|
لم أكن أدرى أن مجلة المجلة تمتلك هذا التاريخ الإبداعى الحافل والمشرف وأن من قام برئاسة تحريرها قامات إبداعية كبيرة ، حاول كل واحد أن يضيف إليها من إبداعه ، وفى جمع ثقافى كبير وبحضور.. فؤاد جحازي ومحمد خليل وفكري داوود وعبده الريس, والحسيني عبد العاطي , ووليد فؤاد ومحمد عبد الحافظ رئيس إقليم شرق الدلتا الثقافي الذي نظم احتفالية كبيرة احتفاء بمجلة المجلة,و التقينا بالكاتب الصحفى الكبير أسامة عفيفى رئيس تحرير مجلة المجلة وبقلب مفتوح تحدث كيف يحاول فى كل عدد أن يرتقى بإبداعه الصحفي واعتراف بأن لولا الأسماء الكبيرة التى حملت على عاتقها مسئولية تحرير المجلة ماكان القارئ إستطاع أن يجدها شهريا بين يديه, ولقد فتحت عينى وجدت المجلة ..ووجدت رجلاً فيها يجب أن يتعرف عليه الشباب وهذا الرجل الذى لازالت بصمته موجودة على المجلة هو د.محمد عوض محمد - كان رجلاً مشهوراً فى الأربعينات ,وهو أول من ترجم "فاوست "، وأول من قدم دراسة عن النيل باللغة العربية وبالمناسبة هو الرئيس المباشر لجمال حمدان وكان يدرس مادة ( الأمن المصرى ) فى الجيش المصرى وهو بالمناسبة أحد رجال الجغرافيا ، وأول من كتب باللغة العربية عن الأستعمار 1950 وأعادت وزارة التربية والتعليم طبعه تحدث أيضا عن الفنان حامد عبد الله حينما ذهب إلى فرنسا قال "إنما جئت لفرنسا لأعلمها الرسم وليس لأتعلم منها الرسم .
أما الذى جعل المجلة تتوهج الكاتب الكبير فتحى رضوان وهو أول من أسس وتولى وزارة الثقافة وبعد ه جاء ثروت أباظة ، أعود مرة أخرى لمحمد عوض الذى كان يمتلك ثقافة رفيعة ، وكان مستقلا ولم يكن حزبياً ، وكان كاتبا مهما لم يستند إلى حزب يحميه وأسس مجلة المجلة عام 1957 قدم فيها أعمالاً لم يكن أحد يسمع عنها مثل قصة "لماركيز " ، كان يقدم أعمالاً تمثل ثقافة العالم , كما ذكر أسامة عفيفى أن المجلة فى أعدادها الأولى كانت زاخرة بثقافات الشعوب ، كذلك تولى رئاسة تحرير المجلة الناقد الكبير الدكتور / عبد القادر القط لمدة سبعة أشهر فقط
ثم أصدر السادات قرارا بالغاء خمس مجلات منها المجلة وأبقى على مجلات الطليعة والكاتب والفندق وكان الغرض من إغلاق هذه المجلات إطفاء المصابيح الثقافية , ثم نأتى بعد ذلك لبصمة الأديب الكبير يحى حقى على مجلة المجلة وكلنا نعرف أنه كاتب ودبلوماسى ومفكر وهو واحد من مؤسسى المؤسسات الثقافية وكانت تحمل اسماًهو "مصلحة الفنون "ليديرها يحى حقى ثم توالى على رئاسة تحرير المجلة شباب مصر.... زكريا الحجاوى ،وعلى الراعى ، عثمان أبو العنين الذى جمع التراث الشعبى وأسس أول مركز للفنون الشعبية بعد ثورة 1952 وكان نتيجة لعصر المعرفة الذى حارب ظواهر التخلف والتعصب وصور الماضى الكئيب .
عندما تولى يحى حقى رئاسة المجلة كان هناك تيار أدبى وكان بداية حقيقية لجيل الأقاليم الذى كان يرسل إبداعه بطابع بوسته وينشر الاباع إن كان جيداً دون أن يعرف رئيس التحرير شكله وفى هذا أنصاف وعدل ومن الطرائف أن الكاتب رجب سعد السيد وكان لايزال شابا فى بداية حياته أرسل له إبداعا كما كان يتخيل ساعتها ..فأرسل له يحى حقى رسالة ردا عليه ولم يهمل رسالتة ..
قائلا :- عزيزى رجب, وعن سريع صديقى وعن قريب زميلى أنا واثق .. يا رجب قرأن كل قصصك بلذة كبيرة .. لديك الموهبة - أدعو الله أن يحفظها لك ،ومع ذلك لم ينشر له بل نشرها له فى جريدة العمال وهذا تأكيدا لوعده بأنه سينشرها له , أيضا من الذى تولي رئاستها - نعمان عاشور ونجيب سرور, وهنا يحضرنى موقفا - أن نجيب سرور حين كان يتولى منصب الرقابة على السينما ثم تم رفض عرض فيلم باب الحديد ثار ثورة شديدة واتصل بفتحى رضوان وكان وقتها وزيرا للثقافة بأنه يريد أن يذهب بالفيلم ليراه عبد الناصر وبالفعل ذهب لمنشية البكرى وعرض الفيلم بعد أنه تدخل يحي حقى
قائلا :- أنا المسئول وهنا عظمة المسئول وتفاعله مع الحدث وحينما شاهد عبد الناصر الفيلم قال :- هذا الفيلم يطالب بمبادئ الثورة
تطرق أسامة كذلك لما أسموة "دجاج الحظيرة " وهو تهميش المثقفين ووضعهم فى حظيرة، لكن هناك كتابا حقيقيين لم يشتريهم النظام فى أعوام 1970/1980/1990/
ولم يستسلموا للحصار وظل إبدعهم كماهو وتوالت المداخلات من الكاتب الكبير محمد خليل الذى طالب بنشر الإبدع لأن الموجود قليل إذا ما قورن بالنقد والدراسات علماً بأن لانقد بدون إبداع فالعملية مكملة .
ومن المفاجأت الرائعة فى الحفل المطرب المتمكن أدهم سليمان الذى تغنى بالفصحى فكدنا أن نتسامى .
0 التعليقات