قبل بزوغ شمس ثورات الربيع العربي، كان للعيد مذاق مختلف عند براعم واطفال الوطن العربي
ومرت الأيام وتحول الربيع العربي إلي كابوس وصمت مطبق مريب ,
انا لا أمدح الصمت، لكن عندما يُطرد المواطنون من السياسة، وتتحول السياسة الى لعبة موت يتقاتل فيها السفهاء الذين يتنافسون على اذلالنا وسحقنا لا يبقى أمامنا سوى الصمت.
صمتنا هو صمت الضحايا، والضحايا يصمتون لأنهم يحفظون شرف الكلمة، ولا يسمحون للقاتل بأن يدوس على أرواحهم وكلماتهم، كما يدوس على أجسادهم.
في زمن الصمت ، وما ان تحولت شمس الثورات إلى غيوم مصحوبة بالعنف وسماء ملبدة بالميليشيات الدموية وأرض مفخخة ومنازل مدمرة وعائلات مشردة، حتى طغت جراحنا واحزاننا على أفراحنا، واختلفت مظاهر احتفال أطفالنا بالعيد، وبخاصة المحاصرون في أرض القتال والعالقين على الحدود والمكدسين في مخيمات اللاجئين، كل هؤلاء يفترسهم الفزع في مضاجعهم وينتظرهم المجهول صبيحة كل يوم.
في ليبيا وسوريا واليمن والعراق وفلسطين ملايين الأطفال العرب يغردون خارج اطار الزمن، لا يملكون من ارادتهم شيئا ولا يعرفون للافراح والاعياد سبيلا، فالمشهد اليومي لا يكاد يخلو من طوابير الأطفال المهاجرة والعالقة خلف الأسوار والبراءة المغتالة في شوارع المدينة وازقة الحواري على مسمع ومرأى من العالم، وفي هذا الملف نلقي الضوء على الجانب المنسي الذي خلفته رياح الربيع العربي في العديد من المناطق المنكوبة، تلك الرياح العاتية التي جعلتهم غرباء ليس فقط في بلدان المهجر ومخيمات الدول المضيفة، بل أيضا هم غرباء داخل أوطانهم.
مخيمات المنكوبين لا تعرف فرحة العيد
في المخيمات المنتشرة شرقا وغربا يقبع الآلاف المؤلفة من اللاجئين السوريين وغيرهم من العرب والمسلمين ممن تركوا ديارهم وهاجروا إلى بلاد إما شقيقة أو غريبة هربا من ويلات الحروب والنزاعات، ويتذكر إخواننا المنكوبون ذكرياتهم السعيدة مع أسرهم وأطفالهم هذه المناسبة التى كانوا يقيمونها بكل فرح وحب فى أوطانهم وبيوتهم، أما الآن وقد تغير المشهد إلى خيمة ومعونات وضيق فى سبل الحياة يفقتدون ويتحسرون على ما تركوه وراءهم من ذكريات.
هذه هي فكرة مسرحية هذه رسائلنا...إمضاء الطفولة ومن إخراج طارق عبد العزيز ليحكي الأطفال من خلال رسائل ما حدث في العالم من كوارث من بداية عام 2001 وحتي 2015 كتبوها بالدموع وسطروها بالحزن
صور تشكيلية وثقها المخرج طارق عبد العزيز بالفيديو والخبر والأغنية والراوي الذي جسدته الشاعرة فاطمة الزهراء بالشعر لتجذب المشاهد من كل حواسه ليتابع الخيبات العربية التي حلت بالوطن بعد ما أطلق عليه ثورات الربيع العربي , بدأت المسرحية بأغنية رائعة للمطرب الكبير محمرم فؤاد وأغنيته الخالدة ...سلامات يا حبايب , ثم تظهر الأختان الرائعتان نادين وحنين , ثم الممثل والمطرب عبد الرحمن النحاس والأغنية التي فجرت المشاعر وانسابت معها دموع كل من تابع المسرحية....أنا مووواطن..خدوا المناصب والكاسب لكن خلوا لي الوطن.
ثم تبدأ المسرحية بصوت الراوي الذي جسدته الشاعرة من أخريات حكم مبارك وظهور اللوبي جمال وعلاء وعز والشريف وغيرهك ممن حكموا الشعب بالتسلط والغرور , فيصفق الجمهور العريض الذي امتلأ به مسرح قصر ثقافة المنصورة واختلطت الدموع بالهم العربي..ثم يظهر فيديو لابن لادن متوعدا امريكا بالدمار حتي يعود الأمان لفلسطين , فيظهر بوش متوعدا العرب بمصير أسود قد كان متمثلا في ثورات الربيع العربي
كمن قُطع لسانه، أو أصيب بالخرس، أو افترسه العجز. هذا حال المواطن العربي وهو يشاهد صور ما يجري. بلاد مطروحة تحت قصف الطائرات، وشعب يذوق الهوان ويتجرّع الموت على ايدي مجموعات من السفّاحين المحترفين، والمأساة تتراكم فوق المأساة، بحيث صار الرثاء مستحيلاً.
