أمسيتان شعريتان في ليلة واحدة ..نعم هذا ماحدث في قصر ثقافة المنصورة , دعاني الأستاذ أسامة حمد
ي لأمسية شعرية وأنا في الحقيقة أعشق القصر والشعر في آن واحد , فكان لابد من عمل يليق بالمكان والزمان..واجتمعنا في التاسعة بعد صلاة العشاء مع الشاعر الكبير سعد زغلول , والشاعر طارق أبو النجا والشاعر الدكتور محمد الشحات والفنان عازف العود مجدي عبد الرحمن ومجموعة من شباب المواهب والمخرج الكبير أحمد عبد الجليل الذي تحدث في البداية عن الشعر المسرحي , تألق الفنانون والشعر والعزف , واللحن الذي شق السكون ليعلن أن المنصورة مدينة الإبداع , انتهينا من أمسية القصر فإذا بالهاتف يرن ويكون المتصل الفنان الكبير سعد بلح , ليدعونا علي سحور رمضاني مع وجبة دسمة من الفن , فقررت أن تكون أيضا قناة إبداعات تواكبنا لتصوير السهرة التي تنبأت بأنها ستكون رائعة بحجم الشعراء الذين شاركون
ما أعحبني في اللقاء أشياء كثيرة أهمها المعلومات التي كشفها المخرج أحمد عبد الجليل عن الشعر في محاضرة قوية عن علاقة الشعر بالمسرح فقال..بأنه وجد في
الحضارات القديمة، وبأنه يحتوي على أكثر من صوت واحد أو إيقاع، ما يقرّبه من الدراما والتراجيدايا، لا كمسرح وإنما كتعازٍ أو نواحات معبديّة، أو أغانٍ ولوترغيات تقوم بها جوقة من الكهنة بمصاحبة الجماهير في الاحتفالات الطقوسية، كما هو الحال في الأناشيد الدينية الكنسية المسيحية. ومن السهل تشخيص دراميّة القصائد وتراجيديتها في الحضارات القديمة كالحضارة السومرية والبابلية مثلاً، والتأكيد على أن الملاحم والأساطير التي وصلتنا متداخلة مع طقوس وفعاليات أخرى فيها الكثير من الملامح الدرامية، إضافة إلى تشخيص السرد الأسطوري والتعدّد الصوتي والإيقاعي في القصيدة الواحدة، ما يسهّل إلقاءها وأداءها أمام جمهور المعبد المتديّن، ويثير هذا بالتأكيد الرغبة في المشاهدة والمشاركة، ما يؤثّر على روح وذاكرة الإنسان الذي يستجدي بركة الآلهة خوفاً من انفلات الظواهر الطبيعية، ويُعتبر هذا من أهمّ أهداف الشعر ودراميّة القصيدة الطقوسية وأسباب تراجيديتها في بلاد وادي الرافدين. وبالرغم من أن هذه القصائد كُتبت في أزمنة قديمة، إلا أنها لغة شعرية مكثّفة يرسمها خيال يفوق الزمن، تفرض ميزات متفرّدة. وتُعتبر لغة الشعر هذه لغة متفوّقة الدلالة والشعرية والرمزية والغنى الممتلئ بتعدّد المعاني والإحالات والتناص. وبالرغم من ارتباط المسرح والشعر بالمثيولوجيا والطقوس الدينية لمختلف المجتمعات القديمة، كما ذكرنا، إلا أنهما كانا - وما يزالا - يعبّران بشكل بصري عن التصوّرات والأسس الفكرية والفلسفية والمشكلات الاجتماعية للمدينة والإنسان
إذن لكل شعب أشعاره الذي يترجم بها حالات عصره الذي يعيش فيه
انتقلنا بعد ذلك إلي صالون سعد بلح الذي عشنا معه واحدة من حالات الفن النادرة , فسعد بلح فنان يعزف علي الأورج بطريقة مبتكرة فيها إباع , يتعامل مع الآلة باعتبارها جزء منه , بلغ الإبداع ذروته حينما تحاورالأورج مع الإيقاع , مع عود عبد الرحمن وأشعار الكبار الزهراء , وزغلول, والشحات , وطارق أبو النجا الذي تغنينا بأشعاره تحدث لأول مرة في حالة تحدث مرة واحدة فقط فكانت قناة إبداعات هي الرابحة في هذه الأمسية
عدنا مع هذه الأمسية لزمن الفن الجميل ,’ فاستمتعنا بسومة , وحليم ..صافيني مرة , وأنساك دا كلام
انتهت شهرزاد من من الكلام المباح حين أذن الفجر وصاح , ووعدت بأمسية جديدة , ترتدي فيها عباءتها الجديدة , فهتف الجميع وصفقوا وقالوا في نفس واحد ..بصراحة يا شهر كل أمسياتك شديدة., ونحن في انتظار علي نار , مع كل طلة قصيدة
شكر خاص لأسامة حمدي مدير قصر الثقافة , وسهام بلح مديرة العلاقات العامة
المشاركات
0 التعليقات