ما اشبه اليوم بالامس القريب ، وما اشبه مظاهرات 25 – 28 يناير مع مظاهرات 24 – 25 اغسطس اليوم، اما وجه الشبه حتى الان فهو تحديداً في الارتباك والرعب الذي اصاب النظام الحاكم في مصر وانصاره وفلوله في كلا الحالتين.
وجه الشبه في التصرفات الرعناء والحمقاء، والحملات الاعلامية المغرضة، والامنية الفاشلة التي سبقت مظاهرات يناير واليوم مظاهرات 24 اغسطس لكلا النظامين الحاكمين في محاولات منع خروج هذه المظاهرات وتشويه اهدافها ومنظميها، وكان مفعولها عكسي تماماً فقد ساهموا ولو عن غير قصد في انجاح هذه المظاهرات وتحويلها الى ثورة حقيقية.
لن اسرد مافعله نظام مبارك قبيل واثناء مظاهرات يناير 2011 فلقد اصبحت معروفة للجميع وبان احد اهم اسباب نجاح ثورة يناير كان غباء السلطة الحاكمة ومريديها في طريقتهم الهمجية المتخلفة بالتعامل مع المتظاهرين على جميع الاصعدة وبهذا يمكن القول بان احد صانعي ثورة يناير كان النظام نفسه.
اما اليوم ونحن امام مظاهرات 24 اغسطس في ظل حكم الاخوان ومريديه من التيار السلفي بجميع اطيافه ابتداءاً من جماعة “تحريم الخروج على اولي الامر” – ولسخرية الاقدار هؤلاء تقريبا هم انفسهم ولم تتغير حتى وجوههم – وانتهاءاً بالارهابيين “التائبين” الذين اخرجوا من السجون ويتم دفعهم اليوم الى الصفوف الامامية لمواجهة ثورة الغضب على حكم الجماعة والمرشد ثورة 24 اغسطس الحالية، اضافة الى جوقة المنافقين الجديدة لبعض ممثلي الاتجاه المدني الانتهازي والتي انضمت الى انصار النظام القمعي الاخواني الحالي بحجج واهية لتقدم له غطاءً مدنياً يضفيه على حلته الظلامية الحالكة.
لا يحتاج اي عاقل متابع للاحداث والحملات التحريضية على دعاة مظاهرات 24 اغسطس وبل على المتظاهرين انفسهم وصلت الى حد اهدار دمهم ليدرك بان التاريخ يعيد نفسه ولكن كما يقول كارل مارس ” التاريخ يعيد نفسه مرتين مرةً كمأساة وفي الثانية كمهزلة” ونحن اليوم امام مهزلة حقيقية تابعناها على مدى شهر تقريباً تمثلت بالتدابير والتصريحات المختلفة المنوعة من التشويه الى الترهيب والتهديد باستخدام القوة وبث الاكاذيب والاشاعات عن عدم سلمية هذه المظاهرات في محاولة لعمل مقدمات تبيح لهم اعادة انتاج الطريقة “المباركية” في مواجهة مظاهرات 24 اغسطس والمشاركين فيها من مختلف القوى السياسية والشعبية.
والمهزلة الكبرى هي بان السلطة القمعية الاخوانية تكذب الكذبة ثم تصدقها وبناء عليها تحشد مليشياتها بحجة الدفاع عن مقرات الاخوان وحزب الحرية والعدالة التي ستتعرض للحرق كما زعموا، ومع ان الداعي الرسمي الى مظاهرات 24 اغسطس الدكتور محمد ابو حامد تحداهم لعشرات المرات ان يأتوا باي تصريح له صوتي او مصور او حتى كتابي دعا به الى حرق مكاتب الجماعة كما يدعون، الا ان الماكينة الاعلامية البغبغائية انطلقت ولم يعد بالامكان التراجع عنها على ما يبدو، ولهذا لن نستغرب اذا تم القيام باي افعال من قبلهم انفسهم وليس من قبل المشاركين في مظاهرات واعتصامات 24 اغسطس وذلك لافشال وتحريف ثورة 24 اغسطس عن اهدافها المشروعة قانوناً وواقعاً.
بقي ان نتمنى فعلا ان يستمر هؤلاء ومن لف لفهم بالسير على النهج المباركي الساقط لان هذا يعني سقوط المباركيين الجدد لا محالة.
0 التعليقات