ضاعت المعاني عندما لم نعد قادرين سوى أن نعلن موقفاً يغطي العجز ويفاقمه في آن معاً.
مسرحية اختصرت رسائلها في لا لأشياء كثيرة..الهمجية التي تختصر تيمورلنك وهولاكو في لحظة انحطاط شاملة. كيف أكون مع الذين يذبحون ويسبون ويطردون الناس من بيوتهم، ويبيدون الأقليات، ويسحقون الأكثرية، ويحفرون قبر العرب الجماعي.
هكذا أجد نفسي، كالكثيرين، موقفي يتحصّن بالرفض الأخلاقي، ولا يستطيع الوصول الى الفعل،لأنني فقدت المكان الذي يمكن أن يحتضن هذا الموقف. هكذا نصير في موقف يشبه اللاموقف.الحزن الذي يجتاحنا هو حزن العاجزين. نعم فلقد استثمرت وحشية امريكا ضد الأطفال في العالم حتي شق عبد الرحمن قميصه صارخا...كل البلاد العربية أصبحت فلسطين وزأر علي محسن ..كل بلاد العرب صبحت في خبر كان.
مجموعة من الأطفال والشباب الصغير تحركوا علي خشبة المسرح وحركوا قلوبنا شمال ويمين... شكرا لهم جميعا من البداية وحتي انتهت المسرحية بصورة الزعيم جمال عبد الناصر والزعيم السيسي يفتتح قناة السويس الجديدة شكرا لهؤلاءعبد الرحمن عوضين ,يوسف الشاهد , أحمد صابر , علي محسن , شروق العربي , ندي البسيوني , ياسمين أشرف , خالد جمال , سلمي أحمد , عبد الرحمن أحمد,مني عبد الجواد..ألحان وموسيقي أحمد شريف عبد الوهاب , توزيع موسيقي..روماني أمين..مساعد مخرج وداد عبد الله
وشكرا للسادة المسئولين د رضا الشيني رئيس إقليم شرق الدلتا الثقافي ومحمد نصر مدير عام ثقافة الدقهلية , وفاروق ابراهيم مدير قصر ثقافة الطفل التي قدمت العمل , ود نجلاء سميح مديرة قصر ثقافة المنصورة , ومحمد صلاح مدير إقليم شرق الدلتا ...وإلي اللقاء في عمل آخر
ومرت الأيام وتحول الربيع العربي إلي كابوس وصمت مطبق مريب ,
انا لا أمدح الصمت، لكن عندما يُطرد المواطنون من السياسة، وتتحول السياسة الى لعبة موت يتقاتل فيها السفهاء الذين يتنافسون على اذلالنا وسحقنا لا يبقى أمامنا سوى الصمت.
صمتنا هو صمت الضحايا، والضحايا يصمتون لأنهم يحفظون شرف الكلمة، ولا يسمحون للقاتل بأن يدوس على أرواحهم وكلماتهم، كما يدوس على أجسادهم.
في زمن الصمت ، وما ان تحولت شمس الثورات إلى غيوم مصحوبة بالعنف وسماء ملبدة بالميليشيات الدموية وأرض مفخخة ومنازل مدمرة وعائلات مشردة، حتى طغت جراحنا واحزاننا على أفراحنا، واختلفت مظاهر احتفال أطفالنا بالعيد، وبخاصة المحاصرون في أرض القتال والعالقين على الحدود والمكدسين في مخيمات اللاجئين، كل هؤلاء يفترسهم الفزع في مضاجعهم وينتظرهم المجهول صبيحة كل يوم.
في ليبيا وسوريا واليمن والعراق وفلسطين ملايين الأطفال العرب يغردون خارج اطار الزمن، لا يملكون من ارادتهم شيئا ولا يعرفون للافراح والاعياد سبيلا، فالمشهد اليومي لا يكاد يخلو من طوابير الأطفال المهاجرة والعالقة خلف الأسوار والبراءة المغتالة في شوارع المدينة وازقة الحواري على مسمع ومرأى من العالم، وفي هذا الملف نلقي الضوء على الجانب المنسي الذي خلفته رياح الربيع العربي في العديد من المناطق المنكوبة، تلك الرياح العاتية التي جعلتهم غرباء ليس فقط في بلدان المهجر ومخيمات الدول المضيفة، بل أيضا هم غرباء داخل أوطانهم.
