النقد الحديث لم يلامس –كما أشرت- أوزان النصوص الشعرية وبحورها إلا قليلا، ولم يعر العروض اهتماما إلا في تصنيفه لأوزان الخليل بعيدا عن النصوص، إضافة إلى أن العروضيين –أيضا وهم ينظرون للعروض أو ينقدون الكتب العروضية الأخرى أو يردون على بعض الأخطاء في الزحافات أو العلل- لم ينطلقوا من النص كوحدة متكاملة. ولهذا التنكب دوره السلبي الذي قلص من قيمة العروض وعده كعلم آلة جاف لا يختلف عن القواعد النحوية التي تؤطر الفاعل أو المفعول به أو التمييز… في إطار ضيق يعتمد الأمثلة القديمة (ضرب عمرو زيدا) أو عن البلاغة كما ظهرت عند السكاكي والقزويني والفراء… قاعدية محضة تؤطر درس التشبيه أو الاستعارة… كدرس منه توزع المؤشرات على الأمثلة والشواهد المجتزأة ونسوا أو تناسوا أن العروض يخدم النص إذا انطلق من النص فعلا لا من الأمثلة المجتزأة- خاصة إذا كان النص مستمدا من المرجع الأصلي له (الديوان)، أو المجموعة المختارة أو من مصدر أصلي.
إن العروض يفيد في ضبط النص وتوثيقه، ويساعد على توضيح الخطأ المطبعي أو التقني. ورغم هذه الأهمية فقلما يعتمد ضمن منهاج البحث، وخاصة في التحقيق إلا عفويا، فكيف له أن يكون منهجا مستقلا؟ هذا السؤال هو الذي جعلني أتابع هذا الديوان القيم باهتمام، إضافة إلى تعليقات الباحثين في العروض المجددين لسيره كالناقد الكبير محمود الزيات وبعض النقاد الأعلام إلا أنه لم يأخذ حقه من الشهرة ولاأدري لماذا ؟
إن رؤية بسيطة في بعض الكتب النقدية والتصنيفية وربما في بعض الدواوين الشعرية قديمها وحديثها وبعض المختارات…تؤكد على ضرورة اعتماد المنهج العروضي/النقد العروضي كمنهج مستقل الذات يتابع القصائد والدواوين والأبيات الشعرية ويضبطها، فكيف يعقل أن تكون بعض الكتب منصبة على بناء القصيدة ولكن عندما تقرؤها تجدها لا تنقل الأبيات أو القصائد أو المقطوعات سليمة كما نظمها أصحابها؟ حيث تجد إما بيتا مدورا، وهو غير مدور أو العكس أو تجد كلمة أو أكثر حذفت من جسد البيت أو الشطر دون أن يكلف الباحث نفسه عناء الرجوع إلى المرجع الأصلي فبالأحرى أن ينقب عنها عروضيا، وقد تجد اضطرابا في تسلسل القصيدة نقلا عن مرجع رديء، فلا ينتبه إلى الإيطاء أو الأقواء أو الأكفاء… ناهيك عن الأخطاء المطبعية.
