رويترز - : أعلنت السلطات في تشيلي أن فرق الإنقاذ ستبدأ بإخراج 33 من عمال المناجم المحاصرين على عمق سبعمائة متر تحت الأرض، مشيرة إلى أنها اختبرت بنجاح كبسولة لرفعهم إلى السطح في عملية إنقاذ غير مسبوقة.
وقالت قناة الجزيرة إن القفص الذي صمم خصيصاً لإنقاذ العمال المحتجزين منذ أكثر من شهرين بمنجم سان خوسيه شمال تشيلي تم إنزاله دون عوائق.
واستخدمت الحكومة التشليانية وسائل جبارة لإنقاذ هؤلاء العمال الناجين بأعجوبة والذين باتوا نجوما عالميين. كما انتدبت وزيرا يداوم يوميا في مكان الحفر، واستخدمت ثلاث حفارات لحفر بئر الإخلاء ورافعات وكبسولات للإنقاذ صنعت خصيصا في ورش البحرية.
وقال وزير الصحة خايمي ماناليس ''إنهم 33 شخصا راشدا ويتمتعون باستقلالية تامة وقد تمكنوا من مواجهة محنة لم نشهد مثيلا لها من قبل في تاريخ البشرية''.
وكان وزير المناجم لورنس جولبورن في تصريحات نقلتها CNN - قد اعتقد بعد سبعة أيام من الانهيار الذي اسفر عن احتجاز العمال بمنجم الذهب والنحاس في سان خوسيه بالخامس من أغسطس الماضي أن إمكانية العثور على هؤلاء العمال أحياء ''ضعيفة جدا''.
ومع الضغوطات التي مارستها عائلات العمال المحنجزين والتي خيمت بالموقع منذ اليوم التالي، حمل عمال الإنقاذ على متابعة جهودهم حتى نقل مسبار يوم 22 أغسطس الماضي الرسالة المكتوبة على ورقة صغيرة باتت شهيرة ''نحن على ما يرام، الـ 33، في الملجأ''.
وعقب تحضير نفق الإخلاء الذي يبلغ طوله 622 مترا وإجراء تجارب على كبسولة الإنقاذ التي سترفع عمال المناجم إلى سطح الأرض، أعرب غولبورن الاثنين عن أمله في أن تبدأ عملية الإنقاذ ليل الثلاثاء.
وقال ألبرتو سيجوفيا إنه يشعر بالقلق من اقتراب يوم الخروج على غرار جميع رفقائه، وهم يصلون كثيرا ''لتبديد توترهم''.
وأعرب آخرون عن قلقهم من فكرة الصعود في قفص معدني ضيق يبلغ قطره 53 سنتيمترا. وطلب الفريق الطبي من الـ ''33'' إجراء تمارين ''تحاكي الضغط النفسي'' للصعود.
وستجتاز الكبسولة التي تنقلها رافعة عملاقة نفق الإخلاء في غضون خمس عشرة دقيقة. لكن السلطات تتوقع، مع الاستعداد لكل رحلة، أن يحتاج إنقاذ كل عامل حوالي الساعة، أي ما يعادل يوما أو يومين لإنجاز العملية.
وسيحمل كل عامل لواقط كهربائية تتابع باستمرار حركة خفقات القلب والتنفس والتهوية واستهلاك الأوكسجين والحرارة. وإذا ما طرأت مشكلة، يستطيع أن يفك الكبسولة ثم ينزل بهدوء.
وينتظر ذوو العمال المحاصرين، الذين يواجه بعضهم منذ أكثر من شهرين درجات الحرارة المرتفعة خلال النهار وصقيع الليالي في صحراء أتاكاما، بفارغ الصبر استقبال أبنائهم.
وذكرت السلطات أن مجموعة من أربعة إلى خمسة عمال تعتبرهم ''الأكثر استعدادا'' سيكونون أول الخارجين. وسيليهم عشرة عمال يعتبرون الأضعف جسديا أو نفسنيا، ثم الأقوياء القادرون على تحمل فترة انتظار طويلة.
وسيجرى فحص طبي للعمال فور عودتهم إلى سطح الأرض ثم يلتقون عائلاتهم قبل نقلهم إلى مستشفى كوبيابو الذي يبعد أقل من ربع ساعة بالمروحية، حيث سيبقون يومين لإجراء فحوص طبية متقدمة إلا إذا حدثت مضاعفات.
ثم سيواجه العمال الضغط الإعلامي الهائل الذي سيمارسه حوالي 1700 صحفي جاؤوا لتغطية ''النهاية السعيدة'' لهذه القصة التي ترددت أصداؤها في كافة أنحاء العالم والتي تفتح شهية منتجي الأفلام السينمائية.
0 التعليقات