الأدب النسائي في الوطن العربي.؟.... أدب المرأة.؟....المرأة والأدب.؟.... الأدب النسوي.؟... المرأة في الأدب والقصة العربية.؟
عناوين كثيرة وكبيرة قد تثير انتباه القارئ أكثر مما تحتويه من فكر وفائدة.!؟....
ولهذا أوقعتني هذه المهمة في الكتابة عن أدب المرأة أو الأدب النسائي في قصة حنان فتحي التي ناقشها اتحاد كتاب الدقهلية ودمياط بمشاركة نادي أدب المنصورة وحنان فتحي لمن لا يعرفها أديبة متمكنة تكتب الشعر والقصة من الثمانينيات , تسير علي درب الكلمات الراقية , ولم ينجرف قلمها أبدا ناحية مايسمي بالأدب المكشوف , وفي الفترة الأخيرة صدر لها المجموعة القصصية ( تحولات في دنيا البشر ) تبعتها برواية ( ليال شرقية ) ثم مجموعتها الجديدة ( الوجه ) التي ناقشها الأديبان والناقدان محمد العزوني ود. محمد غازي تدمري ’ أمسكت الوجه بين يدي وتناسيت تماما ما قاله الناقدان
خاصة بعد أن اطلعت على أكثر من مقالة ودراسة ورأي حولها. وكدت أن استسلم واترك الموضوع وشأنه، لأنني لم اعتد على الكتابة إلا بدافع الحاجة... وحاجتي كانت دائما وقبل كل شيء تتصل في العثور على الحقيقة، وتفسير الغامض منها، والفهم عبر الكتابة عنها.؟.... ولهذا تأتي كتاباتي مختلفة في صيغتها عما يطرحه الآخرون، لأنها لم تكن في أي حال من الأحوال إلا محاولة بريئة وصادقة في البحث عن جواب شفاف وصادق.!...
والسؤال الأساسي والأول المطروح هو: هل يوجد حقا أدب نسائي.؟... وبالتالي يفترض أن يكون هناك أدبا رجاليا بالمقابل.؟ وما هي خصائصه وصفاته ومميزاته التي تدل عليه.؟ أي بمعنى هل يكفي أن تكتب المرأة موضوعا أدبيا حتى نصنفه بأنه أدب نسائي.؟... أو تصنيفها ككاتبة أو أديبة نسوية.؟... وهل يصح ويكفي الكتابة في شؤون المرأة ( على تنوعه ) حتى نصفه بأنه عمل يتعلق بالأدب النسوي.!؟...
بحيث يعيدنا مرة أخرى إلى نقطة الصفر. والبحث عن مسميات جديدة له تحفظ خصوصية ( أدب وكتابة وربما ثقافة المرأة كوحدة خاصة مميزة بمفردها ).!؟؟؟
ومن ثم ماذا سيكون موقفنا من الدراسات الاجتماعية والتاريخية والطبية والفلسفية والفنية وكل ما يمت للعلوم الأخرى -والتي لا تتصل بالأدب- بصلة.!؟ وتكتب فيها المرأة بحكم اختصاصها وموهبتها ومهنتها.؟... وهل نصنفها تحت الكتابات العلمية التاريخية الفلسفية الفنية النسائية... أيضا.!؟؟؟... أم أن لها تصنيفات أخرى لا نعرفها.!؟ ...هذا ما سوف أجيب عنه في مجموعتها الوجه مع حنان فتحي عشت ساعة كاملة خالية الذهن لأهدهد قلمي وأطلب منه الهدوء مثل حنان وإلا سأقوم بطرده والبحث عن قلم آخر ..تقول حنان في قصة حملت عنوان ( أمومة ) ..هاهي أول تكشيرة ترسمها علامات الحيرة..خطان فوق العينين المجهدتين للأم المتعبة الشاعرة والمشغولة دائما .
