بحفاوة بالغة استقبل انحاد كتاب مصر بالدقهلية ودمياط ديوان ( كل ثورة وانت طيب ) للشاعر أشرف عبد العزيز بدراسة تليق بالديوان الذي كتب دراسته الشاعر .الرائد ابراهيم رضوان الذي يقول في مقدمة الديوان ., يقول برنارد شو ( اللاقاعدة ..هي القاعدة الذهبية والشعر هو وليد أحداث الحياة , والحياة ليس لها قاعدة ولا أحداث مرتبة , ولا ألوان خاصة تتشكل بها , موضوعيا : وجد الشاعر نفسه أمام ( مربع جديد) , أو ( شهقات ) تتطلب أشكالا وأوراقا جديدة تستقبل هذا النزيف , ونراه متجسدا في هاتين الدائرتين
:رايحة فين من غير عنيكي
رايحة فين العين عليكي
ليه طريق الغربة فيكي
كل خطوة بلاد بعيدة
رايحه فين مصر الجديدة
مرهقة ..خايفة ..شريدة
هي دي مصر الجديدة
اللي ياما حلموا بيها؟
طوفان من الأسئلة علي لسان كل مصري هل هذه الثورة التي حلمنا بها ,
الإجابة في كل قصيدة رددها الشاعر ورددناها خلفه. يقول :
قولي فين ندفن ولادنا
والجثث ف القلب زادنا
واللي باقي من بلادنا
مش مكفي يكون قرافة
هذه هي الثورة في مفهوم كل مصري شهداء ومدافن
وشعر أشرف يندرج تحت مسمي شعر العامية وهذا اللون من الشعر تجسيد لهموم الناس, وملامسته أحاسيسهم التي تدور حول مختلف الجّوانب الحسيّة والحياتيّة، مثل القصائد التي كتبها الشاعر بيرم التونسي في مصر، وخليل روكز في لبنان، وقصائد مظفر النوّاب العاميّة في العراق وغيرهم، عزّزت مكانة هذا الشعر سواء من الناحية الفنية، أو من حيث التّواصل الذي تحقّق بشكل بارز بين الشاعر والجمهور، وواصل هذا الشعر تطوّره، وأخذ إلى حد بعيد يتماثل مع أسلوب وطريقة تعبير القصيدة الفصيحة التي سارت باتّجاه الحداثة، بحيث استطاع شعراء العاميّة المجدّدون، أمثال: أحمد فؤاد نجم، ميشال طراد، طلال حيدر وموريس عوّاد، أن يضمّنوا قصائدهم العناصر الشعرية والفنية الحديثة التي لا بدّ أن تتوفّر في الشعرالحديث عامة، فأخذنا نستمتع عند هؤلاء الشعراء بالصور الشعرية الحديثة المركّبة، وبالتّضامين الفنية، وبالإيحاء والترميز الشفّاف، وما إلى ذلك من عناصر شعرية أثرت هذا الشعر، وجعلته شعرًا راقيًا.
لقد سئم المجتمع شعر الغموض والحداثة , ففرحوا بعودة شعر العامية الذي اختفي بفعل ادعاءات بعض المثقفين بأن شعر العامية لا يرقي لمراتب المثقفين
لقد اخترق أشرف منطقة حساسة وهي منطقة مصر بعد الثورة في ديوان بالعامية المصرية التي أصبحت لغة الشعب , ولذا نجد أن
شعراء العامية يحظون بحضور كبير عما يحظى به شعراء الفصحي، ويرجع هذا لاعتماد "العامية" على اللغة السهلة، : إلا أنه تركز فى أذهان الكثير من شعراء العامية أنهم يتوجهون لعامة الناس فقط فانصرفوا عن القضايا الفلسفية وميتافيزيقا الإنسان، وفى المقابل لم ينصرف شعراء العامية الكبار من أمثال فؤاد حداد وصلاح جاهين والأبنودى وغيرهم".
وتقول الشاعرة فاطمة الزهراء فلا التي أدارت الندوة إنّ شعر العامية متعدد للقيم الشعبية التى يرسخ لها الفلكلور بتجلياتها المختلفة فى أغانى الأفراح وأغانى الفلاحين فى الحقول والعمال فى المصانع بشكل عام، فهو مشارك أساسى فى عملية النهضة وفى فعل المقاومة منذ قصيدة "هز القحوف" للشاعر المملوكى أبو شادوف مرورًا بأزجال عبد الله النديم اللاذعة التى أوقفها على مقاومة الاحتلال وصولاً إلى فؤاد حداد وصلاح جاهين والأبنودى وسيد حجاب وغيرهم
نعود مرة أخري لديوان ( كل ثورة وانت طيب ) والتي نحس فيه نغمات اليأس والتلاحق للشاعري الذي يحمل هموم الوطن فوق رأسه لتتنوع قصائده المختلفة وإن جاءت في قصيدة طويلة تكمل بعضها..يقول :
اعترف يأسي عليه
والأمل كتف اديه
في الأسف ضاعت عنيه
, أعود لليلة أشرف عبد العزيز بكل ما حملت من هموم نبيلة في اتحاد كتاب الدقهلية الواقف في انتظار الإبداع مهنئا أحيانا , وحزينا مرات أكثر وهو يري اليأس يدب في أقلام الشعراء مرة أخري.
أهنئ الشاعر الكبير ابراهيم رضوان مرة أخري لدفعه بدماء جديدة يعيد اكتشافها مرة أخري بعد أن توارت سنوات في الظل ليختتم الدراسة الممتعة في ندم بالفعل كأن وكأني لم أكتب عن أشرف عبد العزيز , وكأني لم أصبر عليه حتي تكتمل رؤيته بداخلي حتي أبدأ في الكتابة , وكأني عايشته فقط..تري من عليه الدور في الكتابه ليقدمه لنا ابراهيم رضوان. ..
0 التعليقات