كنت أمتلك أوراقي كاملة , أو هكذا خيل لي , لكنني أعود لسنوات طويلةسابقة حين كان صالون الزهراء يتألق في المدن والقري الصغيرة منطلقا من قريتي التي تزوجت فيها ميت غريطة لينشر عطر الثقافة ورحيقها في الأجواء معلنا تحديات التنوير لامرأة من الشرق تعاني قيود التقاليد , كانت ثقتي كبيرة بأنني سأصل إلي كل فرد في مصر بأشعاري ونصبت نفسي شريكا في الهيئات الثقافية آنذاك , وفي صالوني استضفت كبار الشعراء في تلك الفترة ليأخذ الصالون حيزا من الأهمية , ونافس ساعتها العديد من الصالونات الأدبية في ذلك الوقت , مثل صالون حياة أبو النصر والدكتور وسيم السيسي و كنت أستضيف مثلث رعب العامية في مصر في ذلك الوقت دون أن أخشي سطوتهم وكانوا الراحل العظيم شفيق سلوم , وفريد طه , وإيمان بكري , وما أدراك من إيمان , كذلك استضفت المطربة اللبنانية الكبيرة لوردا كاش , والمطرب السوري سعد مقلد , وصديقاتي المقربات اقبال بركة في عز مجدها وسكينة السادات وسناء البيسي وكلهن كن يأتين لزيارتي في ميت غريطة عن اقتناع تام بأنني مثلهم مبدعة...وتمر الأسماء في ذاكرتي سريعة حين كان الجمهور يقف علي الأرصفة في الشارع لمشاهد الثورة الثقافية المرفوعة في وجه التخلف , لم أعبأ بما يقوله الآخرون , لأن الوقت عندي كان محسوبا بالثانية . تمر الأيام والأسماء وتبقي في ذاكرتي واحدة أعترف أني كنت أحبها وأغار منها , جرأتها , أشعارها ضد النظام أيام سطوته , حقا كنت أغار منها بطلتها الأنثوية الجميلة , المتدفقة بالثورة , وكلما منعت نفسي من دعوتها , عدت ودعوتها , لم تكن غيرتي منها لأنها أشيك مني , علي العكس كنت أصمم أزيائي في بورسعيد , وارتدي مع كل زي قبعة ..كانت غيرتي منها لأنها صاحبة قضية , تعلمت منها ألا أرقص علي حبال الشهرة , فالشهرة نوعان , شهرة كاذبة يعرف صاحبها بعد قراءة أول قصيدة فيضحك عليهه الناس ويجاملونه في سخرية , وشهرة حقيقية وهي التي تلهث خلف المبدع طواعية , تعلمت من إيمان بكري كيف أعشق القصائد واحتضنها , فتنبت في قلبي زهرة نوار أرويها بالحب , صديقتي إيمان برغم السنين لازلت جميلة , وبرغم محابة الجميع لك لازلت مترفعة عن التودد لأي شخصية مهما كانت كبيرة ..هذه بعضا من صفات ايمان التي أحبها والوحيدة التي كنت أغار منها , سألت نفسي هل لازلت أغار منها ...لا أعتقد فالسن تذيب كل المشاعر ماعدا الذكريات الجميلة
المشاركات
0 التعليقات