المحطات من المحطة الأولى حتى الثامنة و العشرين
______________________
محطة " 1 "
قررت اكتب هنا بعض المحطات التى غيرت حياتى وبكل شفافية ودون تزويق ولاتنميق لعلنى اترك بصمة من الممكن ان يستفيد منها الشباب
ولو بتجنب الاخطاء التى وقعت فيها
عندما دارت الايام معى منذ ان تركت مصر بعد تخرجى من الجامعة
وذهبت الى باريس عام 77 مثلى مثل معظم شباب مصر الذين اكتشفوا انهم اضاعوا من حياتهم ربع قرن للحصول على شهادة لاتساوى فى سوق العمل ثمن الحبر الذى كُتبت به
ولم يكن بد من التعامل مع الواقع فالتفكير فى الماضى نقصان عقل ولكن هناك شعور عند حاملى الشهادات قد يخفف عنهم احيانا حجم الكارثة التى اكتشفوها بعد تخرجهم وهو انه من الممكن ان يزهو بنفسه ولو بالكدب
وذهبت الى باريس وفوجئت ان حتى هذا الزهو الكاذب لا قيمة له فوجدت ان هذه الشهادة لامكان لها الا الذاكرة فقط وبالفعل على مر 35 سنة لم اتذكرها الا مرات تعد على الاصابع
المهم ذهبت وانا كلى امل وحلم ان اعود ومعى بضعة الاف لاتتعدى اصابع اليد الواحدة
ولكنه كان حلم صعب المنال بل مستحيل خاصة اننى كنت صاحب جسم نحيف للغاية والاعمال المتاحة فى باريس فى هذا الوقت تتطلب اجسام قوية
فاذكر مثلا اننى حصلت فى يوم على عمل شيال فى سوق اللحمة وكان معى ابن خالتى _ الله يرحمه مات من شهرين _ وكان مفتول العضلات ووقع الاختيار عليه وانا معه لكى نقوم بتفريغ حوالى مائة طن من اللحوم من سيارة تلاجة
وكنا فى يناير ودرجة الحرارة 20 تحت الصفر
وكان وزن كل عبوة داخل السيارة مائة كيلو وعلم ابن خالتى انه تورط
وانه لا محالة سيقوم بهذه المهمة وحده وبدأ يخرج من فمه كلمات غير مفهومة ولكننى تأكدت ان معناها الله يخرب بيت ام اليوم ال جبتك فيه باريس لان هو ال اقنعنى اسافر
المهم هو عرف ان وجودى معاه فى هذه المهمة زى عدمه فقال لى : اسمع انا مش عايز من( ------------------شتيمة طبعا ) بس انت تقف تحت
وانا هاطلع اجيب الكرتونة (وطبعا وزنها مائة كيلو ) واحطها على باب الكاميون وانت بس تسندها وانا هانزل اخدها وارصها
فقلت له : حاضر يا محمد فقال لى : انا عارف دين (---------------------------------- شتيمة طبعا ) اليوم ده مش هايعدى على خير فقلت له : لالالالا ماتخافش هاعرف اسند الكرتونة وفعلا جاب اول كرتونة وحطها على الباب وقال لى : اسندها
ونط هو من الكاميون لقانى انا والكرتونة مرميين على الارض واللحمة منتشرة فى كل حتة
______________________
محطة " 1 "
قررت اكتب هنا بعض المحطات التى غيرت حياتى وبكل شفافية ودون تزويق ولاتنميق لعلنى اترك بصمة من الممكن ان يستفيد منها الشباب
ولو بتجنب الاخطاء التى وقعت فيها
عندما دارت الايام معى منذ ان تركت مصر بعد تخرجى من الجامعة
وذهبت الى باريس عام 77 مثلى مثل معظم شباب مصر الذين اكتشفوا انهم اضاعوا من حياتهم ربع قرن للحصول على شهادة لاتساوى فى سوق العمل ثمن الحبر الذى كُتبت به
ولم يكن بد من التعامل مع الواقع فالتفكير فى الماضى نقصان عقل ولكن هناك شعور عند حاملى الشهادات قد يخفف عنهم احيانا حجم الكارثة التى اكتشفوها بعد تخرجهم وهو انه من الممكن ان يزهو بنفسه ولو بالكدب
وذهبت الى باريس وفوجئت ان حتى هذا الزهو الكاذب لا قيمة له فوجدت ان هذه الشهادة لامكان لها الا الذاكرة فقط وبالفعل على مر 35 سنة لم اتذكرها الا مرات تعد على الاصابع
المهم ذهبت وانا كلى امل وحلم ان اعود ومعى بضعة الاف لاتتعدى اصابع اليد الواحدة
ولكنه كان حلم صعب المنال بل مستحيل خاصة اننى كنت صاحب جسم نحيف للغاية والاعمال المتاحة فى باريس فى هذا الوقت تتطلب اجسام قوية
فاذكر مثلا اننى حصلت فى يوم على عمل شيال فى سوق اللحمة وكان معى ابن خالتى _ الله يرحمه مات من شهرين _ وكان مفتول العضلات ووقع الاختيار عليه وانا معه لكى نقوم بتفريغ حوالى مائة طن من اللحوم من سيارة تلاجة
وكنا فى يناير ودرجة الحرارة 20 تحت الصفر
وكان وزن كل عبوة داخل السيارة مائة كيلو وعلم ابن خالتى انه تورط
وانه لا محالة سيقوم بهذه المهمة وحده وبدأ يخرج من فمه كلمات غير مفهومة ولكننى تأكدت ان معناها الله يخرب بيت ام اليوم ال جبتك فيه باريس لان هو ال اقنعنى اسافر
المهم هو عرف ان وجودى معاه فى هذه المهمة زى عدمه فقال لى : اسمع انا مش عايز من( ------------------شتيمة طبعا ) بس انت تقف تحت
وانا هاطلع اجيب الكرتونة (وطبعا وزنها مائة كيلو ) واحطها على باب الكاميون وانت بس تسندها وانا هانزل اخدها وارصها
فقلت له : حاضر يا محمد فقال لى : انا عارف دين (---------------------------------- شتيمة طبعا ) اليوم ده مش هايعدى على خير فقلت له : لالالالا ماتخافش هاعرف اسند الكرتونة وفعلا جاب اول كرتونة وحطها على الباب وقال لى : اسندها
ونط هو من الكاميون لقانى انا والكرتونة مرميين على الارض واللحمة منتشرة فى كل حتة
0 التعليقات