وماذا بعد يا مصر ها هم الإخوان يصبحون القوة الضاربة في كيانك . هل أخطأنا الطريق الصواب ؟ أم أن الصواب قد جانبنا حينما تنازلنا بإرادتنا عن ثورتنا واعتقدنا أن الثوار سيعيدون لمصر وجهها الحضاري ويشكلون لها مستقبلا جديدا يجعلها ترفل في أثواب الرخاء , والحرية , والديموقراطية , والعدالة الاجتماعية , وهي المبادئ التي قامت من أجلها ثورة يناير , و راح ضحيتها الشهداء .
دعوني أسأل سؤالا كمعظم أسئلتي الغبية , هل قمنا بالثورة من أجل حكما ديكتاتوريا جديدا في ثوب جديد واسم جديد ؟ لا أدري .. تتخبط الإجابة داخلي ولا تجد مخرجا من أزمات مصر المتتالية , والمشهد السياسي عام 2016 في منتهي البؤس إن لم يجد الشعب أهدافه قد تحققت وشعر بالتغيير والحياة السهلة قليلا سنجد ثورة جديدة وثوارا جددا ... لن يسمح الشعب لأي حزب أن يسيفه مرة أخرى ويملي شروطه , وإن كان الشعب قد اختار اليوم من يمثله رغبة في الخلاص من كل براثن العهد الماضي , فلنرى ماذا سيفعل العهد الجديد سيمتلئ ميدان التحرير وكل الميادين في مصر إن لم تتحقق مطالب الشعب العادلة , وسوف تظل مصر فوق صفيح ساخن ولن يستقر لها حاكم ولا محافظ , ولا أصغر غفير , ولا عضو برلماني , سوف يظل الجميع يتخبط يبحث عن حريته والخلاص المتمثل في الثورة والتأجج ... سوف يستيقظ وعي كل فرد , الأمي قبل المتعلم لأن المهانة والذل , والفقر الذي عاني منه الشعب أعواما طويلة أيقظت وعيه وحسه , وعلى رأي المثل خبطتين في الراس توجع , والشعب طول عمره بيتخبط إلى أن أصيب بصداع مزمن في راسه , صداع حكام تلذذوا بسرقة خير مصر , وتجويع شعبها اللي كان نايم ثم استيقظ.
لن يسمح الشعب لأي حاكم مهما كان مذهبه أو ملته , أو عقيدته أن يلعب بمستقبله , ومستقبل أبنائه ليغرف لأبنائه من أموال الشعب , أو يتاجر بها , ويبني الفيلات ويرتاد البحار والسماء وهو واللي خلفوه مش لاقيين العيش الحاف ... لا وألف لا إحنا صاحيين قوي واصحوا ,فوقوا , الشعب أصبح واعي لكل حقوقه , والحساب هايكون أول باول, أربع سنوات بعدها سنرى هل يستحق الحاكم أن يستمر , أو يذهب لمزبلة التاريخ التي امتلأت عن آخرها بالفاسدين والخونة , سنحاسب بشدة , ونقول من أين لك هذا ؟ نحن نريد ثورة تجعلنا نتقدم بالعلم والفكر المستنير , ولا نريد ثورة تعود بنا للخلف ألف عام , لا نريد صراعا مرة أخرى يتمثل في طوائف الشعب المختلفة ونترك الهدف الأسمى , كيف تتقدم مصر وتعود حضارتها المتمثلة في الشعب العظيم .
دعوة لكل من عشق تراب مصر .. لن نرحم من قبض على زمام أمرك وهو لا يعرف معنى الزمام , ففلت منه اللجام , و يا ويله كل من خانك , وضرب بعصاه على حصانك , ففر بعيد واتألم على بعادك , وطفش , وهاجر و باعك يا مصر من أجل لقمة العيش , إلا من ثوب العذاب الذي يرتديه صباحا ومساء وترك الزوجة والأبناء في مهب الريح , أخشي أن يفر الأبناء مرة أخرى .. خائفة فمن يطمئن قلبي الحائر في ردهات الحاقدين الذين يدبرون لاغتيال مصر في كل لحظة , ربنا يستر
0 التعليقات