عماد ماهر
افتتح الكاتب محمد سلماوي رئيس اتحاد كتاب مصر، مؤتمر "صبري موسى.. السرد وعبقرية المكان"، والذي أقيم باتحاد كتاب مصر، اليوم السبت.
وقال سلماوي خلال المؤتمر: إن الدعوة للمطالبة بعلاج الأدباء على نفقة الدولة لن نكون بحاجة إليها لأن مسودة الدستور تنص لأول مرة على التزام الدولة بتوفير مظلة التأمين الصحي لجميع المواطنين، جاء ذلك التصريح عقب دعوة الناقد محمد ربيع لتبني اتحاد الكتاب علاج الأدباء، خلال المؤتمر.
وأشار سلماوي إلى أن لجنة الخمسين كانت حريصة على توفير هذا البند الخاص بالتأمين الصحي لجميع المصريين، خاصة أن الدولة تجاهلت هذا البند خلال الفترة المنقضية، وسيتم ذلك عبر المعايير الدولية.
هذا ووجه سلماوي الشكر لأسرة صبري موسى، مؤكدا أن المؤتمر يتزامن مع تكريمه لأنه روائي عظيم وألهمنا جميعا بكتاباته في الأدب والسينما، داعيًا لمنح درع التكريم له في بيته لأنه قامة عظيمة، كما اهتم موسى بالمفارقة، والسرد، إلى جانب الدرامية وهو ما سهل مهمته في كتابة سيناريو، ودراما المواقف، والاهتمام بالعاطفة، ووصف البيئة المحيطة، وهو ما يعكس ملامح شخصيات أبطال القصة، وإحساس الكاتب هو إحساس بالكون، وليس إحساسا بالوقت فقط.
وقدم أحمد زحام، نائب رئيس هيئة قصور الثقافة والذي أناب عن أسرة صبري موسى في المؤتمر، الشكر لاتحاد الكتاب لوقوفه بجانب موسى في مرضه، مشيرا إلى أن موسى طالبه بتقديم الشكر لجميع الكتاب الذين بادروا للاطمئنان عليه موجها كلمة قصيرة لأعضاء الاتحاد بقوله: "أرجو من الكتاب أن يتفرغوا لإبداعهم ولا يجعلوا من الاتحاد مقرا للصراع فيها بينهم".
هذا واشترك بالأبحاث الروائي محمد جبريل والشاعر محمد إبراهيم أبو سنة والكاتبة زينب صادق والدكتور حسين حمودة والكاتب عبد الغني داود والناقد شوقي بدر يوسف والكاتب محمد عبد الحافظ ناصف والدكتورة عزة بدر ويدير الجلسات كل من الأدباء شريف عبد المجيد ومحمد رفيع وضحى عاصي، كما حضر عدد من الكتاب والمثقفين والإعلاميين.
وقدم الكاتب فواد قنديل قراءة لرواية فساد الأمكنة، وأشار إلى أن عبقرية المكان اختيار موفق لأن معظم أعمال صبري موسى مرتبطة بالمكان، مثل كتاب الصحراء ورحلات إلى باريس واليونان، حتى الأفلام مثل البسطجي، فالمكان ارتبط بمعظم أعمال موسى، مضيفا: أن فساد الأمكنة تقصد أن الأماكن جميلة بخلقها، لكن عندما دخل منها أو دخلها البشر أصبحت فاسدة.
وأضاف: أن من لم يقرأ صبري موسى ويستمتع بتلك الأنشودة من الأناشيد العربية، فقد فاته الكثير من صبري الرقيق صاحب القلم الرفيع، مشيرا إلى أن رواية فساد الأمكنة تعد صورة مدهشة من الإبداع، وأنقذت الرواية نفسها من سرد الموضوع المعتاد في تلك الفترة، من خلال الكتابة عن المكان أو المهمشين وهى كانت معتادة في تلك الفترة، لكن صبري ذهب للصحراء وبالأخص المنطقة المجهولة، لتقدم لنا الرواية عملا فاتنا، ليكون لها القدرة على إلهام الكتاب الشباب، وقال: إن العديد من البشر يتساءلون لماذا صبري موسى متفرد؟، وهو لأسباب عدة منها أن كتابات صبري تتميز بلغة شعرية مكثفة موحية ساخنة، مسايرة للنص، بعيدا عن التعبير البلاغي، حتى الحوار كان فخما، بالإضافة إلى الشفافية، حيث إن كتابات موسى تشبه شخصيته، من حيث الشفافية والنعومة.
وأكد أن أعمال صبري موسى كانت من أفضل الأعمال الدرامية والسينمائية، فقد اندمجت الحرفية، في التقطيع، ودمج الأحداث، وتتزامن مع الزمن التاريخي للرواية، مثل فيلم الشيماء والبوسطجي.
وكان صبري ولا يزال فنانا مرهفا تربى في جو من الحب إبان فترة الطفولة، واكتملت الفترة خلال اكتمال دراسته في كلية الفنون التطبيقية، وكان يقرأه كثيرا، ما أهلهه إلى الكتابة، ثم عمل بجريدة الجمهورية، ثم روزاليوسف، ورأى فيها الحرية والإبداع، وحرص ألا تأكله الصحافة، وتدفن موهبته الكتابية.
وأوضح أن صبري قال له: إنه لو تم تكليفه بعمل صحفي ما كان يرويها بصورة أدبية، مشيرا إلى أن موسى يستحق أن تطبع كتبه، وتطل عليه عيون الشباب، فرغم مرضه إلا أن أعماله تشرق بنورها، وتنير للأجيال المقبلة.
0 التعليقات