كما وأنه ثمة فرق بين بين السعي إلي
السلطة ,والمطالبة بها , فإن هناك اختلافا جوهريا بين ممارسة السياسة علي أرض الواقع بين الناس , احتكاكا وملامسة , وبين ممارسة العمل الحزبي علي الورق , أو من وراء الكاميرات أو الميكروفونات الاذاعية ..مقدمة لابد منها كي نلج إلي موضوعناالذي سنناقشه في سطورنا التالية ألا وهودور الإعلام في الثورة المصرية بموجتيها الرئيسيتين في الخامس والعشرين 2011, الثلاثين من يونية 2013 ....إذا كان الإعلام بوجه عام قد أسهم بشكل فاعل وفعال في تثبيت أفئدة الشباب لصنع ثورة خرجوا لأقل منها , فحول الغباء السياسي والإداري هذا الأقل القليل إلي ثورة حلم , فإنه بالقدر نفسه بل أكثر صار أرضا خصبة وعالما افتراضيا لممارسة الأحزاب والقوي السياسية عملها , مخاطبة وحشدا وتوجيها , وهذه خطيئة كبري للاثنين , الأحزاب والإعلام , فبقدر ما أسهم الإعلام في صناعة الثورة بقدر ما يسهم الآن في القضاء علي حياة حزبية مأمولة لم تكن موجودة بالمعني الحقيقي الذي يجعل حزبا ما ينتصر أو حتي يقدم نفسه من خلال برنامج ورؤية يجعلانه يتسلل بنعومة إلي السلطة , وإذا لم ينجح أو لم يرض جمهوره وناخبيه عن برنامجه ورؤيته لا يعود إلي اصفوف المعارضة بل يعود إلي صفوف الجماهير إرضاء واستعدادا ووتصحيحا , الإعلام المصري يرسخ ويدشن لخلق ديكتاتورية جديدة هي ديكتاتورية الحزب بدل ديكتاتورية الفرد التي لفظها ومجها الجميع , وذلك بمحاولة خلق تيار قوي يفرض سطوته علي بقية القوي السياسية والأحزاب أن تقف في صفوف معارضيه وألا تحلم بأكثر من هذا , يتمثل هذا التيار في الحزب الوطني أو في الإخوان, أو في المؤسسة العسكرية أو حتي في النور , لا يهمهم , المهم لدي الجميع الىن عمدا أو يسهمواألا تقوم لمصر الآن أو في الغد المنظور , وأتمني أن لا أكون مخطئا , قائمة ديمقراطية , قائمة علي التبادل السلمي السلس للسلطة , وهذا مما قد يستوعب أو يكون باعثا علي ثورة وثوار في المستقبل القريب , فهل تحتمل مصر اجتماعيا ’,واقتصاديا موجات أو ثورات أخري ~؟...سؤال أوجهه للأحزاب والقوي السياسية المصرية ومن قبلهما للإعلام , ومن قبل ذلك ومن بعده أسأل السؤال الأهم , هل نري في المستقبل شركات إعلام ؟
0 التعليقات