فجأة وقف الأب وحيد ا يلاطم أمواج الحياة بعد أن فقد حبيبته وأم أولاده السبعة , اسودت الدنيا الوردية من حوله , وبكي بينه وبين نفسه , وتساءل ماذا يفعل ؟ هل يأتي للصغار بزوجة أب تلقي بهم في عرض الطريق , لقد سمع عن أهوال زوجة الأب وأولاده كأي أطفال فيهم الشقاوة وفيهم الميزات والمساوئ , وأطفاله ليسوا ملائكة , أربع بنات صغراهن نادية خمس سنوات , وهناء سبعة ويسري تسعة ومديحة إحدي عشر والسيد ومحمد وفاطمة آه ..يارب احترت وحارت في رأسي الأفكار , زمن مر , وقطار الزمن لا يرحم ,يدهسنا بلا رحمة , ماذا أفعل لو تأخرت في عملي ؟ ماذا سيأكلون؟ من يغسل ؟ ومن يطبخ . ؟ إنزوي في وحدته وشروده . لقد كلف أكثر من خاطبة لتبحث له عن زوجة تربي الأطفال إن وضعه المادي ميسور , ولكن من ترضي بالزواج من رجل له سبعة أطفال . فقد الرجل الأمل في أن يجد من ترعاه هو والأطفال, واستكان للقدر في انتظار المجهول , وبلا موعد دق القدر بابه ودله الناس الطيبون علي شابة في ريعان الشباب رحل عنها الزوج بالانفصال ..مفيش نصيب , لكنها قررت... ستكون أما للصغار . لم يصدق الزوج الذي يكبرها بثلاثين عاما , وراح المغرضون يملأون رأسه بالهواجس , زيجة فاشلة أطفال , هم ثقيل وزوج كبير , لم تتردد زينب واتخذت القرار لتكون الأم البديلة , ومرت السنوات وزينب تسهر من أجل الصغار تربي وتشتري الملابس وتطبخ وتسكب الحنان بلا مقابل , في الثانوي والجامعة وتجهز البنات ..نادية الصغيرة وهناء ومديحة كلهن التحقن بالجامعة ويسري و محمد والسيد..مهرجان الحب ومعزوفة من الرعاية تطاول عنان السماء.. وهاهي تكمل رسالتها بلا إنجاب وكأن القدر يقطع من هنا ويصل هناك ..أصبحنا أبناء لها وهي أم لنا , استعرض أمامي الآن صور أخوتي أأكاد أجزم أنهم كانوا سيصبحون أطفالا مشردين إن لم تكن زينب معهم , أحبها الأبناء ,ثم الأحفاد واعتبروها جدة لهم , تهدهدهم فينامون علي ذراعيها , يجوعون فلا يأكلون إلا حين تطعمهم زينب , وما أجمل أن ترعي طفلا في حدائق اليتم البائسة , حينما ماتت أمي أصبت بعقدة نفسية تلازمني حتي الآن والعقدة تأتيني إذا استمعت لأي غنوة للأم وعلي رأسها ست الحبايب بصوت فايزة أحمد بالذات , قد يعود ذلك لأني الوحيدة التي عرقت معني حنان الأم لأنها رحلت وأنا في السابعة عشرة , أمي هذا الملاك الذي يتمثل في طيبتها , ودعوتها التي من أجلها تفتح طاقات القدر.. آه يا أمي ما أجملك , كنت طيبة رحلت وتركت أطفالك بين أيدي زينب , فنمت مستقرة في قبرك.. ألملم دمعة انحدرت سهوا , أخفي حزنا بدا علي ملامحي حين جاءت بناتي بالهدايا ليحتفلن معي بعيدي واستأذن هل نستمع إلي ست الحبايب أما آن الآوان لتحبيها؟ أنت أمك ماتت , لكن نحن أمنا عايشة , رددت هامسة أسمعها ماشي ’ ومع أول مقطع وجدتني أبكي وأقول الله يرحمك يا ست الحبايب ..يا حبيبة..ياأمي..يا حبيبة.. ثم نجمعت الدموع لتصبح نهرا.
0 التعليقات