أكتسي بذنوب الأشقياء
عاطفتي تلفني بجحيم الأنواء
أسطورة
يحكي أن رمسيس الثاني
عشق جارية من خدام المعبد
سحرته..بهرته..
تناديه ..فيلقي بأردية الحكم الملكية
كرسي العرش يهجره
ويسبح معها
في فلوات العشق الأبدية
يلقي التاج ..يتخلي عن أي قضية
إلا عشق المحبوبة الجنية
رمسيس يتحول طفلا
تحت قدميها يغني ..بلا أي هوية
كان يسهر في الليل
يناجي القمر ويعبث بشواطئها النيلية
كان يعشق ثغر النهر الصافي
فيمد ذراعيه ويحتضن الموج الهادر
في رمل الصحراء القاحلة
كان يسافر
لا يهدأ إلا حين تلمسه شفاه الجنية
وحين وعدته بالحب وقالت :
سأشغل حيزا ضيقا
داخل قصرك
قال لها:
أهوي بفراشي كل ليلة أنثي
قالت لا أعبأ بسواك
وسأمنحك عصارة أشواقي
وألملم كل قلوب العشاق بين يديك
فإن شئت بارك أحلامي..فبارك
أعطته الحب بلا موعد
فانتزعت أضلاعه ...ضلعا..ضلعا
وتمادت في الوعود ترقص في نشوة
أنت كلي
ودع لي القليل من نفسك
لأشعر أنك لي وحدي
ساعدني وكن قارب نجاتي
حين تغضب مني
ولا تسمح لي أبدا
من الاختفاء من حياتك
واترك لي قيدا يربطني إلي إرادتك
أمرا
ودع أحلامك تتحقق
في كل حياتي
مزقني إربا ..إربا
لن أحزن ويكفيني لمسة من كفيك
فأحيا بعد مواتي
أجتث التعاسة
بهمسة من شفتيك
وأشعل جذوة أشواقك في قلبي
استسلم رمسيس لأحلام العشاق ونام
بلا عرش ولا كرسي ولا خدام
داخل جدران الحب
الواسعة الضيقة..الرحبة والمألوفة
وفي ليلة استيقظ فيها الحلم مفزوعا
انبثقت كلمات الحب الحمقي
وتفجرت شظايا الحقيقة
حطمت الجنية المعبد
وانتزعت في جشع أسود
كل عطايا الرب إليها
في الظلمة الحالكة
خرجت تتسلل
كي تفلت من قبضة رمسيس الثاني
قالت :
إني أخجل من حب بات
في قلبي نارا
تحرقني ..تشعل دمعات الخوف
لن أقبل أبدا
امرأة غيري
تشاركني همساتي ..قبلاتي
سأهرب وحدي وأوصد دوني الباب
وأنذر للبحر بقية عمري
0 التعليقات