فمنذ انطلاق الكتابة الشعرية، كانت القصيدة دائماً هي التي تعيد ابتكار الشعر، أمّا النظر نحو الشعر بافتتانٍ وولعٍ فنتيجته سلبية، لأنّ ذلك يقود إلى الكتابة حول الشعر، وإلى الاحتفاء بها، وهذا أسوأ ما يمكن أن يحصل للقصيدة. فالشعر يحتفي بالعالم، ونحن نحتفي بالشعر، والشعر هو بدوره يحتفي بنفسه. ويكفي لرؤية ذلك أن نقرأ ما يُصْنع بالشعر ويُقال عنه. وتتمثّل المشكلة الشعرية في أنّ حُبَّ الشعر هذا هو مَوْتٌ له. ويجب أن يُفْتضح هذا الميثاق العالمي الذي ينصرف لواحدٍ من الفنون الجميلة’. لا يتعلّق الأمر، إذن، بتحبيب الشعر، بل بالكفّ عن خداعه بالكليشيهات والأباطيل التي لا تعير للشعر وَزْناً. وهذا ما دعاه إلى التأمّل في العلاقات بين كتابة قصيدة وقراءتها وبين مجمل تاريخ الشعر، ووجد في ما يُقال عن الشعر أنّه دائماً ما كان حالةً، مثله مثل الفكر. وذلك هو ما يُشكّل خطره، هذه المقدمة ماهي إلا مدخل لديوان حقيقي لشاعر حقيقي لم يحتف بنفسه , ولكن نحن نحتفي به , أما الشاعر فهو محمد الشربيني , وأما الديوان فهو ( أنا الآتي ) والذي خرج بإهداء رائع يقول إلي كل الذين....
يتقلبون علي جمر التصبر والسكوت إنني آت
لأقتص لكم
نعم هو محمد الشربيني حين تتلبسه الكلمات ويجنح به الجواد ويحط علي مرتع خصب من الصور فينهل منها مايشاء
ممّا أدخل في شعره، وفي فكره الشعريّ قدْراً هائلاً من هواء اليوتوبيا التي تقترح واجب حماية التعدُّد، بما في ذلك تعُّدد االصور التي تفرض نفسها. يقول الشاعر: ‘أكتب القصائد، وهذا ما يجْعلُني أفكّر في اللغة بصفتي شاعراً لا لغويّاً. ما أعرفه وما أبحثه يمتزجان. وما أجمل المزج ، ولاسيّما النصوص التي تفرض نفسها علي الشاعر في لحظات انسلاخ عن الواقع . وهكذا لا يوجد لا البيت ولا النثر، ما يوجد إلّا أسبقيّة الإيقاع المعمَّمة، في سمعي…حتّى القصيدة، تلك التي أعني بها تحويلاً لشكل الحياة إلى شكلٍ لغويّ ولشكل اللُّغة إلى شكل حياة، تتقاسمُ مع التأمُّل المجهولَ نفسه، الخطرَ نفسه واللذّةَ نفسها والقصيدة حين تجنح بك وتكسر قلبك وحواسك حين يشدو :
الآن انزع عن جسدي
عباءة ذلك الوطن البليد
وأركل التاريخ
أبرأ من دمي
فالجرح ينطق لا فمي..
الشاعر في جرأة يركل التاريخ حين كرهه لأنه المزور والكاذب والمختلق للأكاذيب , فتبرأ الشاعر من سر الحياة الدم لتنطق في حسرة جراحه , ثم ينتقل بك عزيزي القارئ مرة أخري في قصيدة ( هذا أنا )فيقول :
فتوهجي برقا يباغت مقلتي
أجئ
لا دنيا تحول
وإن تبدي الموت حد
فأنا ابن هذا الشعر
مملكتي غيوب الخلد
ويسترسل في غوايته للقارئ ليكمل
فبأي درب أبتدي ؟
يا طالما خبأت
في السفر الطويل هواي
والأشواق تصهل في دمي
والعشق استبد وأنا وحرفي مغمد
سياق رائع وذبح للنفس وجلد للروح حين يستبد العشق بها فيتوه الشاعر في ملكوت الشعر ويتساءل من أنا ؟ وآه حين يتوه الشاعر من ذاته , فنحن إذن أمام حالة استعصي عليها الشفاء
في قصائد هنريالشربيني تشدنا قوّتها العارية مع صرامة كلماتها البسيطة والمضيئة الّتي تؤرّخ للبدايات وللأصل، بالقدر الّذي تؤذينا في الصميم داخل انسيابيّةٍ طافحة بإيقاع الذّات، مثل في وإن تبد الموت حد ، أو في ديوانه الأخير في مجمله ، حيث يقدم لنا النصوص خالية من علامات الترقيم وبدون ربط بين متواليات المقطع الشعرية، وكأنها مدبوغة بأنفاس أنا الشاعر
ها هو يقدم نفسه لايريد من يقدمه
ثم يعود جواده الذي استعان به في كل جولاته ووضع صورته علي غلاف الديوان الأمامي , وصورته علي الغلاف الخلفي ليؤكد للقارئ بأن جواده مقدس وأنه هو الشاعر ذاته الذي سوف يأتي , نأتي بعد ذلك لرسائله الشعرية وماذا حملت مضامينها ؟
عرفت الرسائل قديما بأنها كلام هام يحمله الرسول لمن يهمه الأمر أو رسالة من زوجة لزوجها المحاب فتقول فيها :
أمرني الحنين إليك أن أكتب إليك رسالة..
