الشاعر العبقري هو الذي يفكر كل فكر وأن يحس كل إحساس
,والخيال هو كل ما يتخيله الشاعر من وصف جوانب الحياة وشرح عواطف النفس وحالاتها
أجل العواطف الشعرية ما قيل في التحليل عواطف النفس ووصف حركتها ، كما يشرح الطبيب
الشعر هو ما أشعرك وجعلك تحسن عواطف النفس إحساسا شديدا لا ما كان لغزا منطقيا أو خيالا مجنحا ، فالمعاني الشعرية هي خواطر المرء وآراؤه وتجاربه وأحوال نفسه وعبارات عواطفه
.
ـ مراعاة وحدة القصيدة سواء أكانت وحدة فنية أو وحدة عضوية ، فينبغي على الشاعر أن يميز بين جوانب موضوع القصيدة وما يستلزمه كل جانب من الخيال والتفكير
,وهذا ما وجدته في ديوان شعر( الوسعاية للشاعر) الشاعر المحارب سعد زغلول وهويناقشه في فرع اتحاد كتاب الدقهلية بين جمع متميز من الأدباء والشعراء والمهتمين بالحركة الأدبية , وكان المناقش الناقد والشاعر مجدي نجم 0الذي صال وجال بين قصائد الديوان كالصائغ المحترف الذي يعرف تماما أين يكمن الجمال فيما يعرضه فيبهر الناظرين , بدأ ت المناقشة بالترحيب من قبل مديرة الندوة الشاعرة فاطمة الزهراء فلا رئيس فرع الدقهلية بالحاضرين مع التنويه بأن لكل منا وسعاية يجمع فيها ذكريات الربيع ليسترجعها حين يأتي الخريف وطلبت من سعد زغلول أن يقرأ من قصيدته الوسعاية بعضا من أبياتها ومع إعجاب الحاضرين استرسل لنهايتها ..يقول سعد..
كان بيته هناك جار بيتنا
ف نفس الوسعاية فاتح شباك
وسنين زمان..
والتوتة حنونة ومركونة جنب الدكان
ترمي بضلتها ف عصرية
وتميل تتمشي بحنية
فوق الجدران
..
يقول مجدي نجم..لا يمكن أن يكتب هذا الكلام إلا سعد زغلول , والمبدع منبع واحد فاض بماء زلال ولا يمكن أن يشابه هذا النبع نبع آخر , فلكل إنسان ثقافة خاصة , ووجدان خاص , وهو مايسمي بالبصمة التي لا تتشابه مهما تعددت البصمات, ثم تحدث الشاعر نفسه عن ذكرياته في حرب أكتوبر وعن عظمة المصري وألقي قصيدته الرائعة ألبوم صور يقول فيها..
مرت سنين وسنين وانا
طرحت ف قلبي سوسنة
يرويها شوق الذكريات
للبندقية المؤمنة بحب الوطن
للزمزمية وفيها مية صبرنا
تروي عطشنا في المحن
ولبق شاي اسود ف كوز
لون الليالي العتمة في شط القناة
مشتاقة لطلوع القمر
وفتحت ألبوم الصور
ويبدأ الشاعر المقاتل في سرد أحداث النكسة ثم العبور ذاكرا رفاق كتيبته بالأسماء الحقيقية , أترك شاعرنا مجدي نجم وأتحدث أنا بلسان من تذوق مرارة الهزيمة وشعر بنشوة المنتصر في 73 حين يعبر مزهوا واصفا الشمس قائلا :
زي نور الشمس ما بتحضن تباشير الصباح ...
,وهنا تظهر بوضوح الصورة الشعرية في الفعل تحتضن الشمس النور وهي مانحة هذا النور
لذا يشير الشاعر الإنجليزي س . داى . يويس إلى أهمية أن بمفردة دراسة الصورة الشعرية أن تلقي من الضوء على الشعر ما لا تلقيه دراسة أي جانب أخر من عناصره ، وأن هدفه الرئيسي وأعظم خاصية لفتته فه الصورة الجديدة المؤثرة
.
ويؤكد على أهمية الصورة وظهرها فيقول (( إن الغرابة والجرأة والخصب في الصورة هي نقطة القوة والشيطان المسيطر في الشعر المعاصر ، وقيل كل الشياطين فإنها عرضة للإفلات من سيطرتنا
, وهذا ما حدث تماما مع سعد زغلول الذي لم يأخذ نصيبه من الشهرة التي تلائم إبداعه , فحين يتذكر في ألبوم صوره
في الهجرة تاهت أسرته ف كل البلاد
تنطق ملامحه بحسرته ف وجع البعاد,
تصوير بديع حين تنطق الملامح بالحسرة من وجع البعد عن الوطن
إذن سعد زغلول هو الباحث عن الوسعاية في قلب ذاكرته تارة مع قصائد والنورج والجرن والخزين والفانوس
.
,
وتارة مع ذكريات الحرب التي انتهت بالنصر لكن الثمن كان أرواح الشهداء ,
وبالرغم من أن هناك أعمالا رائعة، ومعبرة عن الحرب مثل “,”الرفاعي“,” لجمال الغيطاني، و“,”الحرب في بر مصر“,” ليوسف القعيد و“,”نوبة رجوع“,” لمحمود الورداني و“,”أنشودة الأيام الآتية“,” لمحمد عبد الله الهادي و“,”السمان يهاجر شرقًا“,” للسيد نجم و“,”المرصد“,” لحنا مينا و“,”رفقة السلاح والقدر“,” لمبارك ربيع، كان لابد أن نضم قصيدة ألبوم الصور ,و يا حبيبتي يا مصر للشاعر سعد زغلول
لازلت أتنقل في خفة عصفور بين ذكريات الوسعاية وأتوقف عند قصيدة لقمة عيش ومدي القهر التي تعانيه المرأة في بلادي وقصيدة لقمة العيش ومعاناة تحدث يوميا لآلاف النساء المقهورات تحت قيظ الشمس في السوق والغيط والمصنع من أجل هذه اللقمة البسيطة التي لا تتعدي الفول والطعمية وأحيانا الجزر , والحكاية ببساطة فتاة تجري بين السيارات تبيع الجزر للمسافرين علي الطرق لعلها تفوز ببضعة جنيهات. في آخر النهار .لكن هذه الجنيهات استكثرها القدر ولم يترفق بها وكانت نهايتها فاجعة حين دهستها إحدي السيارات
وفي حوار داخلي علي لسان البنت وصل سعد زغلول لقمة الدراما حين نزف القلم قهرا
حكم القدر
يا لقمة العيش اللي معجونة بمرار
يا عذاب ونار
غرقانة في دم البشر علشان رغيف
جسمي انحشر وسط النزيف
وهناك في أحضان الرصيف
تحت المطر
كف بصوابع خمسة تحضن في الجزر
هذا هو الشاعر سعد زغلول الذي نزفت مع قصائده دمعا وقهرا , ورفعت معه العلم ..لتبقي مصر خالدة مع المخلصين فقط
0 التعليقات