بيوم العيد أسألك يا وطني
أي جفاف أذبل زهرتك العفية ؟
أي أرض تطرح البارود بدلا من السنابل ؟
أي وطن يرمي أشلاء الضحايا والقنابل ؟
فتسيل الدموع , وتئن الضلوع
ويعود الحب من الغربة
بقلب عجوز
فلا عشب بلون الربيع
ولا صفصافة تجمع العشاق
وصوت فيروز يضيع
فتصمت العصافير بقلب الشتاء
ويصير الحليب قهوة سوداء
وفي زفة الأعراس
صارت الأحلام مكومة فوق الندي
بيوم العيد
لا زلت أذكر منذ أعوام بعيدة
غناء الصيادين في مدينتي
ووجوها بلون الملح حين يصدأ
ويغيرها لون التراب
وثوب جدتي الأسود ترتديه
بعدما رحل الحبيب
وزرقة عينيها بلون البحر
تناديني..وتقبلني
كانت تمنحني حبات السكر
ونصائح أخجل منها
لكن كان خجلي يتلاشي
رويدا..رويد..مع كل عام
كل شئ كان يؤلمني ويخجلني
وهواجسي المخيفة
حين تلمح عيني
عينين تطاردني حتي سور المدرسة
فيصبح قلبي مقبرة للعشق دون بوح
ومدينة الأمل ترحل وخلفها
في كل يوم شهيد
فأصرخ بين الساحات ثكلي
وكأنني معه أموت
أنثي بباب الريح بلا جواد
فتسقط بلا ثياب
فلا العدل أنصفها
ولا الموت جمعها يوما بمن أحبت
وكل ماكان بقايا ذكري
وطفل رضيع بين ثدييها
يبحث عن حنين
ومن يأسها تضربه بالعصا
ثم تعود تبكي بكاء يمزقه الأنين
وفي الفضاء صدي عويلها يصرخ
المعري ليس أعمي
وقيس ليس مجنونا
وعنترة ما أحب عبلة
لكن كبريائه دبر الحيل
لكي يهين فيها الأنوثة والجسد
وثوبي المزين يوم عرسي
بات أطلالا
ورأيت الندملي صديقا
في سوق عكاظ حين ادعيت أني شاعرة
ورغيف خبزي خلطوه بالنبيذ
وحين لاكته أسناني أصابتني نشوة
ومن فرط نشوتي رقصت
ساعتها تيقنت بأن الحب حرام
والرقص حرام
وكل ما أسعد حواء حرام
فضحكت وسألت لماذا إذن خلقت
وحياتي كلها حرام في حرام ؟
وتساءلت أين همس الفراشات ؟
والبحر حين تمنحه الصبايا أجسادهن في الصباح
فيمسح عنهن آثار الحب في المساء
فيعدن عذاري ويضعن حزام العفة الكاذبة
فتتوغل الأمنيات مذبوحة
ويعود الفجر منتشيا ويعبث بأثدائهن بين الصخور
فينفجر الصمت براعما بلا دليل
ولا وطن في دنيا النسيان
هودجي يكلله السراب
فلملم جناحي
واعطني بعضا من العسل
لأصير نحلة أصوغ عسلا
لكل من أراد
وسما أمنحه لمن يعصاني
وأعود أملأجرتي بالماء وأسير مع السائرات
0 التعليقات