فأحضرت الورق والقلم, ولم أستطع احضارالكلمات ..
فذهبت إلى حدائق الزهور أتأمل جمال الورود وأناجي كل وردة نادرة الحسن
وأبعثها لك بكل عواطف الهوى مع الهواء هذه هي الرسائل الذي درجنا عليها منذ قديم الأزل , لكن شاعرنا ماذا قال في رسائله..يقول :
ثلاثون عاما مررن سراعا
ثلاثون عاما كلمحة طيف
ثلاثون عاما وأنت قلادة قلبي
نفهم من تلك الكلمات أن الشاعر متيم بالحبيبة ,بالفعل هومتيم إلي حد القول
دعينا نباغت زهو المحال
نحلق فوق ذرا العشق
نبدع بالعشق كونا عجيبا
ويا ليته توقف عند هذا الحد لنتخيل كيف يكون عالم الشاعر كونا عجيبا ؟
أما أكثر القصائد التي أعجبتني قصيدة ( السير علي حد السيف ) وفيها يقول :
فلست أخاف ما استخفي
ان اهتاجت مشانقهم
وهذا الشعر مصباح
وزيتي من دمي
وقصائدي ملح
وأرغفة الجياع الصامدين
قصائدي نار الغضب للثائرين
أما أنا فقد استجمعت قواي لأنافسه في قصائد الحب
فلم أقطف وردة لأني أخاف عليها من الذبول أو تسقط أوراقها بين يدي، وأنا أريد
لها الحياة بينقصائد الشعر كي تبقي خالدة تغني.. ، ورحت أقلب أوراق الأشعار وأغوص في بحار
القصائد لعلي أصطاد لك كلمات كاللؤلؤ أصنع منها قلائد تليق بقصائد من حرير ومشاعر تفيض همسا
إن العروض يفيد في ضبط النص وتوثيقه، ويساعد على توضيح الخطأ المطبعي أو التقني. ورغم هذه الأهمية فقلما يعتمد ضمن منهاج البحث، وخاصة في التحقيق إلا عفويا، فكيف له أن يكون منهجا مستقلا؟ هذا السؤال هو الذي جعلني أتابع هذا الديوان القيم باهتمام، إضافة إلى تعليقات الباحثين في العروض المجددين لسيره كالناقد الكبير محمود الزيات وبعض النقاد الأعلام إلا أنه لم يأخذ حقه من الشهرة ولاأدري لماذا ؟
إن رؤية بسيطة في بعض الكتب النقدية والتصنيفية وربما في بعض الدواوين الشعرية قديمها وحديثها وبعض المختارات…تؤكد على ضرورة اعتماد المنهج العروضي/النقد العروضي كمنهج مستقل الذات يتابع القصائد والدواوين والأبيات الشعرية ويضبطها، فكيف يعقل أن تكون بعض الكتب منصبة على بناء القصيدة ولكن عندما تقرؤها تجدها لا تنقل الأبيات أو القصائد أو المقطوعات سليمة كما نظمها أصحابها؟ حيث تجد إما بيتا مدورا، وهو غير مدور أو العكس أو تجد كلمة أو أكثر حذفت من جسد البيت أو الشطر دون أن يكلف الباحث نفسه عناء الرجوع إلى المرجع الأصلي فبالأحرى أن ينقب عنها عروضيا، وقد تجد اضطرابا في تسلسل القصيدة نقلا عن مرجع رديء، فلا ينتبه إلى الإيطاء أو الأقواء أو الأكفاء… ناهيك عن الأخطاء المطبعية.
