بكل طقوس القرصنة الهمجية خطفوا العروس بطرحتها الحرير المخملية وادعوا أنهم عيسي وأنها مريم المجدلية كانت في حضن الربيع صبية يتهدج الرمان في صدرها تمرح مع الرفاق بيوم العيد تحمل في سلتها كروم العنب عناقيد بين أناملها الرقيقة أغصان الزيتون ترتدي مثل الغصون ثياب العيد لكنهم غدروا بها , حلوا ضفائرها مزقوا فيها الثياب , وفرطوا رمانها فترنحت ثكلي تستغيث بزهرة في الأفق البعيد وتعللوا بأن ذئب يوسف أهدر دمها وأن زليخة تكيد لها عند العزيز وأن الديار ديارهم وهي ليست عزيزة بل مكبلة بالبلاء والبلي وأنها تنام في الأقصي للغرباء وهم يخافون عليها مس الهواء وراحوا يرجموها في الصباح والمساء وألقوها بين ألف جدار وأشعلوا في راحتيها النار وصلبوها بلا قدمين لكنها رغم المكائد عائدة زيتونة خضراء ندية أيا قدس أي نكبة أي جفاف أذبل زهرتك العفية أي أرض تطرح البارود بدلا من السنابل أي وطن يرمي أشلاء الضحايا والقنابل فتسيل الدموع وتئن الضلوع فلا عشب أخضر بلون الربيع ولا صفصافة ولا صوت فيروز يحلق حبيتك بالصيف وبالشتاء وتموت البلابل في أحضان الغناء وصار الحب في الأرض خراب وصرن الصباياعرايا ونزعن من الهم الرقاب وتحية المساء صارت قهوة سوداء وفي أعراس حارتناخيم شبح الضباب ونبحت خلف حفار القبور الكلاب في جعبتي بعض الزهور والفطائر حملتها للصغار كي يفرحون فوجدتهم عند الجدار يصرخون وأمهم تمزق وجهها من النحيب قتل القراصنة وليدها الرضيع فأقسم الربيع ألا يعود إلا بعد أن يرحل القراصنة عن أرض الطهارة والمني
0 التعليقات