كانت الشمس تغيب صوب الأفق وتميل ناحية نيل جزيرة الورد, كان النهار لازال يتحدي الصائمين بأن الوقت
لازال فيه بقية , تتابع المكفوفين يمسكون بأيدي ذويهم في فرحة غامرة , لا يضمرون شرا ولا يرون جمال الطبيعة الخلابة , لكنهم يشعرون بها , وعند مدخل البوابة وقفت الرائعة الدكتورة مايسة عبد السيد التي نظمت للإفطار الجماعي تغدو هنا وهناك..وكالعادة تعلن الشمس الرحيل وتلقي بأشعتها في ماء النهر لتبتل العروق التي جففها الظمأ , وأسدل المساء سدوله ليتناول الصائمون إفطارهم بين تكبير المؤذن.. وهمهمات الدعاء , كان يشغلني النظر إلي تعامل المكفوفين مع الطعام وحرص ذويهم علي مساتدتهم لكي يظهرون بالمظهر اللائق , هبط الظلام وتحركت الأشباح دون أن يلحظ ذلك عامل في النادي ليضئ لمبة واحدة واكتفي بأنهم عميان لايدركون , طفرت من عيني دمعة وحمدت الله علي نعمة البصر الذي لا يدركها إلا من فقدها, جلس الشعراء علي منصة واحدة ابراهيم رضوان , وماهر عبد الواحد , وأشرف عبد العزيز ود ماهر البقلاوي , ود محمد الشحات محمد ود صلاح شفيع وحسن حامد , وأيمن المنطاوي , وابراهيم عياد رئيس مدينة طلخا , وأسامة حمدي والفنان سعد بلح وعماد وسهام بلح وفرقة أحمد زكي الموسيقية..كانت الفرحة تجمعنا والوحدة تؤلف قلوبنا , انتهينا من الطعام , وبلا شعور مني طلبت من الجميع أن يحتفل بالمكفوفين فالشعراء ينشدون والعازفون يعزفون, والمطربون يصدحون , لكني صدمت وأنا أري أن المكفوفين ضيوفا غير مرغوب في وجودهم وأن المكان مجرد زكاة من إدارة النادي فلا لافتة تبين أين يجلسون , ولا إضاءة ولا ميكرفون لنستمع إلي الأمسية , ورحنا نستجدي العطاء انا والدكتورة مايسة عبد السيد المسئولة عن الدعوة والشاعرة المهذبة نادية لطفي ولا مجيب , ولا يوجد مايك في النادي العظيم , أصابتني حسرة وأنا أري مصر تعود إلي الوراء , فالغلابة ليس من حقهم الغناء..لا أيها المسئولون من حقهم ألف مرة , وأن فزتم في الانتخابات مرة فلن تفوزوا مرات , اتقوا الله في الناس الغلابة وبالأخص من فقدوا نعمة البصر , وإن كانوا هم من فقدوا البصر , فأنتم فقدتم البصيرة , وبالتأكيد ققدان البصيرة أقوي , ما حدث حرام حرام.. إفطار في الظلام وغناء بلا مايك , هاتقولوا ماقلتوش أن هناك حفلة , هانقول ايه ؟ لم نطلب سوي مايك حزين ..حرام هل لأنكم لا تشعرون بالظلام تركتوهم في الظلام قائلين ..وهل يشعرون ؟ لكنني أتحدي العالم أن يحزن إنسان في مكان أتواجد أنا فيه وفعلا واجهت التحدي بالتحدي , هل لأنهم ليسوا أعضاء فيه يعاملون بهذه القسوة ؟ أنتم تفضلتم مشكورين بالموافقة علي زيارتهم إذن أكرموا ضيفكم واجعلوه يشعر بالعزة في داركم ولا تجعلوه يشعر بالخزي والعار والندم , أشياء يشعر بها الكبار , وهم أيضا بها يشعرون لأنهم أصحاب نور البصيرة ..فأخذوا حذركم لكنني قبلت التحدي وخرج الحفل علي أجمل ما يكون وصور في قناة إبداعات بلا مسئولين من النادي سوي المحترم محمود الإتربي الذي دمعت عيناه وهو يتوسل من أجل ميكروفون
