• الكتاب لمسة وفاء لشعراء رحلوا قبل قيام الثورة، وكان سلاحهم الوحيد هو الكلمة وفقط، فهي خير من جيش جرار كما قال جابر بسيوني. كذلك لمسة وفاء أخرى للذين مازالوا على قيد الحياة من الشعراء الذين لا يسلط عليهم الإعلام الأضواء هذه الكلمات ماهي إلا ملخص لما دار في الأمسية التي نظمها اتحاد كتاب الدقهلية <وأدارتها الشاعرة فاطمة الزهراء فلا لمناقشة كتاب ( شعراء في فضاء الثورة ) أما المكان الذي عقدت فيه فكان القاعة الكبري باستاد المنصورة الرياضي بدعوة من مجلس الإدارة والكابتن رياض فرج مدير الاستاد, والكتاب لمسة وفاء لشعراء رحلوا قبل قيام الثورة، وكان سلاحهم الوحيد هو الكلمة وفقط، فهي خير من جيش جرار كما قال جابر بسيوني. كذلك لمسة وفاء أخرى للذين مازالوا على قيد الحياة من الشعراء الذين لا يسلط عليهم الإعلام الأضواء. , والكتاب يعتبر من الدراسات التي أرخت للثورة قبلها وبعدها , تري كم شاعر شارك في هذا الكتاب , والإجابة كل هؤلاء 1-أحمد علي السمرة (1913-1991): قصيدته (العامل).
2- محمد عبد المنعم الأنصاري: قصيدته (حكاية المغني).
3- عبد الحق الحلوجي: قصيدته (كفي) وهو عنوان يشي بأنه للمحبوبة.
4- حسام الدين شوقي: له قصائد غنائية كثيرة كانت ممنوعة، وهو مؤلف أغنية (قول يا قلم) والتي غنائها المطرب إيمان البحر درويش.
5- محمد أحمد طه (1948-2004): قصيدته (ثرثرة الأشياء)، كذلك قصيدة (أوراق التاريخ) من ديوانه (فارس الزمن الأخير).
6- عبد الرحمن عبد المولي.
7- مرسي توفيق.
8- عبد العليم القباني (1918-2001): كتب قصيدة عن تواصل الأجيال لحفيدته .
كل هؤلاء الشعراء كانوا من الاسكندرية وجابر من الإسكندرية من هنا كانت المعرفة وثيقة وبلا رتوش , ومن شعر هؤلاء تأكد لنا بأن الفن , والشعر خاصة أسهم في التمهيد لثورة يناير 2011 بكل ماقدمه المبدعون من أعمال كشفت الفساد , ولقد كان لعدد من الشعراء المصريين إسهام وفير في التنبؤ بقيامها يقول مختار عياد :من كفر الدوار في قصيدته ..لأ .. ياريس 2001..
كله ماهواش كويس
كله ماهواش تمام
واللي حواليك ضللوك
نيموك علي ريش نعام
واحنا نص الشعب واكتر
عريانين من غير خيام
إذن الشاعر هومن يعيش بين المقهورين , تحركه أحلامهم نحو خلق مجتمع جديد , أراد جابر علي أن يؤكد علي أن الشعراء هم السبب الأساسي بتحريض الكلمة علي الثورة , وهذا ما قرأناه في كل قصائد الشعراء الذين حلوا أصحاب مكان في كتابه , فيقدم ديوان ( شيش الحلم المتوارب ) للشاعرة مديحة البدري وهي شاعرة سكندرية , مبدعة تضاف إلي اللواتي أبدعن في شعر العامية , وفي هذه القصيدة كأنها تخاطب كل بنات جنسها في مونولوج يعبر عن حالة أنثوية عامة تشمل كل امرأة تدخل في سياج معاناتها ..تقول في القصيدة
لسه واقفة في محطات الاغتراب
تستني حلم
وهم
كدبة
شئ سراب وبتمسحي عن وشك أيامك
سنينك كوم تراب
ساجنة نفسك
بين حيطان ضعفك وخايفة
نلمس المواجهة القاسية , والمصارحة من خلال الانتقال بالجزئيات الدرامية الوصفية ,ونتابع الصور التي تشكل المضمون , إذن كتاب شعراء في فضاء الثورة صرخات متتالية لكي يستيقظ الناس ويثورون علي خيباتهم بفعل حكامهم الذين امتصوا دماءهم , ننتقل بعد ذلك إلي الشاعر صادق أمين وهو واحد من شعراء الاسكندرية بزغ نجمه في مطلع التسعينيات من القرن الماضي , ويتسم شعره بالتأثير المباشر يقول:
ماتزعليش يا سوسنة
كل اللي ضاع منك سنه
أما اللي ضاع مني أنا
ومن الشاعرات التي تأثرت وأثرت في الثورة الشاعرة هانم الفضالي التي ترجمت مشاعرها بركان من نار يغلي في ديوانها الرائع روح الميدان وهو يحمل في طياته دلالات كثيرة أهمها الامتداد المصري المؤيد لثورة يناير تقول :
داهما ولادها اللي عاشوا المسيرة
ما هماش بطون
ضماير خسيسة
يا بلد اللي أكلوا
وشبعو وهربو
وباعو القضية
طلقات من الرصاص عشتها مع شعراء جابر الذين أطلقوا رصاص قصائدهم بين الغلابة , فانتفضوا ثائرين معانقينها حتي وإن سالت دماؤهم علي الأسفلت زكية , عطرة .