فمنذ انطلاق الكتابة الشعرية، كانت القصيدة دائماً هي التي تعيد ابتكار الشعر، أمّا النظر نحو الشعر بافتتانٍ وولعٍ فنتيجته سلبية، لأنّ ذلك يقود إلى الكتابة حول الشعر، وإلى الاحتفاء بها، وهذا أسوأ ما يمكن أن يحصل للقصيدة. فالشعر يحتفي بالعالم، ونحن نحتفي بالشعر، والشعر هو بدوره يحتفي بنفسه. ويكفي لرؤية ذلك أن نقرأ ما يُصْنع بالشعر ويُقال عنه. وتتمثّل المشكلة الشعرية في أنّ حُبَّ الشعر هذا هو مَوْتٌ له. ويجب أن يُفْتضح هذا الميثاق العالمي الذي ينصرف لواحدٍ من الفنون الجميلة’. لا يتعلّق الأمر، إذن، بتحبيب الشعر، بل بالكفّ عن خداعه بالكليشيهات والأباطيل التي لا تعير للشعر وَزْناً. وهذا ما دعاه إلى التأمّل في العلاقات بين كتابة قصيدة وقراءتها وبين مجمل تاريخ الشعر، ووجد في ما يُقال عن الشعر أنّه دائماً ما كان حالةً، مثله مثل الفكر. وذلك هو ما يُشكّل خطره، هذه المقدمة ماهي إلا مدخل لديوان حقيقي لشاعر حقيقي لم يحتف بنفسه , ولكن نحن نحتفي به , أما الشاعر فهو محمد الشربيني , وأما الديوان فهو ( أنا الآتي ) والذي خرج بإهداء رائع يقول إلي كل الذين....
يتقلبون علي جمر التصبر والسكوت إنني آت
لأقتص لكم
نعم هو محمد الشربيني حين تتلبسه الكلمات ويجنح به الجواد ويحط علي مرتع خصب من الصور فينهل منها مايشاء
ممّا أدخل في شعره، وفي فكره الشعريّ قدْراً هائلاً من هواء اليوتوبيا التي تقترح واجب حماية التعدُّد، بما في ذلك تعُّدد االصور التي تفرض نفسها. يقول الشاعر: ‘أكتب القصائد، وهذا ما يجْعلُني أفكّر في اللغة بصفتي شاعراً لا لغويّاً. ما أعرفه وما أبحثه يمتزجان. وما أجمل المزج ، ولاسيّما النصوص التي تفرض نفسها علي الشاعر في لحظات انسلاخ عن الواقع . وهكذا لا يوجد لا البيت ولا النثر، ما يوجد إلّا أسبقيّة الإيقاع المعمَّمة، في سمعي…حتّى القصيدة، تلك التي أعني بها تحويلاً لشكل الحياة إلى شكلٍ لغويّ ولشكل اللُّغة إلى شكل حياة، تتقاسمُ مع التأمُّل المجهولَ نفسه، الخطرَ نفسه واللذّةَ نفسها والقصيدة حين تجنح بك وتكسر قلبك وحواسك حين يشدو :
الآن انزع عن جسدي
عباءة ذلك الوطن البليد
وأركل التاريخ
أبرأ من دمي
فالجرح ينطق لا فمي..
