي بالدقهلية وكل عام وكل أم بخير وسعادة
0 التعليقات