كما اعتاد اتحاد كتاب مصر فرع الدقهلية ،يفتح أبوابة لكل مبدع ليمارس إبداعه ويتواصل مع الجمهور ليتعرف علي إبداعه وعلي فكره باللقاء المباشر , وقد عقد الاتحاد واحدة من أنجح ندواته ونظم مناقشة لرواية الأديب رضا عودة ( مديح الغفلة ) وكان المناقش الشاعر والناقد وحيد راغب الذي أدلي بدلوه قائلا : أن الرواية تحتاج إلي وعي وفهم وقد تعايش المؤلف مع شخوصها العديدة والممتدة بصدق غريب , فلو أمعنا النظر في الزمن الحقيقي للرواية سنجد أنها تجول بين أروقة حوالي
ووراء كل ذلكسنجد رصدا مذهلا للتحولات العميقة في مجتمعاتنا العربية , إنها لعبة التغيرات التي رصدتها الرواية بحرفية نادرة , وبجوار ذلك تأتي صياغة الأسطورة كأنها تنبت من رحم الحقيقة.
تباينت آراء الأدباء مابين نقد ومدح لكن تبقي رائحة الإبداع تفوح بعطر الكلمات في اتحاد كتاب الدقهلية.
مديح الغفلة من الروايات التى تحاول كسر تابو ما قبلها بداية من العنوان فالمديح يعنى الثناءبينما الغفلة تعنى الذم وكأن رضا عودة يستنكر الواقع متعلقا بالحلم والرؤية المنامية
"كسر اليقين"وكما ورد فى القرآن" فبشرهم بمديح الغفلة رواية استفزازيةعذاب أليم"فالبشرى هنا تعطى عكس البشارة السارة وإنما هى للتوبيخ والإستنكاروسرد الرواية يقوم على الوصف الموحى للحدث لتستكشف أنت مايريده منك,كما أن الحدث مقطع مابين الزمان والمكان والتقديم والتأخيركقصة موسى "ع" الموزعة مشاهد فى السورلتخدم ما يراد منها وقد استخدم ذلك المرحوم خيرى شلبى فى " الوتد" ومدرسة أمريكا اللاتينية " ما ركيز"ولكن رضا عودة له بصمته الخاصةوطريقته المتفردة, فروايته من الروايات التى تحتاج من القارىء قراءات متعددة, مع النشوة فى القراءة, فالقاص يدمج أربعة أجيال (زمن لا يقل عن أربعمائة عام ) من العهد العثمانى الى يومنا هذامستعرضا الريف المصرىومشكلاته مرتبطة بالمشكلات المصرية والعربية.. أدواته الإسطورة والرؤية المنامية والحلم ليكسر الواقع اليقينى, ويبرز الفارق الإجتماعى( الغنى والفقر) بين العائلات ومن ثم التنافس كما فى عائلة الزاوى وعائلة آل وهبان. وكعادة الكاتب فى التفرد فهو يستخدم السرد الأفقى وليس الرأسى المتنامى ويعتمد على شخصيات ملموسة وأخرى هلامية أسطورية كالحارس وحورية, الى جانب شخصيات مساعدة كثيرة جدا أتت عفوا . ويستخد أيضا التناص القرآنى والتوراتى والإنجيلى والأساطير خاصة الريفيةبعيدا عن التلاص . كما يعالج مشاكل كثيرة تصل الى (37) كمشكلات العرب واليهود والسحر والوراثة فى الاسلام والتصوف والشذوذ الجنسى والسياسى ولاجتماعى . كما يمتاز سرده بالجمل القصيرة المتلاحقة فيجعلك تلهث من النشوة للمتابعة مع المنولوج الداخلى أكثر من الحوار , وكذلك الجمل الشاعرية وكأنه فى قصة قصيرة ولكننا نربأ به فى التكثيف الشديد وكثرة الأشخاص والجمل الإعتراضية الطويلة وكثرة القضايا المطروحة للمناقشة. على أن يمتعنا أكثر فى رواياته القادمة بالتخيف من ذلك . فالرواية تستحق القراءة والوجود على الساحة بين أرقى وأجمل الروايات العربية والعالمية.وحيد عبد الخالق راغب /شاعر / عضو اتحد كتاب مصر
التمد الحجر –السنبلاوين - دقهلية
0 التعليقات