لست المهرج الذي يضحككم بألوانه الفاقعة , ورتوش وجهه الفاقعة الألوان , لكنني أهديكم خلاصة تجاربي وأقول لكم إن من أحب عمله , عشقه البشر , ومن أتحدث عنه إنسان بسيط جدا استطاع بابتسامته التي تستوعب غضب الأدباء , وما أدراك بغضب الأدباء أن يحتوينا , يذوب بيننا , منصتا لمشاكلنا , فعاد من قاطع الثقافة إليها طواعية , انشغل معه الجميع في تحقيق ذ واتهم المفتقدة والتي مر عليها من العمر عتيا , أحببناه دون أن ندري وعملنا معه في الثقافة مقتنعين بأنه يعمل من أجل الجميع , المرة الوحيدة التي اختلفت فيها معه كانت لأنني مهمشة , لكني عدت و ضحكت من نفسي قائلة ..عجيب أمرك يا شاعرة المسئول الوحيد الذي أعطاك قدرك تتهمينه بتهميشك والله غريبة ياولاد , وكانت المبادرة مني حين رفعت سماعة التليفون معتذرة ..الوقت لازال في منتصف النهار والعزيمة لديه لازالت علي أهبة الاستعداد , والوطن في تلك المرحلة بحاجة إلي المخلصين من أمثاله , ونحن نتيقن بأن محمد عبد الحافظ ذلك الأسد الرابض في عرين الثقافة قادر علي العطاء أكثر في موقع أكبر , ونحن في انتظار الكثير , الشمس تناديه فيحمل عنه غبار النوم , ويستيقظ مبكرا ينادي صباح الخير يا مصرنا الحبيبة ..هأنذا أفتح ذراعي بحجم الأفق وعمق الجرح من داء المحن ..وأكون فداء للوطن
حبّ الوطن الحقيقي هو تلك المرساة الخفية الراسخة، التي تربط سفين عواطفنا بمراسي أرض الوطن، حين يشعر الفرد أنها الأرض التي ولِدَ عليها، الأرضُ التي يمشي عليها أقربُ الناس وأحبهم إليه، الأرض التي يشعر فيها بكرامتِهِ الفردية، وأمانِهِ العائلي، ورزقه مقابل عمله، والفرصة بإعطائه العمل ومحمد ناصف فعلا قادر على العطاء فيه،
لأنه يري في أرضه حاضره ويستطيع أن يطِلّ بها على مستقبلِهِ.. فآمن إنها الأرضُ التي ليس لها بديل.. وفي رأيي أن الحبُّ الحقيقي هو ألا تجدَ شبيهاً ولا بديلاً لمن تحب!صحيح أنكَ تحتاج إلى وثيقةٍ لإثباتِ الجنسية.ولكنك تحتاجُ إلى قلب محبّ ونفس متفانية، وأنت لا تحمل الوثيقة لتتفوق على من يحملها لكن هذا الرجل عرف كيف يحب مصر بطريقته فأحبته مصر وتفوق في حبها فلفت نظرها وخطت إليه رساة شوق طويلة بعد أن خانها الأبناء وادعوا حبها , أيها الأبناء حبوا مصر والسلام من غير كتر الكلام ولا حب قيس ولا ليلي ولا عبلة وعنترها الهمام .
0 التعليقات