مخيمات المنكوبين لا تعرف فرحة العيد
في المخيمات المنتشرة شرقا وغربا يقبع الآلاف المؤلفة من اللاجئين السوريين وغيرهم من العرب والمسلمين ممن تركوا ديارهم وهاجروا إلى بلاد إما شقيقة أو غريبة هربا من ويلات الحروب والنزاعات، ويتذكر إخواننا المنكوبون ذكرياتهم السعيدة مع أسرهم وأطفالهم هذه المناسبة التى كانوا يقيمونها بكل فرح وحب فى أوطانهم وبيوتهم، أما الآن وقد تغير المشهد إلى خيمة ومعونات وضيق فى سبل الحياة يفقتدون ويتحسرون على ما تركوه وراءهم من ذكريات.
هذه هي فكرة مسرحية هذه رسائلنا...إمضاء الطفولة ومن إخراج طارق عبد العزيز ليحكي الأطفال من خلال رسائل ما حدث في العالم من كوارث من بداية عام 2001 وحتي 2015 كتبوها بالدموع وسطروها بالحزن
صور تشكيلية وثقها المخرج طارق عبد العزيز بالفيديو والخبر والأغنية والراوي الذي جسدته الشاعرة فاطمة الزهراء بالشعر لتجذب المشاهد من كل حواسه ليتابع الخيبات العربية التي حلت بالوطن بعد ما أطلق عليه ثورات الربيع العربي , بدأت المسرحية بأغنية رائعة للمطرب الكبير محمرم فؤاد وأغنيته الخالدة ...سلامات يا حبايب , ثم تظهر الأختان الرائعتان نادين وحنين , ثم الممثل والمطرب عبد الرحمن النحاس والأغنية التي فجرت المشاعر وانسابت معها دموع كل من تابع المسرحية....أنا مووواطن..خدوا المناصب والكاسب لكن خلوا لي الوطن.
ثم تبدأ المسرحية بصوت الراوي الذي جسدته الشاعرة من أخريات حكم مبارك وظهور اللوبي جمال وعلاء وعز والشريف وغيرهك ممن حكموا الشعب بالتسلط والغرور , فيصفق الجمهور العريض الذي امتلأ به مسرح قصر ثقافة المنصورة واختلطت الدموع بالهم العربي..ثم يظهر فيديو لابن لادن متوعدا امريكا بالدمار حتي يعود الأمان لفلسطين , فيظهر بوش متوعدا العرب بمصير أسود قد كان متمثلا في ثورات الربيع العربي
كمن قُطع لسانه، أو أصيب بالخرس، أو افترسه العجز. هذا حال المواطن العربي وهو يشاهد صور ما يجري. بلاد مطروحة تحت قصف الطائرات، وشعب يذوق الهوان ويتجرّع الموت على ايدي مجموعات من السفّاحين المحترفين، والمأساة تتراكم فوق المأساة، بحيث صار الرثاء مستحيلاً.
ضاعت المعاني عندما لم نعد قادرين سوى أن نعلن موقفاً يغطي العجز ويفاقمه في آن معاً.
مسرحية اختصرت رسائلها في لا لأشياء كثيرة..الهمجية التي تختصر تيمورلنك وهولاكو في لحظة انحطاط شاملة. كيف أكون مع الذين يذبحون ويسبون ويطردون الناس من بيوتهم، ويبيدون الأقليات، ويسحقون الأكثرية، ويحفرون قبر العرب الجماعي.
هكذا أجد نفسي، كالكثيرين، موقفي يتحصّن بالرفض الأخلاقي، ولا يستطيع الوصول الى الفعل،لأنني فقدت المكان الذي يمكن أن يحتضن هذا الموقف. هكذا نصير في موقف يشبه اللاموقف.الحزن الذي يجتاحنا هو حزن العاجزين. نعم فلقد استثمرت وحشية امريكا ضد الأطفال في العالم حتي شق عبد الرحمن قميصه صارخا...كل البلاد العربية أصبحت فلسطين وزأر علي محسن ..كل بلاد العرب صبحت في خبر كان.
مجموعة من الأطفال والشباب الصغير تحركوا علي خشبة المسرح وحركوا قلوبنا شمال ويمين... شكرا لهم جميعا من البداية وحتي انتهت المسرحية بصورة الزعيم جمال عبد الناصر والزعيم السيسي يفتتح قناة السويس الجديدة شكرا لهؤلاءعبد الرحمن عوضين ,يوسف الشاهد , أحمد صابر , علي محسن , شروق العربي , ندي البسيوني , ياسمين أشرف , خالد جمال , سلمي أحمد , عبد الرحمن أحمد,مني عبد الجواد..ألحان وموسيقي أحمد شريف عبد الوهاب , توزيع موسيقي..روماني أمين..مساعد مخرج وداد عبد الله
وشكرا للسادة المسئولين د رضا الشيني رئيس إقليم شرق الدلتا الثقافي ومحمد نصر مدير عام ثقافة الدقهلية , وفاروق ابراهيم مدير قصر ثقافة الطفل التي قدمت العمل , ود نجلاء سميح مديرة قصر ثقافة المنصورة , ومحمد صلاح مدير إقليم شرق الدلتا ...وإلي اللقاء في عمل آخر
0 التعليقات