الشاعر في جرأة يركل التاريخ حين كرهه لأنه المزور والكاذب والمختلق للأكاذيب , فتبرأ الشاعر من سر الحياة الدم لتنطق في حسرة جراحه , ثم ينتقل بك عزيزي القارئ مرة أخري في قصيدة ( هذا أنا )فيقول :
فتوهجي برقا يباغت مقلتي
أجئ
لا دنيا تحول
وإن تبدي الموت حد
فأنا ابن هذا الشعر
مملكتي غيوب الخلد
ويسترسل في غوايته للقارئ ليكمل
فبأي درب أبتدي ؟
يا طالما خبأت
في السفر الطويل هواي
والأشواق تصهل في دمي
والعشق استبد وأنا وحرفي مغمد
سياق رائع وذبح للنفس وجلد للروح حين يستبد العشق بها فيتوه الشاعر في ملكوت الشعر ويتساءل من أنا ؟ وآه حين يتوه الشاعر من ذاته , فنحن إذن أمام حالة استعصي عليها الشفاء
في قصائد هنريالشربيني تشدنا قوّتها العارية مع صرامة كلماتها البسيطة والمضيئة الّتي تؤرّخ للبدايات وللأصل، بالقدر الّذي تؤذينا في الصميم داخل انسيابيّةٍ طافحة بإيقاع الذّات، مثل في وإن تبد الموت حد ، أو في ديوانه الأخير في مجمله ، حيث يقدم لنا النصوص خالية من علامات الترقيم وبدون ربط بين متواليات المقطع الشعرية، وكأنها مدبوغة بأنفاس أنا الشاعر
ها هو يقدم نفسه لايريد من يقدمه
ثم يعود جواده الذي استعان به في كل جولاته ووضع صورته علي غلاف الديوان الأمامي , وصورته علي الغلاف الخلفي ليؤكد للقارئ بأن جواده مقدس وأنه هو الشاعر ذاته الذي سوف يأتي , نأتي بعد ذلك لرسائله الشعرية وماذا حملت مضامينها ؟
عرفت الرسائل قديما بأنها كلام هام يحمله الرسول لمن يهمه الأمر أو رسالة من زوجة لزوجها المحاب فتقول فيها :
أمرني الحنين إليك أن أكتب إليك رسالة..
فأحضرت الورق والقلم, ولم أستطع احضارالكلمات ..
فذهبت إلى حدائق الزهور أتأمل جمال الورود وأناجي كل وردة نادرة الحسن
وأبعثها لك بكل عواطف الهوى مع الهواء هذه هي الرسائل الذي درجنا عليها منذ قديم الأزل , لكن شاعرنا ماذا قال في رسائله..يقول :
ثلاثون عاما مررن سراعا
ثلاثون عاما كلمحة طيف
ثلاثون عاما وأنت قلادة قلبي
نفهم من تلك الكلمات أن الشاعر متيم بالحبيبة ,بالفعل هومتيم إلي حد القول
دعينا نباغت زهو المحال
نحلق فوق ذرا العشق
نبدع بالعشق كونا عجيبا
ويا ليته توقف عند هذا الحد لنتخيل كيف يكون عالم الشاعر كونا عجيبا ؟
أما أكثر القصائد التي أعجبتني قصيدة ( السير علي حد السيف ) وفيها يقول :
فلست أخاف ما استخفي
ان اهتاجت مشانقهم
وهذا الشعر مصباح
وزيتي من دمي
وقصائدي ملح
وأرغفة الجياع الصامدين
قصائدي نار الغضب للثائرين
أما أنا فقد استجمعت قواي لأنافسه في قصائد الحب
فلم أقطف وردة لأني أخاف عليها من الذبول أو تسقط أوراقها بين يدي، وأنا أريد
لها الحياة بينقصائد الشعر كي تبقي خالدة تغني.. ، ورحت أقلب أوراق الأشعار وأغوص في بحار
القصائد لعلي أصطاد لك كلمات كاللؤلؤ أصنع منها قلائد تليق بقصائد من حرير ومشاعر تفيض همسا
0 التعليقات