دعاني اتحاد الكُتّاب لتقديم ورقة بحثية حول "التحديات التي تواجه
الكاتب المصري بعد ثورة 25 يناير" في أول مؤتمر تعقده لجنة الفروع بمقر الاتحاد
بالزمالك، وقد رحبت لأنها فرصة فريدة للقاء كل هذا الحشد من كُتّاب مصر هنا في
القاهرة.
ومما ضاعف من سعادتي أن يرأس المؤتمر الصديق الكاتب محمد سلماوي، رئيس
الاتحاد، والأمين العام لاتحاد الأدباء والكُتّاب العرب، ويفتتحه هو ونائبه الدكتور
جمال نجيب التلاوي في جلسة كانت أشبه باجتماعات الجمعية العمومية نظراً لكثرة
الحضور من أعضاء الاتحاد وتنوعهم جغرافياً، وفيها صارحهم سلماوي والتلاوي بسلبيات
القائمين على بعض الفروع ممن لا يكلفون أنفسهم حتى مشقة الحصول على مستحقات فروعهم!
في نفس الوقت الذي أشادا فيه بحيوية فروع أخرى مثل: الإسكندرية، والأقصر، الذي
يعتبر أول فرع يمتلكه الاتحاد بعد أن تبرع الكاتب الكبير بهاء طاهر بقطعة الأرض
التي شيد فوقها هذا المقر داخل قصر الثقافة الذي يحمل اسمه، لذا تم توجيه الشكر إلي
الروائى الكبير بهاء طاهر، وإلى الشاعر حسين القباحي، الذي تولى مهام تحويل الفكرة
النبيلة إلى واقع ملموس، والذي دعا الحضور إلى إهداء ما لديهم من كتب تزيد على
حاجتهم لتدعيم مكتبة هذا الفرع، مشيراً إلى أن الكاتبة فتحية العسال وعدته بإهداء
مكتبتها هي وزوجها الكاتب الكبير الراحل عبدالله الطوخي، ولعل هذا هو ما جعلني أفكر
على الفور في التبرع بقسم كبير من مكتبتي الشخصية يصل إلى عدة آلاف من الكتب إلى
هذه المكتبة الجديدة في جنوب الصعيد بعد أن سبق وأهديت أكثر من ألف كتاب إلى مكتبة
المركز الكوري للثقافة العربية والإسلامية في مدينة إنتشون بكوريا الجنوبية لتبقى
قطعة مني هناك.
كما لفت التلاوي انتباهنا إلى أن مشروع علاج الأدباء، الذي نجح الاتحاد
مؤخراً في اعتماده، مهدد بالفشل؛ فمطلع الشهر المقبل هو آخر موعد للاشتراك فيه،
فإذا كان أعضاء الاتحاد يقتربون من ثلاثة آلاف، فإن ستين فقط هم الذين بادروا
بالاشتراك!
وقد وعد سلماوي بعرض مطلب زيادة ميزانية الفروع على مجلس الإدارة، وكذا
فكرة التآخي بين فروع الاتحادات العربية واتحاد الكُتّاب المصريين، وعقد مؤتمر
مشترك بين أفرع الاتحادات في مصر والخارج.
وتنتهي الجلسة الافتتاحية بتكريم سبع شخصيات تنتمى إلى الفروع السبعة
تقديراً لعطائهم الطويل: صبري أبو علم "الإسكندرية"، محمد خربوش "الأقصر"، بهاء
الدين رمضان "سوهاج"، الحماقي المنشاوي "الدقهلية"، علي عبيد "الغربية"، عبدالله
الهادي "الشرقية"، وحسن الشريف "المنيا"، الذي حالت ظروفه دون الحضور.
وكانت مفاجأة الجلسة الأولى اعتراض الشاعر السكندري محمود عبدالصمد
زكريا على جميع الأوراق التي عرضت فيها، ولم يسلم من هذا النقد الحاد المفكر
الدكتور محمد زكريا عناني، ولا الناقد محمد الفخراني، أو الشاعر صبري أبوعلم،
والأديب محمد العزوني، والشاعر إبراهيم خطاب، وكذا كاتب هذه السطور، إذ تصور زكريا
أن أوراقنا لم تصب في صالح العنوان الرئيسي وهو "الكاتب وتحديات المستقبل" لأنه كان
ينتظر منا آلا ننصرف قبل أن نبلور للحضور شكل هذا المستقبل، في حين أننا حاولنا أن
نشركهم في خلق مفرداته عندما نعري واقع الكاتب أمام الأعين، بدءاً من ضعف تأثيره في
مجتمعه، وهو الذي تأكد بصورة جلية في نتائج الانتخابات البرلمانية والرئاسية، وهو
أيضا الذي أدى إلى تجاهل تمثيل المبدعين في اللجنة التأسيسية لصياغة الدستور.
ويجب أن نقر بأن هذا المؤتمر النوعي نجح نتيجة لدأب مجموعة من أنشط
فرسان فروع الاتحاد: الشاعر جابر بسيوني، الأمين العام، الذي طرح فكرته على مجلس
الاتحاد فوافق على الفور ليبدأ في التنسيق مع: إبراهيم عطيه من الشرقية، وفاطمة
الزهراء فلا من الدقهلية، ومحمد ثابت من القاهرة، الذي أدار الأمسية الشعرية في
ختام أعمال المؤتمر بعد جلسة بحث مستقبل الفروع التي تحدث فيها: الأديب محمد
عبدالله الهادي، والشعراء: أحمد محمود مبارك، وفاطمة الزهراء فلا، وحسين القباحي.
وقد لفتنى أن مطبوعة الاتحاد احتفت على غلافها وعلى صفحات أربع منها
بالحملة الصحفية التى أطلقتها هذه الإطلالة على امتداد الأسابيع الستة الماضية،
ونجحت "الأخبار" من خلالها إلى لفت انتباه الساحة الثقافية فى مصر إلى ضرورة انقاذ
الروائى الكبير مجيد طوبيا، وهنا يشار إلى سرعة تحرك وزير الثقافة الدكتور محمد
صابر عرب الذى طلب منى أن أصحبه إلى بيت مجيد وأمضى معه أكثر من ساعتين وقف خلالها
بنفسه على حالته واتصل أثناء الزيارة بالفريق سامى عنان لتمكين مجيد من العلاج بإحد
المراكز الطبية المتخصصة للقوات المسلحة، وبالفعل صدر التصديق على
العلاج.
0 التعليقات