إن كتاب شعراء في فضاء الثورة شهادة عصر أرخها الشعراء بمشاعرهم كما أرخها سيد درويش , وبيرم التونسي في أغنيات وطنية ثائرة أشعلت نيران الغضب ,
شرف الاتحاد لأول مرة الكاتب الصحفي رمزي بهي الدين الذي قدم للكتاب دراسة أكثر من رائعة واشتبك معها بالمداخلا
قال الشاعر/ مصباح المهدي في مداخلته أن اختيار جابر بسيوني لعنوان الكتاب كان موفقا وقد أنقذ الموقف، حيث جاءت كلمة شعراء بدون (الـ) أي دون تعريف، حيث أن الكتاب ليس فيه كل الشعراء ولكن جزء يسير منهم، فهو غيضا من فيض.
ولأن الشاعر والناقد السكندري جابر بسيوني من مواليد 1960، علق القاص سعد الحفناوي على ذلك: "ينتمي جابر بسيوني لجيل بناء الأرياف، الذين ولدوا في خمسينيات وستينيات القرن العشرين"
ورداً على سؤال الأديب فرج مجاهد الذي أبدى دهشته لهذا الدراسة النقدية الوردة بالكتاب، نحن لم نرى أي كتابات أو دراسات نقدية للشاعر جابر بسيوني من قبل؟!، فقال –بسيوني-: أولا أني أكتب الشعر والنقد منذ بداية مشواري الأدبي، ولكني ظللت معروفا في الأوساط الأدبية بالشاعر جابر بسيوني، فقد صدر لي حتى الآن 22 كتاب منها 13 كتاباً دراسات أدبية ونقدية، هذا بخلاف ما هو تحت التأليف والطبع، ومنها كتب دراسات قد نفذتت , كما تداخل الأديب عبده الريس والأديب الكبير محمد خليل الذي أبدي إعجابه بفكرة الكتاب ولمسة الوفاء الذي قدمها ..حضر المناقشة الدكتور علي السيد وسعد الحفناوي ومحمد عبد المنعم ومجلس إدارة استاد المنصورة.
ولكن قبل أن أغلق ملف كتاب شعراء في فضاء الثورة أتساءل هل تحققت الأحلام التي حلم بها الشعراء ؟ بالتأكيد..لا .., فالثورة بكل أسف لم تحقق أيا من المطالب الرئيسة من الحرية والعدالة الاجتماعية بل زادت الثورة من معاناة الطبقات الفقيرة فالأزمات في السلع الرئيسية زادت بشكل, كبير فأصبحنا في دوامة من أزمات السولار والبنزين والبوتاجاز والخبز وأصبحنا نعيش حالة من الفوضى في كل شيء فالشوارع تحولت لحالة من الفوضى العارمة والأمن معدوم في غالبية أنحاء البلاد وتجار الأزمات يمارسون مص دماء الغلابة دون أن يجدوا من يردعهم عن ذلك اعتقد أن غالبية المصريين لديهم نفس رأي بان الثورة لم تحقق ما قامت من اجله باستثناء فصيل التيار الديني الذي استحوذ علي كل شيء وأصبحت تصرفات قيادته أسوء بكثير من تصرفات النظام السابق, فدعوني أتساءل متي يخرج إلينا شعراء آخرون يحملون هم ثورة جديدة بقصائد أكثر عنفا من ضرب الرصاص
0 التعليقات