فالحيرة جد كبيرة ..أن تختار الشاعرة بين الأمرين , هل ستلبي دعو أخيرة ؟ أم تكفيها الدعوة الأولي ؟ ظلت حنان تستدرجني إلي جوها النفسي , فهي تتمني أن تحضر مؤتمرا أدبيا تلتقي فيه بالأدباء والشعراء, فهي علي حد تعبيرها تنشد جو البهجة , أو تذهب للطبيبة التي تعالجها , وفي مقطع أنثوي غزاني أنا شخصيا تقول : صباحا تنهض مع الحيرة والأوجاع , ترتدي زيا يناسب ثلاثة أماكن : لأن تذهب للطبيبة التي تعالجها , أو لأن تحضر مراسم المؤتمر , أو تتهيأ لحفل الافتتاح , ترتدي زيا يليق ’ معطفها الأسود المحلي بخيوط حريرية سوداء , عند حافة أساوره وغطاء الرأس المتماوج بثلاثة ألوان..تظل تحكي حنان , لكنها لم تفعل أي شئ مما أخبرتنا عنه لأنها كانت في مهمة إدارية لابنتها , وتنتهي القصة بالتأكيد علي دورها في الحياة كأم قبل كل شئ , أنتقل مع حنان لقصة أخري حملت عنوان (الصخرتان المرتجفتان ) وتبدأها بقوله ..داهمهما النوم وهما في طريق العودة من القاهرة, يكتشف القارئ أن امرأتين طلبت إحداهما من الأخري أن تحكي لها حكاية أنا هنا أتوقف مع القاصة , لأن فعلا النساء يعشقن الحكي , وهذا العشق أولي سمات الأدب النسائي , وأنا أجزم أن أي امرأة تجذبها الحكاية , فنراها تتابع مسلسلا به أكثر من ثلاثين حلقة , إذن المرأة لديها مخزون سردي مفعم بالحكايات, وأنا لا أريد أن أسرق متعة القارئ من حكي النساء ليلمس جمال القصتين التي روتها كل واحدة , مع القاصة اكتشفت أسلوبا جديدا في حكي النساء , فهو يتميز بالرقة والنعومة , لكن أسأل الكاتبة لماذا العصابة واللصوص بعد أن تهيأ القارئ لنهاية أخري هل هو ذكاء المرأة حين تسرق من يتابعها , ...؟ ربما
وأنا اعتقد بأن التسميات الحديثة التي التصقت بكتابات الأديبات العربيات ( أدب المرأة، أدب نسوي، أو أدب نسائي.!؟..الخ.) لم تكن أكثر من صفات أطلقت على أعمالهن لمحاولة إظهاره والدلالة على وجود أديبات عربيات وأدب يكتبه ويبدع به مثقفات ومتعلمات وكاتبات من الوطن العربي لا أكثر.!؟
خاصة بعد الاستقلال وحملات محو الأمية، والاعتماد على المرأة ومشاركتها في كافة المجالات التنموية، بعد إن كانت مهمشة وأمية وبعيدة عن الأضواء.
وتلك الحالة لم تكن بعيدة عن وضع الرجل سوى انه كان سباقا إلى الانخراط في البيئة الثقافية بصورة نسبية تتناسب مع حجم تفاعله ومساهمته في الميادين الأخرى.
حنان فتحي تقترب من الصوفيو والإيمان المطلق بالغيب , فأضافت صفة جديدة للأدب النسوي وهو الصفاء والنقاء.
ولهذا نجد اعتماد تلك الصفات للدلالة على أدب مميز وخاص بعينه لأنها تفرغه منآثامه , وتجرد المرأة الكاتبة الخلاقة من حقوق تداولها للشأن العام ( الغير نسوي ) خاصة إذا ما وضعت في حالة الند والمنافسة مع الرجل في مواضيع ( نسوية ) قد يكون الرجل فيها أكثر إبداعا وقربا في تصويره للحقيقة منها.!؟
فقد يقترب الذكر في وصف حالة ما من مشاعر الأنثى لدرجة أكثر جراءة وصدقا مما يمكن أن تفعله هي ولأسباب تتعلق في الحفاظ على الحد الأدنى من أسرارها فمثلا نجد إحسان عبد القدوس يداهم أكثر الأمور سرية للمرأة الأنثوية.!
وفي المقابل قد تقترب هي في طرحها وتناولها لموضوع اجتماعي أو سياسي أو عاطفي من عقل وخيال وحقيقة الذكر أكثر منه وذلك لأسباب تتعلق إلى إحجام هذا الأخير عن الإفصاح عنها لأسباب تتعلق بالعيب والسمعة والخوف من ربط الحدث بكاتبه.!؟
وقد لا يصيب التوفيق أي منهما في الوصول إلى تمثيل ووصف مشاعر الطرف الآخر بحيث يقف كل منهما مذهولا أمام الحقيقة إذا ما أنيط اللثام عنها.؟
إذا يقترب كل منهما من الصدق في وصف مشاعر وهموم الآخر بدرجة اقتراب أي منهما من صفاة الآخر.!...
وفي الوجه أستطيع أن أصف حنان بدفء ورقة المشاعر ورهافة الإحساس .- كما أنها تطرح موضوعاتها بهدوء , بعيدا عن الجنس والاستعاضة عنه بمراحل العمر المختلفة وتقسيمها إلى ثلاث مراحل بارزة ومتفق عليها ألا وهي : مراحل الصبا , والشباب , والأمومة.من أكثر القصص التي أجبتني قصة ( الوجه الجديد لمرآة عزة ) وفقرة تجلت فيها ثورية حنان أقصد عزة حين تقول :
يوم مشهود وله وقع فريد علي قلب عزة , ومجموع فيه كل الطوائف , فالمثقف يصافح العامل , والشيخ يحتضن الشاب , والفتاة تمسك بيد السيدة المسنة , وهي صورة رائعة لصورة يناير والتي تحاول فيها المؤلفة أن تعود لأجوائها مما يدا علي ثوريها الشديدة وحبها للوطن..ساعتان متواصلتان من المناقشة الرائعة التي خرجت منها بأن الوجه يستحق التأمل:
0 التعليقات