المصدرX
لازال فيه بقية , تتابع المكفوفين يمسكون بأيدي ذويهم في فرحة غامرة , لا يضمرون شرا ولا يرون جمال الطبيعة الخلابة , لكنهم يشعرون بها , وعند مدخل البوابة وقفت الرائعة الدكتورة مايسة عبد السيد التي نظمت للإفطار الجماعي تغدو هنا وهناك..وكالعادة تعلن الشمس الرحيل وتلقي بأشعتها في ماء النهر لتبتل العروق التي جففها الظمأ , وأسدل المساء سدوله ليتناول الصائمون إفطارهم بين تكبير المؤذن.. وهمهمات الدعاء , كان يشغلني النظر إلي تعامل المكفوفين مع الطعام وحرص ذويهم علي مساتدتهم لكي يظهرون بالمظهر اللائق , هبط الظلام وتحركت الأشباح دون أن يلحظ ذلك عامل في النادي ليضئ لمبة واحدة واكتفي بأنهم عميان لايدركون , طفرت من عيني دمعة وحمدت الله علي نعمة البصر الذي لا يدركها إلا من فقدها, جلس الشعراء علي منصة واحدة ابراهيم رضوان , وماهر عبد الواحد , وأشرف عبد العزيز ود ماهر البقلاوي , ود محمد الشحات محمد ود صلاح شفيع وحسن حامد , وأيمن المنطاوي , وابراهيم عياد رئيس مدينة طلخا , وأسامة حمدي والفنان سعد بلح وعماد وسهام بلح وفرقة أحمد زكي الموسيقية..كانت الفرحة تجمعنا والوحدة تؤلف قلوبنا , انتهينا من الطعام , وبلا شعور مني طلبت من الجميع أن يحتفل بالمكفوفين فالشعراء ينشدون والعازفون يعزفون, والمطربون يصدحون , لكني صدمت وأنا أري أن المكفوفين ضيوفا غير مرغوب في وجودهم وأن المكان مجرد زكاة من إدارة النادي فلا لافتة تبين أين يجلسون , ولا إضاءة ولا ميكرفون لنستمع إلي الأمسية , ورحنا نستجدي العطاء انا والدكتورة مايسة عبد السيد المسئولة عن الدعوة والشاعرة المهذبة نادية لطفي ولا مجيب , ولا يوجد مايك في النادي العظيم , أصابتني حسرة وأنا أري مصر تعود إلي الوراء , فالغلابة ليس من حقهم الغناء..لا أيها المسئولون من حقهم ألف مرة , وأن فزتم في الانتخابات مرة فلن تفوزوا مرات , اتقوا الله في الناس الغلابة وبالأخص من فقدوا نعمة البصر , وإن كانوا هم من فقدوا البصر , فأنتم فقدتم البصيرة , وبالتأكيد ققدان البصيرة أقوي , ما حدث حرام حرام.. إفطار في الظلام وغناء بلا مايك , هاتقولوا ماقلتوش أن هناك حفلة , هانقول ايه ؟ لم نطلب سوي مايك حزين ..حرام هل لأنكم لا تشعرون بالظلام تركتوهم في الظلام قائلين ..وهل يشعرون ؟ لكنني أتحدي العالم أن يحزن إنسان في مكان أتواجد أنا فيه وفعلا واجهت التحدي بالتحدي , هل لأنهم ليسوا أعضاء فيه يعاملون بهذه القسوة ؟ أنتم تفضلتم مشكورين بالموافقة علي زيارتهم إذن أكرموا ضيفكم واجعلوه يشعر بالعزة في داركم ولا تجعلوه يشعر بالخزي والعار والندم , أشياء يشعر بها الكبار , وهم أيضا بها يشعرون لأنهم أصحاب نور البصيرة ..فأخذوا حذركم لكنني قبلت التحدي وخرج الحفل علي أجمل ما يكون وصور في قناة إبداعات بلا مسئولين من النادي سوي المحترم محمود الإتربي الذي دمعت عيناه وهو يتوسل من أجل ميكروفون
المصدرX
0 التعليقات